التلوث المرض المزمن لمعمل إسمنت طرطوس … المدير السابق للمعمل: لا أعلم ماذا يفعلون داخل المعمل؟ والآلات قديمة … المدير الحالي: لا يمكننا توقيف هذا المعمل في الظروف الحالية
| طرطوس – هيثم يحيى محمد
بعد مضي أكثر من شهر على احتجاج الكثير من مواطني حصين البحر والقرى المجاورة لمعمل إسمنت طرطوس بسبب معاناتهم الكبيرة من كثافة التلوث الناجم عن غبار المعمل في الفترة الأخيرة وبعد الاجتماع الذي جرى في مكتب المحافظ بحضور المدير العام لشركة تصنيع وتسويق الإسمنت، وصلت شكاوى جديدة لـ«الوطن» من أبناء حصين البحر وجوارها تتضمن استمرار الغبار والتلوث ولو بنسبة أقل بعض الشيء من السابق والمطالبة بتنفيذ الوعود التي أطلقت لجهة تحويل المعمل إلى معمل صديق للبيئة ريثما يتم إلغاء هذا المعمل من مكانه.
وضمن هذا الإطار بين المدير العام الأسبق لشركة إسمنت طرطوس سالم عيسى وهو ابن حصين البحر أنه من خلال مشاهدته للمعمل من نافذة منزله لاحظ أن الغبار خف بعض الشيء من المداخن ومن المسخنات والمطاحن والأرضيات مقارنة بما كان عليه منذ شهر وعدة أيام، مضيفاً: لا أعلم ماذا يفعلون داخل المعمل وهناك احتمالات كثيرة لكن الاحتمال الأخطر ما ينعكس ذلك على الطوب الحراري من المبردات إلى الأفران إلى المسخن الأولي، حيث هذا الطوب لا يتحمل التوقف المتكرر ولا التوقف الطويل للفرن.
وأكد أن التآكلات والاهتراءات والفتحات المنتشرة والكثيرة على الخط ستمنع من أن يكون معمل قديم متهالك بهذا الشكل صديقاً للبيئة، مضيفاً: الأهم من كل ذلك أن المواد الأولية من المقالع غير مناسبة لإنتاج اسمنت بورتلاندي عادي وفق المواصفات والمقاييس العالمية وهذا قد يؤدي لكوارث.
وقال مواطنون آخرون: إن تصاعد الغبار من مدخنة المعمل كان لافتاً بعد ظهر الجمعة وخلال اليومين الماضيين وتمنوا إيجاد حلول ناجعة لهذا الواقع.
مدير عام شركة تصنيع وتسويق الإسمنت عصام عبد اللـه أكد أن التحسن بات ملحوظاً وأن الشركة قامت منذ بداية أيلول بإجراء الصيانات اللازمة على الخط الأول ومن ثم على الخط الثاني وهي مستمرة في تحسين الواقع لحين توريد وتركيب الفلاتر القماشية والحجر الذي يستخدم من المقالع جيد ومواصفات الإسمنت ضمن المواصفات الفنية الصحيحة والممتازة وهناك تحاليل يتم إجراؤها.
وأضاف: معمل إسمنت طرطوس بات ينتج كمية جيدة تصل لأكثر من 1500 وتصل حتى 1800 طن وهذا ما أدى للتوقف عن استجرار الإسمنت إلى الساحل من معمل حماة حيث كانت الكمية التي كنا نستجرها ألف طن يومياً والآن بحدود مئتي طن، وبالتالي بات معمل اسمنت طرطوس يغطي حاجة الساحل بشكل جيد.
وأضاف: كما قامت الشركة بمتابعة تأمين الفلاتر القماشية حيث أقرت اللجنة الاقتصادية ورئاسة مجلس الوزراء وضعها ضمن الخطة الاستثمارية للشركة لعام 2025 ورصدت المبالغ والاعتمادات اللازمة التي تقدر بخمسين مليار ليرة سورية وسيتم الإعلان عن توريد وتركيب الفلاتر القماشية في نهاية هذا العام. وبين أنه سيتم تركيبها بعد توريدها مع ترك الفلاتر الكهربائية ولا توجد أي معاناة بهذا الأمر وبالتالي سيصبح معمل طرطوس صديقاً للبيئة ولا يمكن أن يكون أي معمل صديقاً للبيئة إلا بتركيب الفلاتر القماشية.
وأشار العبد اللـه إلى أنه في الظروف الحالية لا يمكننا توقيف هذا المعمل للحاجة الماسة إلى إنتاجه، مضيفاً: ففي حال توقفه ستكون هناك مشكلة في تأمين مادة الإسمنت خاصة محافظتي طرطوس واللاذقية، إضافة لذلك تم صرف تعويضات للفلاحين المتضررين الذين سبق أن حصلوا على أحكام قضائية مبرمة من القضاء.
ولفت إلى أنه أيضاً تتابع لجنة تم تشكيلها اسمها لجنة الفلاتر مهمتها متابعة الصيانات ومراقبة الوضع وتضم هذه اللجنة سبعة مهندسين مميزين ولا توجد أي مشكلة حالياً ومعمل طرطوس يضم خبرات فنية ممتازة تتمتع بكفاءة جيدة لمتابعة الصيانات.