أكد وجود حاجة لتأمين الموارد ومساعدة سورية في استضافة الوافدين من لبنان … غراندي لـ«الوطن»: سنواصل العمل لضمان كل جوانب الاستجابة الإنسانية
| سيلفا رزوق
أكد المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي وجود حاجة لتأمين الموارد ومساعدة سورية التي تستضيف الوافدين من لبنان، موضحاً أنه وبسبب الوضع الصعب فقد أطلق نداء عاجلاً أول من أمس لتأمين التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية.
وفي لقاء مع «الوطن» لفت غراندي إلى أن بعض المانحين الدوليين أكدوا بأنهم سيدعمون هذا النداء، مشيراً إلى التعاون الجيد من الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية والأممية المعنية فيما يخص التعامل مع الوافدين القادمين من لبنان مؤكداً أن المنظمة ستواصل العمل مع الحكومة لضمان جميع جوانب الاستجابة الإنسانية.
وقال: «الوضع في البلاد كان صعباً بالنسبة للعديد من الناس قبل هذه الأزمة، لذلك فالأسر المستضيفة تحتاج أيضاً للدعم، من المهم جداً أن يكون الجميع في أمان، وسنواصل العمل مع الحكومة لضمان جميع جوانب الاستجابة الإنسانية».
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
• سيد غراندي خلال زيارتك إلى سورية إضافة إلى زياراتك الميدانية أجريت لقاءات مع المسؤولين السوريين واليوم استقبلكم الرئيس بشار الأسد، ماذا عن نتائج هذه اللقاءات؟ وكيف قيمتم تداعيات تطور الوضاع في لبنان وما تسبب به من حالة نزوح إلى سورية؟
قمت بهذه الزيارة إلى سورية بسبب تطورات الأوضاع في لبنان، والذي أدى إلى تدفق ما لا يقل عن ربع مليون شخص، وربما أكثر، من لبنان إلى سورية، 30 بالمئة منهم هم مواطنون لبنانيون، ويمكننا القول إنهم لاجئون لبنانيون، و70 بالمئة هم سوريون كانوا يعيشون في لبنان، لكن بسبب الوضع في لبنان، عادوا الآن إلى سورية، وأدى هذا إلى حالة من الطوارئ على الحدود.
ذهبت بنفسي إلى الحدود، واطلعت على العمل الذي قامت به السلطات السورية، والهلال الأحمر العربي السوري، والأمم المتحدة، بما في ذلك منظمتنا، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشاهدت التعاون الجيد هناك.
وأيضاً اطلعت على الحاجة للموارد لتقديم المساعدة للناس الذين يتوافدون من لبنان، وكذلك الناس الذين يستضيفونهم.
الكثير من هؤلاء اللبنانيين والسوريين تستضيفهم أسر هنا، ولكن الوضع في سورية الآن تقريباً أن الجميع بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
لقد كان هذا موضوع النقاش مع الرئيس بشار الأسد ومع مسؤولين آخرين، مثل وزير الخارجية ومسؤولين آخرين في دمشق.
ناقشت معهم أيضاً الحاجة إلى توفير الموارد اللازمة، وكنا أطلقنا ليلة أول من أمس الإثنين نداءً للمانحين الدوليين حتى يساهموا في توفير الموارد لدعم هذه الاستجابة الإنسانية.
كذلك ناقشنا مسألة مهمة جداً وهي ضمان سلامة وأمن جميع أولئك الذين يعودون، وهذا الأمر بالطبع هو مسؤولية السلطات هنا، وجرت مناقشات أخرى حول كيفية التعاون لضمان جميع هذه المسائل المهمة في هذه الاستجابة.
• أشرتم إلى النداء الذي أطلقتموه من دمشق لتأمين الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سورية، هل تتوقعون حدوث تجاوب دولي مع هذا النداء؟
آمل أن يكون هناك تجاوب، فهذا وضع إنساني صعب، وبعض المانحين أبلغونا بأنهم سيدعمون هذا النداء.
أود أن أذكر بأننا أيضاً نستجيب لحالة الطوارئ في لبنان، هناك الكثير من النزوح داخل لبنان، لذا نحن نطلب تمويلًا لكلا البلدين، لبنان وسورية، وانأ أعلمت المانحين أنه من المهم الاستجابة لكلا البلدين، وسوف نرى في الأيام القليلة المقبلة.
لكن هذه مسؤولية منظمات الأمم المتحدة، وخصوصاً مفوضية اللاجئين، لذا سنواصل تسليط الضوء على احتياجات الناس، وآمل أن تكون هناك استجابة جيدة في الأسابيع المقبلة.
• أيضاً أشرتم إلى زيارتكم للحدود وأنتم قابلتم بعض الوافدين من سوريين ولبنانيين، كيف تقيمون استجابة الحكومة السورية في استقبالها للوافدين؟ وماذا عن التعاون المستقبلي معها؟
الاستقبال على الحدود جيد، بالطبع هناك الحكومة، وأيضاً الهلال الأحمر السوري، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنـظمات أخرى، هناك تعاون جيد.
أعتقد أن الوضع كان صعباً في الأيام الأولى، لأن الأعداد كانت مرتفعة جداً، لكن الوضع أصبح أكثر تنظيماً الآن، وهناك أيضاً برامج لمتابعة الأشخاص بعد وصولهم إلى وجهتهم ومساعدتهم.
هناك مسألة مهمة جداً هي تأكيد ضرورة أن نساعد الناس، ليس فقط عند وصولهم، ولكن أيضاً في الأيام والأسابيع التي تلي ذلك، وكما قلت، يتم استضافة العديد من الأشخاص من أسر سورية، وكما تعلمون، الوضع في البلاد كان صعباً بالنسبة للعديد من الناس قبل هذه الأزمة، لذلك فالأسر المستضيفة تحتاج أيضاً للدعم.
إذاً من المهم جداً أن يكون الجميع في أمان، وسنواصل العمل مع الحكومة السورية لضمان جميع جوانب الاستجابة الإنسانية.