زيلينسكي المحبط يعود للعب الورقة الأرثوذكسية
| رزوق الغاوي
على الرغم من استمرار الدعم العسكري الأميركي والغرب الأطلسي لنظام كييف النازي، تتوالى وتتصاعد هزائم القوات الأوكرانية خلال مواجهتها للقوات الروسية، وخاصة بعد تورط القوات الأوكرانية في عملية كورسك، ما دفع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مجدداً للعب ورقة انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن البطريركية الروسية، في محاولة جديدة خبيثة ذات طبيعة عنصرية تمثلت بملاحقة معارضي الانشقاق الكنسي وخاصة رجال الدين الأرثوذكس المناهضين لعملية الانشقاق المشبوهة.
في السياق، عمدت السلطات الأوكرانية في الآونة الأخيرة إلى استصدار قوانين جديدة فرضت بموجبها على المواطنين الالتزام بالانشقاق الأرثوذكسي، حيث صوَّت البرلمان الأوكراني مؤخراً على قانون يسمح للمحاكم بتصفية الأبرشيات المناهضة للانشقاق ونقل ملكياتها إلى الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة، وفرض حظر على المنظمات الدينية الرافضة لانشقاق الكنيسة الأوكرانية عن البطريركية الروسية الأم.
دوائر سياسية وثقافية واجتماعية متابعة للمسألة الأوكرانية رأت أن نظام زيلينسكي النازي ماضِ في ترسيخ سياسة عرقية عنصرية قمعية تجاه شرائح واسعة في المجتمع الأوكراني، إلا أن رفض المجتمع الأوكراني الانصياع لعنصرية زيلينسكي ستكون أطرافه عرضةً للتصفية حسب القوانيًن الجديدة من محاكم مختصة حديثاً بهذا الشأن.
على هذا الصعيد، أعلن النائب في البرلمان الأوكراني من «حزب خادم الشعب» أرتيوم دميتروك المعارض للحظر المفروض على الكنيسة الأرثوذكسية القانونية على الأرض الأوكرانية، أعلن أنه يتلقى تقارير عن ترتيب محاولةِ لاغتياله بسبب موقفه السياسي من هذه القضية.
وبما أن الشيء بالشيء يُذكَر، وعلى هامش ما يجري من أحداث في الداخل الأوكراني، لابد من التأكيد مجدداً على حقيقة أن الإمبريالية الأميركية المنفلتة من عقالها ومعها الغرب الأطلسي المتوحش يواصلون التضحية بالشعب الأوكراني من خلال زجه في أتون معارك عبثية خاسرة مع روسيا الاتحادية خدمةً لأهداف الإستراتيجية الأميركية المعادية ليس فقط لروسيا وشعبها بل لشعوب العالم أجمع، وخاصة في عصرنا الراهن الذي يشهد بدايات انهيار الأحادية القطبية ونهوض البشرية باتجاه إحلال التعددية القطبية والتعاون الدولي القائم على الحوار الكفيل بتبادل المصالح المشروعة لشعوب العالم كافة.
كاتب سوري