موسكو أعلنت تحديث عقيدتها النووية وإجراء تدريبات بحرية مشتركة مع بكين … افتتح قمة رابطة الدول المستقلة.. بوتين: نعتبركم شركاء إستراتيجيين
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أن روسيا الاتحادية تعتبر دول رابطة الدول المستقلة شركاء إستراتيجيين، مؤكداً أن موسكو مستعدة للتعاون مع هذه الدول، على حين أعلن مصدر في الحكومة الألمانية أن المستشار الألماني أولاف شولتس مستعد لإجراء محادثة هاتفية مع بوتين.
وافتتح الرئيس الروسي أمس الثلاثاء اجتماعاً لمجلس رؤساء رابطة الدول المستقلة في الكرملين، وتجري الاجتماعات أولا في صيغة مغلقة على مستوى الرؤساء، وفي كلمة له، قال بوتين، خلال الجلسة الافتتاحية: «لدينا اليوم جدول أعمال حافل للغاية، وبطبيعة الحال، سنولي الكثير من الاهتمام للقضايا الاقتصادية وآفاق زيادة توسيع التعاون التجاري والاستثماري في رابطة الدول المستقلة».
وأضاف: «نحن ممتنون لجميع الزملاء الحاضرين هنا لدعمهم ومشاركتهم الفعالة في العمل على تنفيذ التدابير»، وتابع: «في البداية، أود أن أؤكد أن التعاون داخل رابطة الدول المستقلة هو إحدى الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية الروسية»، مردفاً بالقول إنه يتطلع إلى « العمل المثمر والمناقشة الصريحة والسرية التقليدية للجوانب الملحة لتنمية مناطق رابطة الدول المستقلة والعالم كله».
وأضاف: «بالطبع، سنتحدث عن هذه المواضيع»، وأوضح بوتين أنه « بالنسبة لنا، تعد دول الرابطة هي أقرب جيراننا وأصدقائنا وشركائنا الإستراتيجيين، ونحن مصممون بطبيعة الحال على تعزيز تعاوننا بكل الطرق الممكنة، وهذا ما يهدف إليه مفهوم الرئاسة الروسية في عام 2024، والخطط الواسعة النطاق للفعاليات ذات الصلة».
وقال بوتين: «سنناقش خطوات ملموسة تهدف إلى توسيع الشراكة في جميع هذه المجالات ضمان الأمن المشترك إلى التعاون في المجالين الثقافي والإنساني، وبالطبع سنتحدث عما ينبغي القيام به لتحسين فعالية الرابطة وهياكلها، وسنتخذ عدداً من القرارات التنظيمية».
وتتولى روسيا رئاسة رابطة الدول المستقلة في عام 2024، وكما أفاد الكرملين سابقاً، فإن القمة هي تتويج لكل الأحداث السياسية تحت رئاسة موسكو، وفي وقت سابق، عقد الرئيس بوتين، اجتماعات ثنائية منفصلة مع الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
في الغضون، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن موسكو تعمل على تحديث عقيدتها النووية حتى لا يكون لدى خصومها أوهام بشأن استعدادها لضمان أمنها بكل الوسائل المتاحة، وقال غروشكو في حديث لوكالة «سبوتنيك»: «نحن نأخذ بالحسبان جميع العوامل التي تؤثر في الاستقرار الإستراتيجي وأمننا وقدرتنا الدفاعية، وتحقيقاً لهذه الغاية، نقوم بتحديث أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي حتى لا يتوهم الخصوم بشأن استعدادنا لضمان أمن روسيا بكل الوسائل المتاحة»، مضيفاً: «الدول المسلحة نووياً في حلف الناتو في طريقها إلى زيادة دور الأسلحة النووية في إستراتيجية الحلف.. وقد تحدث الأمين العام السابق للحلف ينس ستولتنبرغ منذ فترة عن تحديث الأسلحة النووية، بما في ذلك القنابل الأميركية المتمركزة في الدول الأوروبية».
وتابع غروشكو: «لقد أطلق الناتو العنان لحرب هجينة ضدنا، حيث إن الأوكرانيين هم المادة الرئيسية المستهلكة، فدول الحلف تزود نظام زيلينسكي بأسلحة بعيدة المدى بشكل متزايد، وترسل مستشاريها، وتشارك في التخطيط للعمليات، وتوفر المعلومات الاستخبارية، كل هذا يزيد من مخاطر الصدام العسكري المباشر بين روسيا والناتو»، وتساءل غروشكو «أي خفض للتوترات يمكن أن نتحدث عنه عندما يصنف الناتو في وثائقه الإستراتيجية روسيا على أنها التهديد الأكبر»، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من وجود خطوط ساخنة بين روسيا والناتو لكن هذه القنوات مخصصة لحالات الطوارئ وليس لإيجاد سبل للحد من التوترات».
في الاثناء، قال مصدر في الحكومة الألمانية للصحفيين، إن المستشار الألماني أولاف شولتس يعرب عن استعداده لإجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأضاف المصدر: «بالنسبة له (شولتس)، لا تعتبر هذه المحادثة مع بوتين من المحرمات الممنوعة، شولتس يخضع كل تصرفاته لهدف إنهاء الحرب، وهو لا يستبعد من جانبه حدوث ذلك، وأريد أن أؤكد هذا الأمر مرة أخرى»، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو أمس الثلاثاء أن بلاده ستزود كييف بمقاتلات «ميراج 2000» مجهزة بأسلحة جو – أرض جديدة في الربع الأول من العام المقبل، وكتب ليكورنو في منشور عبر منصة «إكس» إن تسليم طائرات ميراج 2000 إلى أوكرانيا «لا يزال من المخطط له في الربع الأول من عام 2025»، من دون أن يذكر عدد تلك الطائرات.
في سياق منفصل، نفذت مجموعة سفن حربية روسية وصينية مهام وتدريبات في مجال مكافحة الغواصات، وذلك في إطار الدوريات المشتركة التي تنفذها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وجاء في بيان صادر عن المكتب الصحفي لأسطول المحيط الهادئ الروسي: «في الجزء الشمالي الغربي من المحيط الهادئ، قامت سفن حربية تابعة للقوات البحرية الروسية والبحرية الصينية بمهام مضادة للغواصات، وذلك في إطار الدوريات المشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقامت المجموعة التكتيكية من هذه السفن بالمناورة المطلوبة لتنفيذ البحث عن غواصات العدو المفترض، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية السفن منها، وذلك بمشاركة مروحية مضادة للغواصات من طراز كا -27 بي ال».
بموازاة ذلك، أعلنت الدفاع الروسية أمس أن ضربة مكثفة بصواريخ «كينجال» (خنجر) فرط صوتية استهدفت أمس مرافق بنية تحتية للمطارات العسكرية الأوكرانية، على حين حرر الجيش الروسي بلدتين في دونيتسك، وأضافت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إنه تم تحقيق أهداف الضربة وإصابة المواقع المقصودة.
وذكرت الدفاع الروسية أن وحدات من مجموعة قوات «الجنوب» واصلت تقدمها في عمق دفاعات العدو وحررت قرية زوريانويه بيرفويه في أراضي دونيتسك، كما صدت أربع هجمات مضادة، مكبدة العدو خسائر بلغت نحو 855 جندياً، وفي دونيتسك أيضاً، قامت وحدات من مجموعة قوات «الشرق» بتحسين وضعها التكتيكي وحررت قرية زولوتايا نيفا، بينما خسرت القوات الأوكرانية في منطقة مسؤوليتها نحو 115 عسكرياً.