عربي ودولي

موسكو أكدت عدم اهتمامها بالانتخابات الأميركية واستمرارها بعمليتها في أوكرانيا … لافروف: الحديث عن قصف كييف بأسلحة غربية عمق أراضينا لعب بالنار

| وكالات

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الإثنين، أن بلاده ستدافع عن مصالحها خاصة في مسائل الأمن القومي، بغض النظر عن الشخصية التي ستتقلد منصب رئاسة الولايات المتحدة، ومن جانب آخر حذر من أن الحديث عن قصف القوات الأوكرانية لعمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية، هو لعب بالنار وقد يسفر عن عواقب خطرة.
وخلال مقابلة مع مجلة «نيوزويك» الأميركية، قال لافروف: «لا يهمنا كيف ستنتهي هذه الانتخابات (الأميركية)، نظراً لوجود إجماع بين الحزبين في الولايات المتحدة بشأن المواجهة مع روسيا، إذا تغير شيء ما في السياسة الأميركية وكانت هناك مقترحات لنا، فسنكون مستعدين لفحصها لمعرفة ما إذا كانت تتماشى مع مصالحنا».
وأضاف: «بشكل عام، سيكون من المنطقي لصاحب البيت الأبيض، كائناً من كان، أن يركز على حل مشكلات بلاده وألا يسعى إلى مغامرات على بعد عشرات الآلاف من الأميال من الشواطئ الأميركية»، وأشار لافروف إلى أن موسكو «ستدافع بحزم عن مصالحها… خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن القومي».
وأوضح لافروف: «في الوقت الحالي، كما نفهم، فإن استعادة السلام ليست جزءاً من خطط العدو، لم يلغِ فلاديمير زيلينسكي مرسومه الذي يحظر المحادثات مع موسكو، فواشنطن وحلفاؤها في «ناتو» يقدمون الدعم السياسي والعسكري والمالي لكييف لمواصلة الحرب»، ووفق للافروف، فإن موقف روسيا «معروف جيداً ولم يتغير، روسيا منفتحة على حل سياسي ودبلوماسي يجب أن يزيل الأسباب الجذرية للأزمة، في الوقت نفسه، يجب أن نتحدث عن إنهاء الصراع، وليس عن وقف إطلاق النار».
وتابع لافروف: «في ظل هذه الظروف، ليس لدينا خيار سوى مواصلة العملية العسكرية الخاصة حتى يتم القضاء على التهديدات التي تشكلها أوكرانيا، إن تكاليف الصراع هي الأكبر بالنسبة للأوكرانيين، الذين تدفعهم قيادتهم إلى المذبحة، أما بالنسبة لروسيا، فالأمر يتعلق بحماية شعبها ومصالحها الأمنية الحيوية».
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي: إن الحديث عن قصف القوات الأوكرانية لعمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية، هو لعب بالنار وقد يسفر عن عواقب خطرة، وأضاف: «تجري مناقشة إمكانية السماح للقوات المسلحة الأوكرانية باستخدام الصواريخ الغربية البعيدة المدى لضرب عمق روسيا، مثل هذا اللعب بالنار يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، وكما قال الرئيس فلاديمير بوتين، سنتخذ القرارات المناسبة انطلاقاً من فهمنا للتهديدات التي يشكلها الغرب، استخلصوا الاستنتاجات بأنفسكم».
في الغضون، كشف إيغور كيريلوف قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي بالجيش الروسي أن نظام كييف يستعد لتنفيذ استفزاز هدفه اتهام روسيا باستخدام مواد سامة في عمليتها العسكرية الخاصة، وقال خلال إيجاز صحفي أمس نقله موقع «روسيا اليوم» إن دليلاً آخر على الاستفزازات الأوكرانية الوشيكة هو توريد معدات الحماية الشخصية الغربية الصنع إلى أوكرانيا بكميات مفرطة بالنسبة لدولة لا تمتلك أسلحة كيميائية.
وأوضح أن «البعثة الدائمة الأوكرانية لدى الاتحاد الأوروبي طلبت من المقر العسكري للاتحاد الأوروبي تزويد القوات المسلحة الأوكرانية في عام 2024 بـ283 ألف قطعة من كل من معدات حماية القوات وأقنعة الغاز، و500 ألف قطعة من كل من القفازات الواقية ومجموعات الإسعافات الأولية المضادة للمواد الكيميائية، و150 ألف مجموعة من الترياقات و20 ألف اختبار للكشف السريع عن عوامل الحرب الكيميائية».
وأضاف كيريلوف: إن «الأدلة الملفقة على استخدام روسيا للمواد السامة سيتم استخدامها خلال الدورة 107 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتي تنطلق اليوم الثلاثاء، حيث ستسلم كييف هذه «الأدلة» إلى ممثلي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإعداد تقرير مستقل مزعوم».
على صعيد متصل، علق الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الإثنين على ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية حول لقاء مزعوم بين الروسي فيكتور بوت والحوثيين لمناقشة إمدادات أسلحة إليهم، وقال في تصريحات للصحفيين: «لقد رأينا هذه المادة، ونميل إلى تصنيفها على أنها من قبيل الأخبار المزيفة أو المحاولات لشن هجمات إعلامية على ممثلي شعبنا المنتخبين».
يذكر أنه تم اعتقال رجل الأعمال الروسي فيكتور بوت بطلب أميركي في تايلاند عام 2008 وسلم إلى الولايات المتحدة عام 2010، حيث حكم عليه في عام 2012 بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولم يعترف بوت بالذنب، وفي كانون الأول 2022 أفرجت السلطات الأميركية عنه في إطار صفقة تبادل مقابل البطلة الأولمبية الأميركية بريتني غرينر المدانة في روسيا بتهمة حيازة المخدرات، وبعد عودته إلى الوطن، انضم بوت إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي، ثم تم انتخابه عضواً في المجلس التشريعي لمقاطعة أوليانوفسك الروسية.
من جهة ثانية، عقد اجتماع في موسكو لمجلس وزراء خارجية رابطة الدول المستقلة، تضمن مناقشات في صيغ ضيقة وواسعة برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أفادت بذلك متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، حيث قالت إن الاجتماع شارك فيه وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، من أجل تلخيص النتائج الأولية للعمل المشترك بشأن رئاسة روسيا للمنظمة هذا العام، ويأتي الاجتماع تحضيراً لقمة مجلس رؤساء دول رابطة الدول المستقلة اليوم الثلاثاء.
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين أن الجيش الروسي حرر بلدة غرودوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، وقال في بيان: «نتيجة للإجراءات الحاسمة التي اتخذتها وحدات من قوات مجموعة «المركز»، تم تحرير غرودوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، وتم صد 10 هجمات مضادة من مجموعات العدو، وخسر العدو أكثر من 420 جندياً، ودبابة ليوبارد، وثلاث مركبات قتالية مدرعة، وست سيارات، وثلاثة مدافع ميدانية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن