عام «الطوفان» أطاح بالعديد من المسؤولين وحطّم صورة استخبارات الكيان … ضباط إسرائيليون: وضعنا بغزة مُعقّد وأهدافنا لم تتحقق
| وكالات
بعد عام على العدوان الإسرائيلي على غزة، أقر ضباط من احتياط جيش الاحتلال بالإخفاق في تحقيق الأهداف «المتوخاة» من الحرب، في حين اعتبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الحرب التي تشنها إسرائيل حالياً «تغير الواقع الأمني في المنطقة، لضمان عدم تكرار هجوم مثل السابع من تشرين الأول 2023».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله في بيان أمس: «نحن نقوم بتغيير الواقع الأمني في منطقتنا، من أجل مستقبلنا، لضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من تشرين الأول مرة أخرى»، في حين أعلن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، أنه قام بتوزيع أكثر من 120 ألف قطعة سلاح، وقال: «سنواصل تسليح شعب إسرائيل، وسنواصل القتال حتى تحرير جميع المحتجزين وحتى يعود سكان الشمال إلى بلداتهم بسلام».
وفي الذكرى الأولى لمعركة «طوفان الأقصى»، أو ما يسميها الكيان الصهيوني حرب «السيوف الحديدية» نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانات تكشف حجم خسائره، حيث أفاد في بيان نقلته وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط 727 جندياً إسرائيلياً منذ بداية الحرب، منهم 346 قتلوا في غزة، كما أصيب منذ بداية الحرب 4576 جندياً إسرائيلياً، منهم 29 في حالة خطرة.
ويأتي إقرار جيش الاحتلال بقتلاه ومصابيه بنيران المقاومة الفلسطينية وسط تكتم ورقابة عسكرية مشددين، حيث تظهر المقاطع التي توثق استهدافات المقاومة، والتي ينشرها إعلامها الحربي، أن الخسائر الإسرائيلية في الأرواح والعتاد أكبر بكثير مما يُعلن.
من جهة أخرى، أقر اللواء في احتياط جيش الاحتلال غدي شمني في مقابلة مع القناة «الـ14» الإسرائيلية، أن أهداف الحرب على قطاع غزة لم تتحقق، «فلم يتم إخضاع حماس ولم نتمكن من إعادة الأسرى»، مبيناً أن الوضع في القطاع معقد وصعب، وقال: «حماس تملك الكثير من الأسلحة، وهي لم تشعر أساساً بالخطر، بل تعرف أنها ستصمد».
وتابع شمني، وهو قائد فرقة غزة وقائد المنطقة الوسطى سابقاً: «لا يمكننا البقاء في كل حي وزقاق في القطاع، كما أن التخلي عن الأسرى الموجودين في قطاع غزة سيخلف انكساراً لا يمكن لإسرائيل أن تعيش معه، وفي كل شهر نبقى هناك، يُقتل لنا مزيد من الأشخاص».
بدوره، رأى اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي يوم طوف سميا، أن القرارات التي يتخذها المستوى السياسي بشأن الحرب لن تؤدي إلى نتائج جيدة، محذراً من «التداعيات السلبية للحرب على الاقتصاد، وقدرة البقاء، مع استمرار التجنيد في الجيش والردع»، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتاد على الحروب القصيرة والاستراحات الطويلة، ما يجعل الحرب الحالية أمراً صعباً ومعقداً على بنيته وهيكليته، في حين اعترف المقدم في الاحتياط ألون أفيتارو أن حماس، «ستبقى موجودةً في قطاع غزة، حتى مع عملية تكتيكية إسرائيلية، أو عمليات في المستقبل»، وذلك في حديث إلى القناة «الـ12» الإسرائيلية.
بدورها، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن معركة «طوفان الأقصى» أطاحت بوزراء وجنرالات وقيادات عسكرية وسياسية لم يسبق لها مثيل منذ قيام الكيان الإسرائيلي، وعلى رأسها بيني غانتس الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ورئيس الحكومة البديل في «حكومة الطوارئ» ثم عضواً في «مجلس الحرب الإسرائيلي» الذي تشكل لإدارة الحرب على غزة، إضافة إلى عضو «الكنيست» الإسرائيلي غادي آيزنكوت الذي اختير لاحقاً عضواً في «حكومة الطوارئ»، عدا عن عشرات الاستقالات الأمنية والعسكرية في أجهزة «الموساد» و«الشاباك» والجيش.