عربي ودولي

«أونروا»: غزة تحوّلت إلى مقبرة للأطفال.. ومقررة أممية: ما يجري إبادة جماعية … مادورو: ما تقوم به إسرائيل والغرب مشروع استعماري هدفه السيطرة على المنطقة

| وكالات

اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن ما يجري اليوم في الشرق الأوسط ليس صراعاً، بل هو مشروع استعماري للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، وهدفه السيطرة على هذه المنطقة.
ورأى مادورو في حديث إذاعي أن «إسرائيل اغتالت السيد حسن نصر اللـه وإسماعيل هنية لوقف إطلاق النار الذي كان قريباً»، وقال: «نتنياهو قصف المستشفيات والمدارس والمساجد ومخيمات النازحين في غزة.. هل هذه حرب؟ هذه إبادة»، وأشار إلى ذكرى «طوفان الأقصى»، والحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، مشدداً على أنها «أفظع حرب إبادة»، وأردف: «27 ألف طفل وأكثر من 10 آلاف امرأة قُتلوا، فضلاً عن 80 بالمئة من المنازل دمرتها قنابل نتنياهو في غزة».
وفي وقت سابق، قال مادورو: إن ما تفعله إسرائيل والقوى الغربية الداعمة لها أسوأ من ألمانيا النازية وجرائم هتلر، مشيراً إلى أنهم الآن يتجهون نحو لبنان، وقد دمروا ليبيا والعراق بالفعل، مؤكداً أن ما يجري هو «حرب ضد الشعوب العربية وحرب لاستعمار الشرق الأوسط بكامله»، وقال: إن «الأمم المتحدة وافقت على قتل مئات الأشخاص فيما العالم يظل صامتاً»، مؤكداً أن «ما نشهده اليوم هو الإفلات من العقاب الذي حصل مع موسوليني وهتلر».
في الغضون، صرح المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، بأن عاماً من العنف الشديد ضد قطاع غزة أدى إلى جعله «مقبرةً لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم عدد كبير من الأطفال».
وفي بيانه له، أشار لازاريني إلى أن عاماً كاملاً مر والعائلات في غزة تواجه معاناة يومية لا توصف، حيث أصبحت المعاناة من النزوح القسري، الأمراض، الجوع والموت واقعاً يومياً لمليوني شخص محاصرين في منطقة منكوبة، وقال: إن «هذه الحرب الدامية حولت قطاع غزة إلى مشهدٍ من الدمار غير قابل للتعرف عليه، وإلى مقبرة جماعية لعشرات الآلاف من المدنيين، من بينهم العديد من الأطفال».
وأكد لازاريني أن «الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الأساسية بلغ مستويات كارثية»، مضيفاً إنه «في غزة لا يزال المدنيون يدفعون الثمن الأكبر للحرب»، وتطرق لازاريني إلى معاناة أطفال القطاع، قائلاً إنهم «أكثر من تحمل آثار هذا العنف، فهم لا يعانون فقط من الإصابات الجسدية، بل يُعاني كل طفل هناك من صدماتٍ نفسية عميقة، حيث تركت الكثير من الجروح النفسية ندوباً دائمة، كما فقد أكثر من 650 ألف طفل عاماً كاملاً من التعليم».
وجاءت تصريحات لازاريني بعد مرور عامٍ على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدعمٍ أميركي، والذي أسفر عن استشهاد وجرح نحو 139 ألف فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، مع إخفاق المؤسسات الأممية ومحاكم العدل الدولية في اتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد قطاع غزّة.
في السياق، أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، تلالينغ موفوكينغ، أمس الثلاثاء، أن «ما يجري في قطاع غزة من هجماتٍ وجرائم إسرائيلية يُعد إرهاباً نفسياً وجزءاً من خطة إبادة جماعية»، ترتكبها إسرائيل، وأشارت إلى أن الصحة النفسية لأهالي قطاع غزة «تدهورت نتيجة استمرار العدوان على القطاع»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
كما حذرت موفوكينغ، من أن مستوى القلق والصدمة لدى أهالي غزة وصل إلى مستوياتٍ غير طبيعة، إذ تدهورت إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والعلاج في قطاع غزة، وعبرت، عن أسفها أيضاً لوجود «جيل كامل من الأطفال في قطاع غزة ماتوا حتى قبل أن يحصلوا على شهاداتِ ميلادهم».
وأشارت إلى أن المؤسسات الأممية خيبت آمال جيل كامل في قطاع غزة، كونها لم تستطع حتى الآن إيقاف سقوط القنابل والقذائف والصواريخ الإسرائيلية، خاتمةً تصريحاتها بقولها: «عن أي مستقبلٍ، وعن أي جيلٍ نتحدث؟».
في الغضون، تظاهر عشرات الآلاف من النشطاء، وطلبة الجامعات، والمناصرين للقضية الفلسطينية في الشوارع الأميركية، لليوم الرابع على التوالي، ضمن فعاليات التنديد باستمرار العدوان على قطاع غزة، مع مرور عام كامل على «الإبادة الجماعية» المتصاعدة، دون توقف، وخرجت تظاهرة ضخمة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وأخرى في حي مانهاتن بولاية نيويورك، كما نظمت تظاهرة داخل أروقة جامعة «كولومبيا»، وشهدت جامعة جنوب كاليفورنيا تظاهرة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن