ثقافة وفن

أيام الفن التشكيلي السابع في المتحف الوطني … وزيرة الثقافة: على الرغم من كل الظروف بقي الفن التشكيلي حاضراً واللقاء اليوم تحية لكل رواد التشكيل السوري

| مصعب أيوب – تصوير: طارق السعدوني

تحت عنوان «حضور الذاكرة» انطلق أمس الأربعاء الموسم السابع من أيام الفن التشكيلي السوري الذي تقيمه وزارة الثقافة السورية في المتحف الوطني بدمشق بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والفنية والثقافية والشعبية، وضم الافتتاح عدداً من الأجناس التشكيلية التي تنوعت ما بين الرسم والنحت والتصوير والخزف والخط العربي ومشاريع تجريبية وتجهيز بالفراغ.

تكريم واحتفاء

ولأن المعرض يتزامن مع ذكرى مرور مئة وعشرين عاماً على ولادة الفنانين خالد معاذ وسعيد تحسين، شهد الافتتاح عرض فيلمين قصيرين عنهما حول دراستهما ومسيرتهما الفنية ومؤلفاتهما وكيف دخلا عالم الرسم وتشربا فنونه وتركا بصمة فريدة في تاريخ سورية ومدينتها القديمة وأبرز ما قدماه للساحة الفنية التشكيلية وكيف كانا منخرطين بشكل وثيق بالمحطات الجوهرية في تاريخ سورية المعاصر.

موسم إبداعي سنوي

في كلمة الافتتاح قالت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات: من أقدم ما وصلنا من إبداعات الفنان السوري الذي اختار العين لتكون بوابة العقل إلى المعرفة، وجه مبدع لحضارات مرّت مبشرة بحضارات آتية تتجسد في المعرض اليوم النحت والريشة والرسم والتراب بأيادي فنانين نهلوا من تاريخ الإبداع.

وتابعت: رغم كل الظروف التي مرت ببلادنا بقي الفن التشكيلي حاضراً في الحياة ولو أنه خبا أحياناً، أعاده جيل الرواد إلى ألقه وتابع الجيل الحديث السعي للأمام.

وعليه نشأت فكرة أيام الفن التشكيلي وتجسدت موسماً إبداعياً سنوياً متعدد الأوجه التشكيلية، واللقاء اليوم هو تحية لكل المبدعين على الأرض السورية.

وبينت بركات أن اللقاء اليوم هو كما الماضي: تحية لكل المبدعين على الأرض السورية الذين شاركونا في إثراء الحركة الفنية التشكيلية على مر الزمان، فلا بد من تحية لكل من ساهم في انطلاقته وتكريس هذا الفعل الحضاري.

وختمت أنه إلى جانب المعرض هناك ملتقى الفنانين الشباب الذي يترافق معه بعض المعارض والندوات في متحف دمر وكلية الفنون الجميلة وصالات العرض الخاصة في دمشق وحلب وحمص.

محاولة لنشر الجمال

الفنان والدكتور محمد غنوم بيّن في كلمة لـ«لوطن» أن هذه اللقاءات الفنية مهمة جداً وتحديداً في هذه المرحلة التي تكثر فيها المحاولات اليائسة لنشر القبح في كل مكان، فأي عمل من هذه الأعمال الحضارية التي تتجسد في المعارض التي تعد رداً بالجمال على القبح، فنحن اليوم أكثر من أي وقت آخر أمام واجب يحتم علينا نشر الجمال، فهو الخير والسعادة والإنسانية، وإقامة أي معرض أو نشاط فني وثقافي يتم التوجه به ومن خلاله نحو الجمال مهم جداً وضروري.

وأكد غنوم أن الرؤية البصرية تسعد النفس ومهمة كأي جانب آخر في حياتنا، فلن ينتصر إلا الجمال لأن الجمال باقٍ وخالد وأبدي، على حين أن العابثين وأوجه الشر والخراب كانوا عابرين، والباقون هم من يصنعون الفن.

ونوه أن المعرض اليوم ربما لا يكون بشكله الأمثل لأن المشاركة فيه ليست بالشكل المطلوب نتيجة الظروف الراهنة، ولكنه مهم جداً ويحتضن أعمال مهمة جداً وترفد الحركة التشكيلية والثقافية بشكل ثري وغني.

وعن مشاركته يقول غنوم: أنا شاركت بعمل واحد فقط واخترت هذا العام على أن تكون مشاركتي لوحة بمقياس متر طولي ومتر عرضي وعنوانها الشام وهي في الوقت نفسه تمتزج بالحب، لأنني لا أراهما ينفصمان على الإطلاق، فالحب هو الشام والشام هي الحب وهي تعميق لإنسانية الإنسان.

فنانون سفراء

أما الفنان بديع جحجاح فيقول: أنا شاركت بعمل نحتي سميته درويش المعرفة، وعمل للفيلسوف والشاعر أدونيس، وهذا اللقاء يعد تظاهرة فنية وثقافية عظيمة في هذا الزمن الصعب واليوم هذا الاجتماع مع نخبة من الفنانين التشكيليين برعاية حكومية مهم جداً، وهل هناك أجمل من أن ترعى وتحتفي الدول بثقافتها وفنانيها والمواهب والجمال، فالبلدان تفخر بفنانيها الذين يعتبرون سفراء لدولهم ويسهمون في تصدير الجمال والإنسانية والإحساس المرهف.

سعادة التكريم

الفنان المكرم عون الدروبي أعرب عن سعادته الكبيرة بالمبادرة الطيبة التي أقامتها وزارة الثقافة ولاسيما أنه فنان قدم العديد من الأعمال وشارك في الكثير من الأعمال محلياً ودولياً وأسهم في الكثير من الأعمال الإدارية، فوصف أن ما قامت به الوزارة من تكريم من أبهى صور الجمال التي يفخر ويسعد أي شخص بها، مؤكداً أن المشاركات على سوية عالية وترفد الحركة التشكيلية بالكثير من الروح والجمال والألق.

فعاليات مرافقة

وتتضمن الفعالية التي تستمر حتى الـ24 من تشرين الأول الجاري، افتتاح معارض تشكيلية في صالات العرض العامة والخاصة، ومنها صالة عشتار وصالة مصطفى علي وصالة زوايا وصالة دمشق وصالة جوليا دومنا وصالة البيت الأزرق وصالة مشوار وصالة فاتح المدرس وصالة ألف نون وصالة كامل، وفي حلب ضمن صالة مرقص، وفي حمص ضمن صالة محمد محفوض.

وقد نشرت وزارة الثقافة بوسترات وإعلانات لبعض الأنشطة التي سترافق «أيام الفن التشكيلي السوري» من ندوات في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق دعماً للحركة البحثية والنقدية التشكيلية والعديد من الملتقيات التشكيلية، منها ندوة لقاء أجيال التشكيل حوار بين جيلين، وندوة العمل الفني بين القيمة الإبداعية والقيمة المادية، ومحاضرة كتابات موازية للعمل الفني، وغيرها من الأنشطة الموازية.

المكرمون في سطور

وقد تضمن الافتتاح تكريم عدد من رواد الفن التشكيلي في سورية، وهم

بطرس خازم: تخرج من قسم الأدب الإنكليزي بجامعة دمشق وعمل على تنمية موهبته الفنية، ودرس في مركز أحمد وليد عزت على يد الفنان المعلم ناظم الجعفري، وكان من الخريجين الأوائل ومن أول المنتسبين لنقابة الفنون الجميلة وتولى فيها لسنوات طويلة العلاقات الخارجية وشارك في معظم معارض وزارة الثقافة ونقابة الفنون الجميلة وجمعية أصدقاء الفن وجمعية نادي الفن التصوير الضوئي.

عون الدروبي: درس الآداب في جامعة دمشق وانتسب إلى مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية في حمص، عاصر الرواد وأسس لمرحلة بالغة الأهمية في الفن التشكيلي السوري وفي حمص خاصة، حيث خرج إلى حاراتها القديمة ليبدع في لوحات جمعت بوقتها تراث الفكر والخصوصية الإبداعية المميزة للمدينة، وتميز أسلوبه بالمزيج الخلاق بين التعبيرية والتجريد.

عناية بو خايل: اختارت الرسم الهندسي لتترجم رغبتها في التوجه إلى الفن التشكيلي، فانتسبت إلى جمعية أصدقاء الفن وشاركت منذ 1989 في جميع معارضها، وشاركت أيضاً في المعرض السنوي لوزارة الثقافة منذ 1991.

ومن المكرمين الذين غادرونا: وديع رحمة، ومحمود دعدوش، وعبد القادر عزوز، وقد استلم الجوائز ذووهم وعائلاتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن