غراندي أكد لـ«الوطن» دعم بعض المانحين للنداء الذي أطلقه لتوفير الموارد الإنسانية … الرئيس الأسد: مستعدون للتعاون مع المنظمات الدولية لمواجهة الأزمة في لبنان
| سيلفا رزوق
أكد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله أمس، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خطورة الوضع الإنساني في المنطقة كلها.
وشدد الرئيس الأسد على استعداد سورية للتعاون مع المنظمات الدولية، ولاسيما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في لبنان، وذلك رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها سورية أصلاً.
بدوره أشاد غراندي بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على المعابر الحدودية لتسهيل دخول النازحين، والتنسيق والتعاون القائم مع كل المنظمات الدولية الموجودة على الحدود، مؤكداً استمرار هذا التعاون لتجاوز أي عقبات قد تعترض الجهود الإنسانية.
وفي وقت سابق أمس، عقد وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ وغراندي جلسة مباحثات رسمية في مقر وزارة الخارجية والمغتربين، جرى خلالها بحث أوجه التعاون بين سورية والمفوضية وسبل تعزيزها، وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب استجابة فورية لتلبية الاحتياجات الكبيرة للوافدين من لبنان الشقيق وأهمية تقديم الدعم اللازم لهم من مساعدات إنسانية، وتجهيز مراكز إيواء، إلى جانب ضرورة تكثيف وتوسيع مشاريع التعافي المبكر، بما يمكن العائدين السوريين من الرجوع إلى مناطقهم وتأمين الخدمات الأساسية لهم.
وفي مقابلة مع «الوطن» أكد غراندي وجود حاجة لتأمين الموارد ومساعدة سورية التي تستضيف الوافدين من لبنان، موضحاً أنه وبسبب الوضع الصعب فقد أطلق نداء عاجلاً أول أمس لتأمين التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية.
وفي لقاء مع «الوطن» لفت غراندي إلى أن بعض المانحين الدوليين أكدوا بأنهم سيدعمون هذا النداء، مشيراً إلى التعاون الجيد من الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية والأممية المعنية فيما يخص التعامل مع الوافدين القادمين من لبنان.
وقال: «قمت بهذه الزيارة إلى سورية بسبب تطورات الأوضاع في لبنان، والذي أدى إلى تدفق ما لا يقل عن ربع مليون شخص، وربما أكثر، من لبنان إلى سورية، وذهبت بنفسي إلى الحدود، واطلعت على العمل الذي قامت به السلطات السورية، والهلال الأحمر العربي السوري، والأمم المتحدة، بما في ذلك منظمتنا، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشاهدت التعاون الجيد هناك.
وتابع: الكثير من هؤلاء اللبنانيين والسوريين تستضيفهم أسر هنا، ولكن الوضع في سورية الآن تقريباً أن الجميع بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، ولقد كان هذا موضوع النقاش مع الرئيس الأسد ومع مسؤولين آخرين، مثل وزير الخارجية ومسؤولين آخرين في دمشق.
وبين غراندي أنه ناقش مع المسؤولين السوريين الحاجة إلى توفير الموارد اللازمة، وقال: كنا أطلقنا ليلة (أول أمس) الإثنين نداءً للمانحين الدوليين حتى يساهموا في توفير الموارد لدعم هذه الاستجابة الإنسانية».
غراندي الذي عبر أمله بأن يكون هناك تجاوب دولي فيما يخص النداء الإنساني الذي وجهه، مؤكداً أن الوضع الإنساني صعب، كشف أن بعض المانحين أبلغوا المنظمة الأممية بأنهم سيدعمون هذا النداء، مضيفاً: «أود أن أذكر بأننا أيضاً نستجيب لحالة الطوارئ في لبنان، هناك الكثير من النزوح داخل لبنان، لذا نحن نطلب تمويلًا لكلا البلدين، لبنان وسورية، وأنا أعلمت المانحين أنه من المهم الاستجابة لكلا البلدين، وسوف نرى في الأيام القليلة المقبلة».
المفوض السامي الأممي أكد أن استقبال الوافدين على الحدود جيد من قبل الحكومة السورية، وأيضاً الهلال الأحمر السوري، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنـظمات أخرى، وهناك تعاون جيد.
ولفت إلى أن مسألة مهمة يجب التأكيد عليها وهي ضرورة مساعدة الناس، ليس فقط عند وصولهم، ولكن أيضاً في الأيام والأسابيع التي تلي ذلك، وقال: «تتم استضافة العديد من الأشخاص من أسر سورية، وكما تعلمون، الوضع في البلاد كان صعباً بالنسبة للعديد من الناس قبل هذه الأزمة، لذلك فالأسر المستضيفة تحتاج أيضاً للدعم، إذاً من المهم جداً أن يكون الجميع في أمان، وسنواصل العمل مع الحكومة السورية لضمان جميع جوانب الاستجابة الإنسانية».