شؤون محلية

أسست عدداً من المعامل لمشروعاتها الضخمة وزودتها بالأجهزة والتقنيات اللازمة.. م. رهام الداوّد لـ«الوطن»: فرع التراث والموبيليا في مؤسسة الإسكان العسكرية يمثل قيماً حضارية

| محمود شاهين

مساحة عمل مؤسسة الإسكان العسكرية كبيرة، ومشروعاتها ضخمة ما استلزم إنشاء فرع خاص فيها لتغطية متطلباتها وحاجاتها، فكان فرع التراث والموبيليا الذي يقدم تحفاً فنية متقنة بأعلى التقنيات، وعلى أيدي المهرة والخبراء.

«الوطن» التقت المهندسة رهام ربيع الداوّد وكان هذا الحوار الذي شرحت فيه دور الفرع.

أهمية التراث

إن التراث هو التعبير الصادق عن تاريخ وثقافة المجتمع وبذلك فالتراث تجسيد لقيم ثقافية حضارية تعكس حضارات الشعوب وهو أهم مظاهر التطور الإنساني ومما للتراث من أهمية وقيمة يجب الحفاظ عليها وعلى معالمها جاءت فكرة إنشاء مكتب للتراث في مؤسسة الإسكان العسكرية عام 1986 م.

وبعد تطور عمل المؤسسة في مختلف المجالات والقطاعات واتساع أعمالها وانتشارها وازدياد الخبرات لديها ازدادت الحاجة لديها لتأمين صناعات أخرى متطورة تمدها بالتجهيزات اللازمة لمشاريعها الضخمة فأسست معامل عدة منها معمل (الموبيليا الخشبية- معمل المنجور العربي- معمل الألمنيوم) وبذلك توسع مكتب التراث إلى فرع التراث والموبيليا.

الأعمال التي نفذها الفرع
ويقوم بتنفيذها حالياً

وتحدثت المهندسة الداوّد عن معامل الفرع والمشروعات التي قام الفرع بتنفيذها:
قام الفرع بتنفيذ العديد من المشروعات المهمة والإستراتيجية وذلك من خلال المعامل التابعة له كما ذكرنا سابقاً (معمل الموبيليا الخشبية- معمل المنجور العربي- معمل الألمنيوم- ورشة التراث والديكور).
أ‌- ورشة التراث والديكور: تسهم أعمال هذه الورشة بإحياء التراث والمحافظة عليه وذلك من خلال إعداد الدراسات للأبنية الأثرية وتوثيقها وترميم وصيانة الأبنية والأماكن والمنشآت التراثية القديمة مثل (ترميم الجامع الأموي في دمشق- ترميم أجزاء من قلعة دمشق- ترميم مكتب عنبر- ترميم خان أسعد باشا- ترميم قصر العظم) وغيرها من البيوت الدمشقية العربية.
كما قام الفرع بدراسات وتطوير الفنون الزخرفية والديكور وتنفيذ العديد من مشروعات الديكور مثل (قصر الشعب- أعمال الديكور الخشبية لدار الأسد للثقافة والفنون إضافة لإكساء مدرجات قاعة الأوبرا- المسرح القومي- مشروع مدينة الشباب- مدرج كلية الآداب بحمص) وغيرها.

ب‌- معمل الموبيليا الخشبية: إن جميع المعامل في الفرع تحتوي على العديد من الآلات المناسبة التي تساهم في إنجاز الأعمال ويحتوي هذا المعمل على خطوط للإنتاج النمطي المتكرر وهو ينتج جميع أنواع الموبيليا الخشبية المكتبية والمنزلية من (طاولات- كراسي-مكتبات- مكاتب- خزن- غرف نوم- غرف جلوس- برادي-غرف طعام).
كما ويوجد في المعمل ورشات فنية تخصصية وهي (ورشة الحفر- ورشة الموزاييك-ورشة العجمي) ويتم الاهتمام بهذه الورشات المتخصصة للمحافظة على المهن التراثية القديمة.
ج- معمل الألمنيوم: يقوم المعمل بتصنيع كل أعمال منجور الألمنيوم من (نوافذ- أبواب- واجهات- مطابخ- أباجورات وصناديق أباجور).
د- معمل المنجور الخشبي: يضم المعمل خطوطاً للإنتاج النمطي المتكرر وهو ينتج جميع أنواع المنجور الخشبي من (أبواب- نوافذ- كبس على الألواح- ديكورات خشبية مختلفة).
وقد تمت إعادة تفعيل دور هذين المعملين خلال السنوات الأخيرة بشكل أكبر تحقيقاً للغاية الأساسية من إنشائها وهي تخديم كل الفروع الإنشائية في المؤسسة بمختلف مشروعاتها بالإضافة لتلبية احتياجات بعض جهات القطاع العام والخاص من منتجات هذه المعامل.

الأعمال التي تطمح المؤسسة لإنجازها

كما تحدثت مديرة فرع التراث والموبيليا عن المشروعات التي تضعها نصب عيني الفرع لإنجازها.
إن ما مرت به بلدنا الحبيب سورية من حرب جائرة أثرت بشكل كبير على منشآت البلد وبعض من المعالم التاريخية المهمة فقد كان هذا دافعاً قوياً للمؤسسة وللفرع بشكل خاص بعد توجيهات السيد اللواء المدير العام للمؤسسة من أجل بذل كل التسهيلات لمختلف جهات القطاع العام والخاص للمساهمة والمشاركة في إعادة الإعمار من خلال العقود المبرمة معهم لتقديم مختلف المنتجات المطلوبة للإعمار وبأسعار منافسة وجودة عالية وبزمن قياسي وتسخير كل الإمكانيات للنهوض ببلدنا الحبيب وإعادة إعماره.

الفرع ودعم المؤسسة

كما تحدثت المهندسة الداوّد عن الدعم الذي جعل الفرع يقدم هذه الإنجازات وجعلته متطوراً بما فيه الكفاية.
المؤسسة صرح عظيم من صروح الوطن ودعامة أساسية من دعائمه والتي تلقى كل الدعم من القيادة ممثلة بسيادة اللواء المدير العام للمؤسسة حيث توفر كل أسباب الدعم والمتابعة والرعاية،
ما توجهات الفرع في ظل هذا الدعم: بناء على توجيهات السيد المدير العام الدائمة والمستمرة والبحث عن رؤى وأفكار جديدة وتصنيع منتج يتناسب مع كل الأذواق والاحتياجات ويواكب مرحلة إعادة الإعمار تمت ترجمة هذه التوجيهات بشراء آلات ومعدات حديثة تواكب متطلبات السوق المحلية وزيارة شركات القطاع العام والخاص للاطلاع على واقع الأعمال لديهم وتبادل الخبرات معهم كما ويقوم الفرع بإعداد خطط عمل إستراتيجية وذلك لاستيعاب كل الأعمال في المرحلة القادمة لبناء الوطن وتسخير كل الإمكانيات الموجودة لدى الفرع في هذا الاتجاه.

الصعوبات

وقد تحدثت المهندسة رهام الداوّد عن الصعوبات التي تواجه عمل الفرع كما في كل دوائر العمل
نتيجة الحرب الكونية التي كانت ومازالت على بلدنا الحبيب سورية وفرض عقوبات وحصار جائر الأمر الذي ساهم في وجود ثغرة في عالم التكنولوجيا المتطورة التي يعيشها العالم والتي تؤثر بدورها سلباً على العملية الإنتاجية ومواكبة كل ما هو عصري وحديث وذلك من خلال:

– عدم القدرة على استيراد الآلات الممكنة والمؤتمتة الحديثة بسبب واقع الحصار المفروض.

– قلة المواد الأولية اللازمة في العملية الإنتاجية مثل الأخشاب وصعوبة تأمينها بشكل مستمر.

– تسرب بعض الأيدي العاملة الخبيرة وعدم القدرة على التعويض.

خاتمة

تتميز منتجات الفرع بالنوعية والجودة الفنية العالية إلى جانب الشكل الجميل وهي تلاقي رواجاً كبيراً لدى جهات القطاع العام المختلفة وزبائن القطاع الخاص إضافة إلى فروع المؤسسة حيث تتمتع بالديمومة والمتانة والجودة العالية والشكل الجميل والسعر الاقتصادي. كما نستطيع القول: إن لكل مجتهد نصيباً وأن لكل منا وظيفته واختصاصه المناسب حسب مؤهلاته وكفاءته وهذا ما نسعى إليه دائماً في الفرع بوضع العامل المناسب في مكانه الذي يبدع فيه حسب خبرته وتجاربه والاهتمام بالجانب الإنساني في العمل كما ونسعى دائماً لتنمية وتعزيز الشعور لدى العاملين بالانتماء إلى المؤسسة ونستطيع هنا القول: إن وراء كل عمل حكاية فحكاية آلاف الزنود التي تعاضدت وتشابكت خلال هذه السنوات العصيبة ستبقى متكاتفة متساندة للنهوض ببلدنا وإزالة كل المعوقات أمام الأجيال القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن