الأولى

الاحتلال اعترف بإصابة العشرات من جنوده وردّ بتدمير أحياء في الضاحية وفيديوهات دعائية في مارون الراس … مئات الصواريخ تنهال على مدن الكيان بهجوم المقاومة الأكبر

| الوطن

مئات الصواريخ وعشرات الجنود القتلى والمصابين، جاءت حصيلة يوم آخر من أيام المقاومة اللبنانية المستمرة في ثباتها بوجه آلة القتل الإسرائيلية ومساندتها للشعب الفلسطيني في غزة.

حزب اللـه شن أمس الهجوم الصاروخي الأكبر على مستوطنات العدو الإسرائيلي منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة قبل عام، حيث أمطر حيفا ومحيطها في فلسطين المحتلة بأكثر من 100 صاروخ، أقرت سلطات الاحتلال بأنها تسببت بإصابات وأضرار، على حين فشلت محاولات العدو في التوغل داخل الأراضي اللبنانية، ما دفعه إلى تصوير فيديوهات دعائية، ومواصلة طيرانه الحربي غاراته على مناطق مختلفة في لبنان ارتكب خلالها مجزرتين ارتقى من جرائهما عدد من المواطنين شهداء، وأدتا إلى مزيد من الدمار.

وقالت قناة «المنار»: «دخلت جبهة الإسناد اللبنانية دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، عامها الثاني، حيث تواصل المقاومة عملياتها ضد مواقع الاحتلال عند الحدود مع فلسطين المحتلة، ووصلت صواريخها إلى عمق الكيان في تل أبيب، وفي مدن الشمال المحتل، خصوصاً في حيفا وطبريا».

وأوضحت القناة أن المقاومة الإسلامية قصفت مدينة ‏حيفا المحتلة و«الكريوت»، وهو أكبر تجمع للمستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، والمناطق المحيطة، بصلية صاروخية كبيرة، لافتة إلى أن إعلام العدو عرض مشاهد من أضرار الصواريخ التي أطلقت من لبنان في منطقة حيفا.

من ناحيته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نحو 105 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه خليج حيفا على دفعتين، مضيفاً: إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية لم تستطع اعتراض جميع الصواريخ.

من جهتها أعلنت شرطة العدو الإسرائيلي أن 150 موقعاً سقطت فيها صواريخ وشظايا صواريخ اعتراضية في حيفا و«الكريوت».

وأدّت صواريخ المقاومة التي أطلقت من لبنان إلى وقوع أضرار كبيرة في مستوطنات عديدة ولاسيما في «كريات موتسيكين»، و«كريات يام»، في حين أشارت «نجمة داوود الحمراء» إلى أن فرقها نقلت إلى المستشفيات الإسرائيلية عدة إصابات عقب القصف الصاروخي الأخير من لبنان على حيفا.

وذكر الإسعاف الإسرائيلي أن 12 مستوطناً أصيبوا جراء إطلاق الصواريخ خلال الساعتين الأخيرتين في حيفا وخليجها.

وأعلن إعلام العدو أنه وبعد استهدافها برشقات صاروخية قررت سلطات الاحتلال تعطيل التعليم في «كريات يام» قرب حيفا المحتلة، في حين أعلن عمدة مدينة حيفا أنه أصيب مبنى في منطقة خليج حيفا، وأنه طلب إخلاء المصانع الكيميائية في الخليج لكنه لم يتلق أي رد.

وأضاف عمدة حيفا إنه طلب من سلطات الاحتلال «موازنات لتعزيز الحماية للأحياء السكنية القديمة في حيفا».

وفي وقتٍ يتصدى فيه حزب اللـه منذ نحو أسبوع، لمحاولات التوغل الإسرائيلية من فلسطين المحتلة إلى داخل الأراضي اللبنانية، أقرّ جيش الاحتلال بإصابة 48 جندياً إسرائيلياً خلال الساعات الـ24 الماضية.

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية أقر جيش الاحتلال بمقتل 11 جندياً وإصابة 130 آخرين منذ بدء محاولاته للتوغل البري عند الحدود مع لبنان.

وأكد حزب اللـه في بيان أن مقاتليه تصدوا لقوة من الاحتلال تسللت خلف موقع لقوات الـ«يونيفيل» الأممية داخل بلدة مارون الراس في جنوب لبنان، موضحاً أن مقاتلي المقاومة رصدوا «قوة للعدو الإسرائيلي تسللت من خلف موقع القوات الدولية»، وتعاملوا معها بـ«الأسلحة المناسبة»، ما أرغمها على «الانسحاب خلف الشريط الحدودي».

من جانبها ذكرت قناة «سكاي نيوز عربية»، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي انسحبوا إلى خلف الحدود بعد تصوير فيديو دعائي، موضحة أن فيديو رفع علم الاحتلال الإسرائيلي في أطراف مارون الراس تم تصويره على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وليس داخل البلدة، وأن جنود الاحتلال انسحبوا من متنزه على أطراف بلدة مارون الراس بعد لقطة رفع العلم.

ومع إخفاق محاولات الاحتلال بالتوغل في الأراضي اللبنانية، واصلت طائراته الحربية غاراتها العنيفة على مناطق مختلفة، مستهدفة محيط حارة حريك، ومنطقة تحويطة الغدير والكفاءات في الضاحية الجنوبية لبيروت.

كما استهدفت غاراته الوحشية بلدات عدة في الجنوب تسببت باستشهاد وجرح عشرات المدنيين.

إلى ذلك أكد نائب الأمين العام لحزب اللـه نعيم قاسم في كلمة متلفزة أمس أن تجمع العدو الإسرائيلي وأميركا والغرب لن يستطيع إخافة حزب الله، وقال: «هذا الاجتماع الكبير من العدو الإسرائيلي ومعه أميركا ودول غربية، كلهم يحاولون (الضغط) علينا من أجل أن نخشى وأن نخاف، لكننا لن نخشى ولن نخاف».

وأكد قاسم تأييد حزب اللـه الحراك السياسي الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري «بعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار»، وقال: «بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار وتستطيع الدبلوماسية أن تصل إليه، كل التفاصيل الأخرى تناقش وتتخذ فيها القرارات بالتعاون، لا تستعجلوا على التفاصيل والمبدأ لم ينته بعد، وقبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا»، وأضاف: «إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم، ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلاً، اعلموا أن هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولاً، نحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء اللـه تسمعون صراخ العدو الإسرائيلي».

وفي وقت لاحق مساء أمس أصدرت غرفة عمليات المقاومة بياناً أكدت فيه أن القوة الصاروخية جاهزة لاستهداف كل مكان في فلسطين المحتلة تقرره قيادة المقاومة.

واعتبرت في بيانها أن تمادي العدو في اعتدائه سيجعل من حيفا وغيرها كريات شمونة والمطلة هدفاً لها، مشيرة إلى أن نيران المقاومة باتجاه العمق الصهيوني لن تقتصر على صواريخ ومسيّرات انقضاضية، وقالت: «مجاهدونا يتصدون لمحاولات تقدم العدو وكبدوه خسائر فاقت 35 قتيلاً و200 جريح».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن