حاصرت «صقور الشام» وأوعزت لـ«المؤقتة» باحتواء «الشامية» … أنقرة لميليشياتها الرافضة لافتتاح «أبو الزندين»: الأمر لي وأنا صاحبة الحل والربط
| حلب- خالد زنكلو
بعد احتدام الصراع بين الميليشيات المؤيدة لافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مدينة الباب بمناطق الحكومة السورية شمال شرق حلب، وتلك المناوئة لوضع المنفذ في الخدمة، اتبعت أنقرة سياسة «العصا والجزرة» لحل الإشكال القائم بين هذه الميليشيات التي تتبع لها وتنخرط فيما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكلته في المناطق التي تحتلها شمال وشرق البلاد.
وكان المنفذ، الذي وضع في الخدمة نهاية ٢٠١٩ وأغلق في آذار ٢٠٢٠ بسبب «جائحة كورونا»، أغلق إثر استهدافه بقذائف من مسلحين تابعين للإدارة التركية ومعارضين لافتتاحه في ١٩ و٢٠ آب الماضي، على التوالي، مثل ما حدث نهاية حزيران الماضي عندما حطمت ميليشيات الإدارة التركية محتوياته، ما تسبب بإغلاقه إلى اليوم.
تلا ذلك حال من التوتر بين الميليشيات المؤيدة والمعارضة لافتتاح المنفذ، ودارت اشتباكات في قرى بريف عفرين شمال حلب بين «القوة المشتركة» من الفريق الأول وميليشيا «الجبهة الشامية «من الفريق الثاني، التي ضمت ميليشيا «صقور الشمال» عقب حلها مما يدعى «الحكومة المؤقتة»، التابعة لأنقرة، وعمدت «الشامية »اعتباراً من مطلع الشهر الجاري إلى إطلاق قذائف باتجاه نقاط ارتكاز الجيش العربي السوري في محور المنفذ جنوب غرب مدينة الباب لجعل المنطقة مشتعلة وللحيلولة دون وضعه في الخدمة مجدداً.
جديد الموقف في ريف حلب الشمالي، ما ذكرته مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة، أن مقار «صقور الشمال»، التي ما زالت ترفض حل نفسها وتحتمي بـ«الشامية»، ما زالت محاصرة في منطقة حوار كلس شمال حلب من «القوة المشتركة»، وبأوامر من الاستخبارات التركية بعد خروجها عن طاعتها، وممنوع دخول المحروقات والمواد الغذائية إليها.
وبيّنت المصادر لـ«الوطن» أن «صقور الشمال» على وشك الاستسلام بعد تضييق الخناق عليها من ميليشيا «العمشات» و«الحمزات »المكونة لـ «القوة المشتركة»، وبأن مفاوضات تجري لتوزيع مسلحيها وعتادها العسكري ومخصصاتها المالية على ما يسمى «الفيلق الثالث »الذي تتبع له ضمن صفوف «الجيش الوطني».
وذكرت المصادر أن «القوة المشتركة» تمنع المتظاهرين المؤيدين لـ «صقور الشام » ولـ«الشامية »من الوصول إلى مقار الميليشيا المحاصرة بعد قطع الطريق أمامهم، والوصول إلى عفرين واعزاز، عند بلدة كفر جنة التابعة لعفرين، ما دفعهم للتظاهر في كفر جنة واعزاز، حيث شهدت الأخيرة استنفاراً لـ«الجبهة الشامية» و«صقور الشمال» و«عاصفة الشمال»، وتم إغلاق عدد من مداخل المدينة على خلفية ورود أنباء عن تجهيز «القوة المشتركة» لمهاجمة «صقور الشمال» الذي رفض الأوامر التركية بحل نفسه.
المصادر المعارضة ذاتها، كشفت أن الاستخبارات التركية أوعزت لما يدعى «وزارة الدفاع »في «المؤقتة »لإبلاغ جميع ميليشيات «الجيش الوطني» بفيالقه الثلاثة بأن قرار وضع «أبو الزندين» في الخدمة عائد لأنقرة وحدها صاحبة الحل والربط في مثل هذا الملف الذي يعود لـ «تفاهمات» مع موسكو بغية زرع الاستقرار في المنطقة وخلق مناخ من الثقة مع دمشق.
وأكدت المصادر أن وزير الدفاع في «المؤقتة»، وبناء على توجيهات الاستخبارات التركية، اجتمع مطلع الشهر الجاري مع متزعمي «الجيش الوطني» وناقش الوضع الأمني معهم في المنطقتين اللتين تسميان «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» شمال شرق المحافظة حيث يقع «أبو الزندين»، وأبلغهم أن المساس بالمنفذ خط أحمر تركي لا يمكن لأي أي ميليشيا المساس به.
ولفت إلى أن وزير دفاع «المؤقتة» اجتمع أول من أمس بوجود من شيوخ العشائر ووجهاء المجتمع المحلي، وأبلغهم الأمر ذاته فيما يخص «أبو الزندين»، وضرورة امتثال الميليشيات التي تعارض وضع المنفذ في الخدمة، التي صدرت أو ستصدر أوامر بحلها، لأوامر أنقرة من دون معارضة أو مقاومة.