معرض فني وقراءة في رواية «سقوط الجمرة الأخيرة» … محمود لـ«الوطن»: لدي هاجس بالتعبير عن مكنوناتي ومشاعري والقضايا التي أؤمن بها
| مصعب أيوب
«شذرات روح» كان عنوان المعرض الفني لمجموعة من لوحات ومنحوتات الفنانة التشكيلية والكاتبة رنا محمود في المركز الثقافي في أبو رمانة، ليتبعه قراءة في روايتها الأخيرة «سقوط الجمرة الأخيرة».
حالات انفعالية وعاطفية
في كلمة لـ«الوطن» أكدت الفنانة رنا محمود أنه تزامناً مع المعرض الذي يقام اليوم لمجموعة من لوحاتها ومنحوتاتها، نقوم بقراءة في روايتها الأولى، وأن لديها إيماناً داخلياً بوجود علاقة وثيقة بين الكلمة والريشة أو الإزميل.
وتابعت: اليوم اخترت بعض الشذرات والمقاطع من بعض قصائدي ومجموعاتي الشعرية وأضفتها لما يتناسب معها من لوحاتي.
وقد حرصت محمود على أن تكون المواضيع متنوعة وغنية اجتماعية وإنسانية، وركزت على المرأة التي تعدها قضيتها الأولى والأخيرة، فهي جذر الحياة وأم الكون، وحاولت تجسيدها في جميع حالاتها الإنسانية، فها هي في لوحة الصرخة وهي ضمن أجواء الحرب وبالألوان الترابية، وبحالاتها الانفعالية والعاطفية.
وأضافت: في المعرض قدمت بعض الثنائيات وبعض الثلاثيات، فشعرت أني أريد التعبير عن بعض المشاعر وما يتبعها، وهذا هاجسي في التعبير عن مكنوناتي ومشاعري وعن القضايا التي أؤمن بها مهما كان نوعها سواء كانت إنسانية أو وطنية أم اجتماعية، منها الفقر والهجرة والحرب والفقد والحرمان.
رحلة ترفيهية
وفي القراءة التي قدمها الدكتور عاطف البطرس يشير إلى أن الكاتبة تتحدث في روايتها عن رحلة سياحية وترفيهية تجعلك تشعر وكأنها تصوغ حروفها بكاميرا تسجيلية وبالريشة والتصوير وليس بالقلم.
كما أنها وضعت في الرواية عدة أشكال أدبية منها السرد والحوار والوصف ما يعطي العمل الروائي قيمة وأهمية وغنى وتنوعاً، وهو ما يجعل القارئ مشدوداً من دون أن يمل.
ولم يخل العمل من بعض الثغرات والهفوات وهو بطبيعة الحال أمر ممكن لأي كاتب يقدم عملاً كهذا للمرة الأولى، وأنا أعتقد أن هذا العمل يبشر بولادة مشروع كاتبة روائية، وأتمنى أن تصوب إبداعها في اتجاه واحد إذ ربما تتألق في مجال واحد من هذه المجالات وليس مطلوب الإبداع والشمول في جميعها.
ملاحظات وتعليقات
وأشار إلى أن الكاتبة رنا محمود طلبت منه أن يقرأ روايتها ويعلق عليها وبالفعل كان ذلك، وطلبت منه أن يقول تلك التعليقات في اللقاء اليوم، وعليه قام بقراءتها مرة أخرى ليجد أن عدداً لا يستهان به من تلك الملاحظات التي دونها سقطت مع القراءة الثانية بعد أن فهم المعنى أكثر وتدبرت الأمر.
وأردف البطرس: اعتمدت الكاتبة اعتماداً واضحاً على العنصر السيري، فاقتطفت مما عاشته وعاينته ما وجدته خادماً للرواية محطات من تجربتها الحياتية، وتحدثت عن الوسط الفني والثقافي المعروف بأنها أكثر الأوساط إثارة للجدل، فأخذت مساراً يوازي هذا الوسط وهو مسار الحرب وتأثيرها على الناس، وهذان مساران مختلفان في الحقيقة من ناحية الشكل ولكنهما متفقان في التأثير، ونلاحظ هنا أن الشخصي والذاتي يندمجان بالعام، فالحرب لم تؤثر فقط على شخصيات الرواية وكاتبتها بل أثرت على كل الناس كأي حرب في العالم، لكنها استطاعت أن توازن بدقة بين الشخصي الفردي وبين العام الذي تركته هذه الحرب.
بنية فنية
وقال أيضاً: من المقاربات التي أنظر إليها في الرواية من خلالها هو البنية، وليس الموضوع، فربما لا يكون الموضوع على درجة عالية من الأهمية، لكنه مكتوب بشكل فني أنيق، فنحن نتحدث عن فن وهو يعتمد على أدوات ومقاييس ومعايير محددة، فالبنية في الرواية متماسكة ولها حبكة متميزة ونهاية موفقة وقد استخدمت تقنية الخطف خلفاً في روايتها.
كما أنها استخدمت مرفقات نصية واقتباسات عن كتاب وأدباء وروائيين وفلاسفة عرب وأجانب وأضافتها إلى الرواية، وتوافقت في كثير من الأحيان مع الموضوع وهي ضرورات فنية ولا يجب أن نستخدمها بشكل كبير ومتكرر، إذ إنها تقطع سيرورة القراءة وتأثيرها ما يجعل البناء الدرامي في العمل مضطرباً.