94 ألف وافد لبناني و244 ألف عائد سوري.. والهلال الأحمر السوري: استمرار توافد العائلات اللبنانية ونصفهم من الأطفال … الدولة السورية تقدم كل التسهيلات على الحدود رغم أعداد الوافدين الكبيرة
| محمد منار حميجو – فادي بك الشريف – اللاذقية- عبير محمود – السويداء- عبير صيموعة
يستمر توافد الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين إلى سورية عبر الحدود السورية جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، فوصل عدد اللبنانيين الوافدين نحو 94 ألفاً وعدد السوريين العائدين نحو 244 ألف عائد حتى يوم أمس حسب مصدر في إدارة الهجرة والجوازات لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه دخل أمس نحو 2700 وافد لبناني ونحو 3600 عائد سوري في إحصائية غير نهائية.
وفي ظل هذه الأعداد الكبيرة تبذل الدولة السورية جهوداً كبيرة على الحدود لتسهيل دخول الوافدين ومن ثم تأمين كل ما يحتاجونه من مستلزمات وتقديم كل المساعدات التي يحتاجونها سواء عبر الجهود الرسمية الكبيرة أو من خلال المنظمات غير الحكومية والمجتمع الأهلي.
وأكد الهلال الأحمر العربي السوري استمرار توافد العائلات من لبنان إلى المعابر الحدودية مع سورية نصفهم أطفال وبينهم مرضى مزمنون وذوو إعاقة، مشيراً إلى أنه مع استمرار وصولهم تتواصل استجابة الهلال الأحمر للعائلات الوافدة لتلبية احتياجاتهم الطارئة من المعابر إلى أماكن إقامتهم الجديدة في المحافظات، مشيراً إلى أنه يستجيب للعائلات الوافدة بدعم من شركائه الإنسانيين.
في ريف دمشق تكاتف الجهود
وأكد محافظ ريف دمشق أحد خليل أن الدولة السورية قدمت كل التسهيلات على الحدود رغم الأعداد الكبيرة الوافدة إلى سورية سواء من الوافدين اللبنانيين أم العائدين السوريين، مشيراً إلى أنه لم بحدث أي ضائقة أو تأخير لأي وافد دخل سورية، لافتاً إلى الجهود الكبيرة المبذولة من كل الجهات المعنية على الحدود.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين خليل أنه تمت مضاعفة أعداد الموظفين على الحدود لتسهيل دخول الوافدين وبالتالي لم نقع في أي إشكال، مبيناً أنه بالنسبة للسوريين العائدين هناك من عاد إلى منزله وهناك من ذهب إلى الإقامة عند أقاربه.
وأشار إلى أنه تم تأمين كل الخدمات لأهلنا اللبنانيين للمقيمين في مركز حرجلة، وأنه أمس الأول قام بجولة على المركز واطلع على واقع الخدمات فيه، لافتاً إلى أن هناك مساعدات للوافدين من المجالس المحلية والمجتمع الأهلي ومساعدات مقدمة من الهلال الأحمر.
مساعدات روسية
سلّم مركز التنسيق الروسي، مساعدات إنسانية إلى الوافدين اللبنانيين في مخيم حرجلة للاجئين في محافظة ريف دمشق، بحضور نائب رئيس المركز، رئيس القسم الإقليمي بدمشق النقيب أوليغ إغناسيوك.
وفي تصريح مع الصحفيين، قال: إن هذا العمل هو نتيجة عمل مشترك لقيادة مجموعة القوات على أراضي المنطقة الإدارية الخاصة والحكومة السورية والهلال الأحمر العربي السوري.
وأضاف: إنه تم خلال العملية تسليم ستة أطنان من المواد الغذائية لسكان المخيم، شملت: الدقيق والأرز والشاي وزيت عباد الشمس والسكر والحليب المعلب، بالإضافة إلى ذلك، تم التبرع بأكثر من 700 كيلوغرام من الأدوية والمعدات الطبية الأخرى.
كما قام عسكريون روس بإعطاء أحد سكان المخيم كرسياً متحركاً لمساعدته على الحركة داخل المخيم، وبعد ذلك قام نائب رئيس المركز بتفقد منطقة المخيم وتحدث مع سكانه.
ويقطن المخيم أكثر من 200 عائلة، ووفرت إدارة المخيم كل الظروف اللازمة لعيش مريح للوافدين من لبنان.
في اللاذقية إقامة مجانية في الفنادق
من جهته أكد محافظ اللاذقية عامر هلال أهمية التعاون والتنسيق بين كل الجهات لاستضافة الوافدين من لبنان الشقيق جراء العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى التحرك الفوري للمنظمات والمؤسسات كافة ضمن خطة الاستجابة ما ساهم في القيام بالواجب تجاه أهلنا الوافدين.
وخلال ترؤسه اجتماع لجنة الإغاثة الفرعية، أشار هلال إلى المتابعة اليومية لمتطلبات الوافدين ومعالجة أي ملاحظات خلال العمل، وتقييم الآلية المتبعة بشكل دوري بالتنسيق بين الجميع.
وبحضور ممثلي المنظمات الدولية والأممية والمؤسسات الأهلية والإغاثية والمجتمعية العاملة في المحافظة، تم التأكيد خلال الاجتماع على التعاون وتنسيق الجهود لاستضافة الوافدين، وبحث كل جوانب الدعم المطلوب في مراكز الاستضافة وللعائلات الوافدة المقيمة خارج مراكز الاستضافة.
وفي السياق، أكد رئيس اللجنة المؤقتة لإغاثة العائلات الوافدة من لبنان، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة اللاذقية بشار نديم أسد لـ«الوطن»، العمل وفق خطة الاستجابة لاستضافة الوافدين من لبنان، وتأمين كل ما يلزمهم من متطلبات واحتياجات بالتعاون مع كل الجهات بالمحافظة.
وذكر أسد أن عدد العائلات الوافدة حتى تاريخه، وصل إلى 649 عائلة «2508 أفراد»، تتم استضافتهم في المراكز المحددة من قبل المحافظة وهي شاليهات البسيط، شاطئ النخيل، مركز في الشير، فندق لاميرا، شاليهات أفاميا، مركز في صلنفة، نادي الضباط.
وأكد أسد تجهيز مراكز استضافة جديدة حسب الحاجة وعدد العائلات التي قد تصل المحافظة، مع تأمين كل المستلزمات اللازمة لها.
من جهته، أكد مدير السياحة في اللاذقية فادي نظام لـ«الوطن» أن المديرية تعمل وفق توجيهات الوزارة والمحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية وتأمين استضافة للوافدين من لبنان، مبيناً أنه تم الطلب من الفنادق من سوية 2 نجمة و4 نجوم إمكانية تأمين غرف مجانية للوافدين، إضافة للطلب من كل الفنادق حسم 60 بالمئة من تكاليف الإقامة للوافدين.
وأشار نظام إلى أن القسم الأكبر من أصحاب الفنادق المذكورة تجاوب معنا بمساهمة إنسانية إيجابية لاستضافة الأشقاء الوافدين من لبنان.
في دمشق حشد جهود
وأكدت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة دمشق دالين فهد حشد جهود ما لا يقل عن 50 جمعية في العاصمة وفروعها بالمحافظات لتقديم جميع الدعم اللازم للوافدين إلى سورية سواء من خلال تواجد كوادرها في المعبر أم من خلال الخدمات المقدمة في مراكز عملها المنتشرة في عدد من أحياء دمشق.
وأضافت فهد إن الجمعيات أظهرت حالة من التكاتف لتحقيق الاستجابة السريعة وقوفاً مع الأشقاء اللبنانيين الوافدين مع استمرار عمل الجمعيات لتقديم خدماتها للمواطنين السوريين.
كما أشارت إلى اهتمام وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل اليومي بواقع الاستجابة من الجمعيات، مع وضعها بصورة الخدمات المقدمة على مدار الساعة، ضمن توجيهاتها لتلافي أي تقصير من أي جمعية وصولاً إلى تقديم جميع أنواع الخدمات بأي طريقة، وهو واجب وطني.
ونوهت فهد إلى تقديم جميع أنواع الخدمات الطبية والصحية والغذائية والنفسية وما يخص المرأة والطفل، مشيرة إلى أن العديد من الجمعيات قدمت خدمات عدة أثناء تواجدها في المعبر، مع وجود مبادرات لاستئجار بعض الشقق السكنية، علماً أن المديرية تتواصل يومياً مع الجمعيات للعمل على توفير مختلف المستلزمات لتفعيل عملها على أرض الواقع.
في السويداء تحديد مراكز فورية
وفي السويداء أشار أمين سر لجنة الإغاثة الفرعية علاء أبو عمار لـ«الوطن» إلى تسجيل دخول 11 عائلة من عائلات النازحين من لبنان ممن التحقوا بذويهم أو أقاربهم في المحافظة والذين ستتم متابعة أوضاعهم بشكل فوري بالتنسيق مع الشركاء بتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية التي تم وضعها لمتابعة ومعالجة أوضاع النازحين المحتمل وصولهم إلى المحافظة نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبَيَّنَ قيام اللجنة بتحديد مراكز إيواء فورية ولاحقة، موضحاً أنه تم تحديد مركزين فوريين في كل من معسكر الطلائع طريق رساس -القريا ومبنى الشبيبة شرق المؤسسة العامة لمياه الشرب.
ولفت أبو عمار إلى أنه تم تحديد الشركاء في تنفيذ الخطة وفريق العمل المعني بصياغة وتنفيذ ومتابعة خطة العمل وهم: اللجنة الفرعية للإغاثة واللجان الفرعية في الوحدات الإدارية والفرق المنبثقة منها وكل المنظمات المحلية غير الحكومية «مؤسسات -جمعيات -فرق –مبادرات» والمنظمات الشعبية والفرق التطوعية والمجتمع المحلي، إضافة إلى الجهات العامة المعنية بتأمين المستلزمات الضرورية كل حسب اختصاصه.
ولفت إلى أنه تلخصت المهام الرئيسية لفريق العمل بتحديد مراكز الإيواء وتأمين فوري للتجهيزات والأدوات الضرورية لتلك المراكز وآلية توزيع المواد الإغاثية الغذائية وغير الغذائية والخدمات الصحية وغيرها والتواصل مع المنظمات الأممية والدولية لطلب المشورة والدعم التقني اللازم وفق البروتوكول المعتمد من قبل اللجنة العليا للإغاثة، وإجراء كل ما يلزم لتحقيق الهدف العام من وضع الخطة وهو متابعة أوضاع النازحين المحتمل وصولهم إلى المحافظة من الإخوة النازحين.
ولفت أبو عمار إلى تشكيل لحنة مصغرة للمتابعة المباشرة لعملية تأمين النازحين وموافاة اللجنة الفرعية للإغاثة بكل التفاصيل لاتخاذ اللازم بشأنها بشكل فوري.
وأكد توزيع المهام المطلوب تنفيذها في الخطة على أعضاء لجنة الإغاثة إضافة إلى تشكيل فرق عمل تنسيقية منبثقة من الخطة لمؤازرة لجنة الإغاثة في متابعة أوضاع النازحين.