بعد مرور عام على حرب الإبادة والمجازر وإجرام إسرائيل … المقاومة مستمرة ولا تراجع..
| الوطن
مع دخول «طوفان الأقصى» عامه الثاني، وإعلان الفلسطينيين ثباتهم على مقاومتهم، تقف المنطقة على أبواب المزيد من التصعيد متزامنة مع إبادة ترتكبها إسرائيل على مرأى ومسمع العالم، وسعي لإشعال المزيد من الحروب، تأمل من خلالها واشنطن ضمان أمن الكيان وتغيير خرائط السيطرة والواقع الأمني بما يخدم أهدافها ومعها أهداف تل أبيب.
ومع مواصلة إسرائيل التلويح بشن عدوان على إيران، كشفت مصادر عسكرية مطلعة لوكالة «تسنيم» الإيرانية، أن وحدات التخطيط بالقوات المسلحة الإيرانية أعدت ما لا يقل عن 10 سيناريوهات مناسبة للرد على الإجراء المحتمل للكيان الصهيوني، والتي سيتم استخدامها إذا لزم الأمر.
وأكدت المصادر للوكالة الإيرانية أن هذه السيناريوهات قابلة للتحديث، لكن جهوزيتها مؤشر إلى جدية إيران في الرد، وأضافت: إن رد إيران لن يكون بالضرورة رداً بالمثل وعلى مستوى الرد الإسرائيلي، لكن يمكن أن يكون أكثر شدة وعلى أهداف مختلفة يعزز فاعلية الرد.
وقالت المصادر العسكرية: بالمقارنة مع إيران، لدى الكيان الصهيوني جغرافيا محدودة للغاية وبنية تحتية أقل حساسية، ويمكن أن يسبب رد إيران مشاكل غير مسبوقة للكيان.
وحسب هذه المصادر فإن العديد من الدول أعلنت لإيران أنها لن تشارك لمصلحة إسرائيل، لكن في كل الأحوال فإن أي دولة ستساعد الصهاينة في عمل محتمل ستتجاوز الخط الأحمر الإيراني وستتكبد الخسائر.
وأعلن أمس مساعد رئيس الجمهورية الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيجري مباحثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول القضايا الثنائية ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك على هامش المنتدى الدولي تحت عنوان «السلام والتنمية» في الـ11 من تشرين الأول الجاري والذي تستضيفه تركمانستان، وأضاف أوشاكوف: هذا اللقاء يكتسب أهمية كبيرة سواء من حيث مناقشة القضايا الثنائية أم استعراض الوضع السيئ للغاية في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في وقت واصل فيه حزب اللـه توجيه رسائل نارية للاحتلال تؤكد حضوره في الميدان للدفاع عن لبنان، من خلال استهدافه مستوطنات وتجمعات جنود وآليات العدو وقواعده التي كان أبرزها قاعدة نيمرا داخل عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة بصليات صاروخية كبيرة، بالتوازي مع إقرار الاحتلال بمقتل 11 جندياً وإصابة 100 آخرين منذ محاولته بدء التوغل البري عند الحدود مع لبنان.
مقاتلو حزب اللـه قصفوا أمس تجمعاً لِقوات الاحتلال على مرتفع القلع في بلدة بليدا بِرشقةٍ صاروخية وقذائف المدفعية، بالتزامن مع مهاجمتهم مستوطنة كرمئيل بصلية صاروخية، بعد أن كانوا قد دكوا صباح أمس المستوطنة ذاتها بصلية صاروخية.
ومنذ الساعات الأولى من فجر أمس، أكد الإعلام الحربي في بيان، أن مقاتلي الحزب قصفوا قاعدة نيمرا، وهي إحدى القواعد الرئيسة في المنطقة الشمالية، غرب طبريا بصلية صاروخية.
على خَطٍّ موازٍ، أكدت «قناة 12» الإسرائيلية إطلاق 60 صاروخاً من لبنان في فترة مساء أمس، على حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية: «تحت بند سُمح بالنشر، قتل جندي إسرائيلي خلال المعارك عند الحدود مع لبنان ليرتفع عدد القتلى المعلن عنهم في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ صباح (أمس) الإثنين إلى 2»، فيما أشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن حزب اللـه قتل الجنديين المعلن عنهما وهما داخل أراضي فلسطين المحتلة عند الحدود مع لبنان، وفق ما ذكر الإعلام الحربي.
جاء ذلك، بعدما أشار الإسعاف الإسرائيلي في بيان نقله موقع «النشرة»، إلى وقوع 10 إصابات، جرّاء إطلاق الصّواريخ من لبنان على حيفا وطبريا، من بينها إصابات خطيرة.
إلى ذلك أغار الطيران الحربي المعادي على أطراف بلدة السريرة في قضاء جزين، وعلى محلة الحمرا الواقعة بين بلدتي بريقع والزرارية في قضاء النبطية.
وفي وقت لاحق أمس، أكد موقع «النشرة» الإلكتروني، أن طيران الاحتلال شنّ في غضون نصف ساعة سلسلة غارات استهدفت أكثر من ثلاثين بلدة وقرية في قضاء صور و6 غارات على بلدة الزرارية.
وزارة الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بدورها أكدت في بيان نقله «النشرة»، أن الاحتلال الإسرائيلي شن غارة استهدف فيها بلدة كيفون وأدت إلى استشهاد ستة أشخاص بينهم 3 أطفال وإصابة ثلاثة عشر آخرين بجروح، وفق «النشرة».
جاء ذلك، بعد أن أعلنت الوزارة في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، أن غارات الاحتلال الإسرائيلي أول أمس على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك والهرمل وجبل لبنان، أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد اثنين وعشرين شخصاً وإصابة مئة وأحد عشر آخرين بجروح.
وفي ذكرى «طوفان الأقصى» أكد حزب اللـه أن للشعب الفلسطيني الحق الكامل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإزالته بكل الأساليب لاستعادة حقوقه المشروعة، وأن الولايات المتحدة ومن معها من حلفائها شركاء الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه وفي جرائمه بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني وبحق شعوب المنطقة، مشدداً على أن قراره فتح جبهة الإسناد لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته هو قرار إلى جانب الحق والعدل والإنسانية التامة.
فصائل المقاومة الفلسطينية التي أمطرت تل أبيب أمس بصلية صاروخية، إضافة إلى استهداف مواقع قواته وتحشيداته في قطاع غزة، أكدت أن معركة «طوفان الأقصى» أحبطت المخططات التهويدية للاحتلال الإسرائيلي، وأعادت القضية الفلسطينية إلى رأس أولويات العالم، وجاءت في سياق الرد الطبيعي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مشددة على مواصلة النضال حتى التحرير ودحر الاحتلال.
وفي كلمة مصورة، دعا المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إلى تصعيد المقاومة في الضفة الغربية للرد على عنهجية العدو وجرائمه، مؤكداً أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح.
مواصلة الإبادة في غزة والضفة ولبنان، تزامنت مع تحركات وتصريحات سياسية خرجت عن عدد من العواصم تشير فيها إلى ضرورة التوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار، واعتبر وزير خارجية فرنسا جان نويل باروت في تصريح لافت من رام اللـه أن القوة وحدها لا يمكن أن تضمن أمن إسرائيل والنجاح العسكري لن يكون بديلاً للمنظور السياسي، وقال: حان وقت الدبلوماسية لإعادة الرهائن وإعادة النازحين إلى ديارهم في الشمال بعد عام من الحرب.
من جهته قال البيت الأبيض: إنه ينبغي التوصل لاتفاق يسمح بعودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية.
وفي وقت سابق أمس دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي إلى تجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية، داعياً إلى ضرورة العمل على خفض التوترات وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة، لتجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية والتي قد تؤدي لتداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار شعوب المنطقة بأسرها.