حكومة بارنييه نجت من اقتراع بسحب الثقة في البرلمان … فرنسا: تهديد نتنياهو استفزاز إذا حدث سيجر لبنان إلى الفوضى
| وكالات
وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تهديد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشعب اللبناني بـ«مواجهة مصير الفلسطينيين في غزة» بأنه «استفزاز»، ومن جانب آخر نجت الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة اليميني ميشال بارنييه من اقتراع بسحب الثقة داخل الجمعية الوطنية (البرلمان).
وفي تصريح لقناة «فرنسا 2» أمس الأربعاء، قال بارو: «إذا حدث هذا الاستفزاز (تهديد نتنياهو) فإنه سيجر لبنان، الصديق لفرنسا والذي يمر بوضع هش أصلاً، إلى الفوضى»، وذكر بارو أنه إذا حدث مثل هذا الأمر فإن إسرائيل «ستواجه ما هو أكثر بكثير من المشكلات الأمنية التي كانت موجودة قبل الهجمات على لبنان»، مضيفاً: إن «الوضع في لبنان كارثي».
وأول من أمس الثلاثاء، حرض نتنياهو اللبنانيين على «حزب الله» في كلمة متلفزة، وهددهم بمواجهة مصير أهالي قطاع غزة، وقال: «انهضوا واستعيدوا بلدكم، أنتم أمام فرصة لم تتح لكم منذ عقود، قبل أن يسقط لبنان في هاوية حرب طويلة ستجلب الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة».
وجاء كلام وزير الخارجية الفرنسي في أعقاب تصريحات صحفية، السبت الماضي، دعا فيها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى «وقف تسليم الأسلحة المستخدمة (من جانب إسرائيل) في غزة»، وعقب ذلك، هاجم نتنياهو الرئيس الفرنسي قائلاً في بيان متلفز باللغة الإنكليزية: «إسرائيل ستنتصر معكم أو من دونكم»، وبعد ساعات من تصريح ماكرون بوقف تزويد الأسلحة لإسرائيل، أصدرت الرئاسة الفرنسية «الاليزيه» بياناً ناقضت الرئيس فيه، وقالت: إن «فرنسا ستواصل تزويد إسرائيل بالقطع اللازمة للدفاع عن نفسها».
من جانب آخر، وكما كان متوقعاً قوبلت مذكرة حجب الثقة عن حكومة بارنييه مساء أول من أمس بالرفض إذ إنها لم تحظ بأغلبية في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) بعد رفضها من اليمين المتطرف، وأُسقطت المذكرة التي قدمها ائتلاف اليسار والاشتراكيين والخضر واليسار الراديكالي، واقتصر دعمها على 197 صوتاً، وهو أدنى بكثير من 289 صوتاً لازمة لإطاحة حكومة ميشال بارنييه، وبذلك تجاوزت الحكومة الفرنسية أول اختبار لها يطالب بحجب الثقة عنها.
وبعد شهر على تكليف الرئيس الفرنسي في مطلع أيلول الماضي، على نحو مفاجئ، بارنييه، اليميني المخضرم البالغ 73 عاماً، تشكيل الحكومة، ندد الأخير بمذكرة حجب الثقة التي رفض اليمين المتطرف دعمها فأسقطت بأغلبية كبيرة كما كان متوقعاً.
وصوّت نواب تحالف «الجبهة الشعبية» اليساري على مذكرة حجب الثقة واتهموا الحكومة الجديدة بتجاهل نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما صوّت أيضاً البعض من ممثلي المعسكر الرئاسي لمصلحة حجب الثقة، لكن من غير أن يرجحوا الكفة وذلك في خطوة لمعاقبة الحكومة التي يرون أنها تميل أكثر مما يرغبون إلى اليمين فيما يتعلق بمسألتي الضرائب والهجرة.
حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، امتنع بدوره عن التصويت على مذكرة حجب الثقة وقالت زعيمة الحزب مارين لوبان: إنها قررت «منح فرصة» للحكومة، وجاء هذا التصويت في وقت تواجه فيه حكومة بارنييه تحدياً كبيراً للحصول على موافقة البرلمان على ميزانية العام المقبل، وسط عدم امتلاكها أغلبية برلمانية.