ثقافة وفن

افتتاح معرض الكتاب السوري بدورته الثالثة في مكتبة الأسد … وزيرة الثقافة: تظاهرة فكرية وثقافية مهمة لتعزيز الهوية والانتماء الوطني

| مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني

برعاية وزيرة الثقافة د. ديالا بركات، وتحت شعار «نقرأ.. لنرتقي» افتتح مساء أمس معرض الكتاب السوري بدورته الثالثة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بحضور أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومحافظ دمشق، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، وسفراء جنوب إفريقيا وفنزويلا والبرازيل وبيلاروس.

ويضم المعرض عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة على مدار أيامه الاثني عشر، فيلقي الضوء على الفن السابع من خلال عرض سبعة أفلام سينمائية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، كما يشهد توقيع عدد من الكتب، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات والندوات والحفلات الغنائية.

ويستمر المعرض حتى التاسع عشر من شهر تشرين الأول الجاري، ويستقبل زواره يومياً من العاشرة صباحاً حتى التاسعة مساءً، باستثناء يوم الجمعة من الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً.

تظاهرة فكرية

وفي تصريح لوسائل الإعلام بينت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات أن معرض الكتاب السوري تظاهرة فكرية وثقافية مهمة جداً، تأتي ضمن خطة وزارة الثقافة في تعزيز الفكر والهوية والانتماء الوطني، وهي إحدى الخطوات حتى نسير باتجاه تعزيز دور القراءة وتثقيف الإنسان السوري رغم كل ما يحيط به من مشاهد صعبة وظروف قاسية.

وأوضحت أن المعرض يجمع عدداً كبيراً من دور النشر وصل عددها إلى ما يقرب من 40 داراً تنوعت ما بين دور النشر الحكومية والخاصة، اختلفت موضوعاتها ما بين الثقافية والتاريخية والعلمية والتعليمية، بالإضافة إلى وجود دور نشر مختصة بأعمال الأطفال والراشدين، حيث كان للأطفال الحصة الأكبر.

وقالت: «رأيت من خلال الجولة التي شملت جميع الأجنحة عناوين مهمة لكتّاب سوريين وعرب، ومن مميزات المعرض وجود مؤلفات منذ عام 2000 وحتى العام الحالي، وهذا يعزز العناوين والأسماء الجديدة ليبقى القارئ على اطلاع بكل مستجدات الثقافة والفكر والأدب والعلوم». وأشارت د. بركات إلى أن أهمية المعرض تكمن في ربط المثقفين والقارئين بدور النشر ليكون هناك تواصل وتلاق فيما بينهم، لافتة إلى ورود موضوع توحيد المصطلحات المهم جداً للأطفال والكبار بسبب التحديات التي نمر بها.

وأكدت أن دور المعرض لا يقتصر فقط على التسويق وعرض الكتب حيث سيكون هناك ندوات ومحاضرات ثقافية وعرض لسبعة أفلام سينمائية وأمسيتين غنائيتين.

مجتمع معرفي

وأوضح رئيس اتحاد الناشرين هيثم حافظ أن لمعرض الكتاب السوري دوراً مهماً جداً في دعم القراءة وتأسيس مجتمع معرفي خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها اليوم، حيث أصبحنا بحاجة أكثر للقراءة والعلم والمعرفة.

وأكد ضرورة تشجيع الشباب والأطفال على القراءة التي تعتبر المخرج والمنفذ الوحيد، منوهاً بأن هذا المعرض هو أولوية أساسية في حياة كل المجتمع السوري.

طقس سنوي

وبين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب د. نايف الياسين أنه من المهم المحافظة على هذا التقليد السنوي بإقامة معرض الكتاب الذي كان في مضى يقام بمشاركة دور نشر عربية وعالمية، لكن في الظروف الراهنة يقام لدور النشر السورية فقط.

وأكد أن الكتاب يبقى اللبنة الأساسية في كل ما يتعلق بالثقافة، وهناك إقبال دائم على هذا المعرض حيث تأتي الأسر للتعرف على أحدث ما أنتجته دور النشر السورية وخاصة كتب الأطفال التي تشارك فيها دائماً الهيئة السورية للكتاب بعدد كبير ومتنوع من الأعمال التي تحظى باهتمامنا دائماً من حيث الجودة الفنية والمحتوى التربوي والقيمي.

وقال:»نشارك هذا العام نحن في الهيئة العامة السورية للكتاب بما يقرب من 1500 عنوان متنوع ما بين السياسة والاقتصاد والفكر والعلوم ومنشورات الأطفال، وعلى الرغم من كل الصعاب التقنية ما زلنا ننتج الكتاب على درجة عالية من الجودة، وشارك مع دور النشر السورية الأخرى في هذا الطقس السنوي.

تعزيز الهوية

وأوضح مدير عام مكتبة الأسد الوطنية فادي غانم أن إقامة المعرض في هذا العام كانت بمثابة التحدي لهم في وزارة الثقافة ومكتبة الأسد بسبب الظروف الصعبة المحيطة بنا، ومع ذلك بدأت التحضيرات منذ خمسة أشهر، حيث وضعت خطة وأهداف وفكر المعرض الذي كان شعاره نقرأ لنرتقي.

وقال: «نحن دائماً ما تكون لدينا أهداف لإقامة المعرض منها تعزيز الهوية الوطنية والانتماء لدى المواطن السوري، كما أنه فرصة لدور النشر السورية لتلتقي ببعضها بعضاً وفي هذه السنة سمحنا للعناوين القديمة بالمشاركة في المعرض، حيث أن يكون عدد الكتب المشاركة أكبر من السنوات السابقة، وجميع الكتب عليها حسومات لتشجيع حركة الشراء خاصة في ظل ارتفاع أسعار الكتب عالمياً، كما أن الدخول للمعرض مجاني وحضور الأفلام والحفلات الموسيقية كلها مجانية».

وأضاف: «شمل المعرض 41 جناحاً 12 منها للأطفال وتسعة أجنحة للدور الحكومية أما البقية فكانت لدور النشر الخاصة، والكتب متنوعة بين الأدب والدين والسياسة والتعليم والتاريخ، ولمحبي الروايات هناك الكثير من العناوين المهمة والجميلة».

التراث السوري

وبينت زينب الجنابي من مؤسسة «وثيقة وطن» أن المؤلفات التي شاركت بها مؤسسة «وثيقة وطن» كانت متنوعة جداً وأغلبها لحفظ وتأريخ التراث والثقافة السورية مثل «ميسلون» و«عبدالله الدنان»، وهناك مؤلفات للتعريف بالمؤسسة وغيرها الكثير الهدف منها جميعها حفظ التاريخ السوري، منوهة بأن مشاركتهم في المعرض مهمة جداً لتعريف الناس بالمؤسسة ومنشوارتها.

وسائل تعليمية

وقال أحمد القاري من دار المناهل للأطفال: «نحن مشاركون بوسائل تعليمية للأطفال وكل ما يتعلق بهم من عمر 2 حتى 8 سنوات وهناك أدوات تعليمية خشبية وقصص تربوية وكتب تلوين تعليمية».

وأضاف:»شاركنا خلال السنوات السابقة وكان الإقبال جيداً، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نقدم الأعمال بأسعار مناسبة للأطفال وأهاليهم لنراعي الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن