حزب اللـه واصل التصدي واستطلاع «الهدهد» الجديد يكشف قواعد استراتيجية في حيفا والكرمل … المقاومة تمطر شمال فلسطين المحتلة وتجبر ما تبقى من مستوطنين على المغادرة
| الوطن
من رأس الناقورة حتى ميس الجبل، إلى كريات شمونة وصفد وحيفا، أعادت المقاومة اللبنانية رسم المشهد الميداني وفقاً لتوقيتها غير المستعجل على إذلال العدو، ليكشف دخان النيران المتصاعد من حيفا وصفد عن ملامح الأيام القادمة وما ينتظر العدو المستميت لتثبيت أقدامه على متر واحد داخل الجنوب الصامد.
ولليوم الثاني على التوالي طالت صواريخ المقاومة مدينة حيفا ومحيطها في فلسطين المحتلة وكذلك مدينة صفد، على حين فشلت العديد من محاولات العدو في التوغل داخل الأراضي اللبنانية.
وبينما عرضت المقاومة اللبنانية مشاهد استطلاع جوي لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية للعدو الإسرائيلي في منطقة حيفا – الكرمل عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة «الهدهد»، استمر طيران العدو الحربي في غاراته على مناطق مختلفة في لبنان ما أدى إلى ارتقاء عدد من المواطنين شهداء، والمزيد من الدمار.
وقصفت المقاومة بصليات صاروخية كبيرة قاعدة «راعم» العسكرية جنوب الجولان المحتل، وتجمعات كبيرة لقوات العدو في مدينة صفد المحتلة، وفي مستعمرتي «أمنون» شمال طبريا، و«حتسور».
كما قصفت المقاومة أيضاً منطقة «زوفولون» شمال حيفا بصلية صاروخية كبيرة، دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.
وأقر إعلام العدو بإطلاق 20 صاروخاً من لبنان تجاه كريات شمونة، وتحدث عن أنباء أولية تشير إلى سقوط عدد من الجرحى جراء سقوط الصواريخ، وعن أن صفارات الإنذار دوت في كريات شمونة وبيت هلل خشية تسلل طائرات مسيّرة، في حين أكدت «نجمة داوود الحمراء» ارتفاع عدد الجرحى جراء سقوط صواريخ في منطقة الكريوت إلى 6.
وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن رئيس بلدية كريات شمونة قوله: «على كل من ليس له عمل في كريات شمونة المغادرة، وجودكم هنا يعرّضكم للخطر».
كما تحدث مستشفى «رمبام» في حيفا، عن استقبال 4 جنود من جيش العدو الإسرائيلي، حيث خضع 2 منهم لعدة عمليات وتم تحويلهما إلى العناية المركّزة.
وأكد إعلام العدو سماع دوي انفجارات شمال حيفا وسقوط عدد من الإصابات جراء القصف الأخير عليها وعلى الكريوت، وأقر بإصابة كبير مستشاري وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش خلال الاشتباكات عند الحدود مع لبنان.
واعترف جيش الاحتلال بإصابة 38 جندياً إسرائيلياً، خلال الساعات الـ24 الماضية، عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وأكدت المقاومة أنها وفي إطار تصديها للعدوان الإسرائيلي على البلاد، استهدفت قوات مشاة لجيش العدو، خلال محاولتها التسلل في رأس الناقورة تجاه «المشيرفة»، بصلية صاروخية، ثم عاودت استهدافها مرة أخرى بمحلقة انقضاضية وأصابت هدفها بدقة.
ولدى محاولة تقدّم قوة للعدو الإسرائيلي باتجاه منطقة اللبونة، استهدفتها المقاومة بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة ما أدى إلى تراجعها.
كما استهدفت المقاومة قوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل مرة أخرى إلى منطقة اللبونة بصلية صاروخية كبيرة وأوقعوها بين قتيل وجريح، تبعها استهداف لتجمع لجنود العدو جنوب مارون الراس بصلية صاروخية، ثم تم استهداف لقوات العدو أثناء تقدمها من سهل طوفا تجاه ميس الجبل ومحيبيب بصلية صاروخية، ومن ثم استهداف لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم تجاه منطقة اللبونة بصاروخ موجّه وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
على خَطٍّ موازٍ، وتحت عنوان: «جديد الهدهد.. حيفا – الكرمل ومنشآتها الاقتصادية والعسكرية أهداف لصواريخ المقاومة» عرض الإعلام الحربي للمقاومة في فيديو جديد، مشاهد استطلاع جوي لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية في منطقة حيفا – الكرمل عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية.
وتضم منطقة حيفا الكرمل، مناطق صناعية ومنشآت نفط، وأخرى عسكرية وحيوية للكيان الإسرائيلي.
ومنطقة حيفا – الكرمل، التي رصدتها طائرة المقاومة المسيرة، هي مرتفع استراتيجي، يشكل خط الدفاع الأول عن منطقة «غوش دان» على صعيد الدفاع الجوي، وتتموضع فيه عدة منشآت عسكرية وسط «بيئة مدنية» محيطة، كما يتضمن هذا المرتفع منشآت صحية وسياحية وعلمية بالغة الأهمية.
ورصد «الهدهد»، المنطقة الصناعية «كريات ناحوم»، ومصفاة «نفط حيفا»، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية «كريات آتا»، ومصانع «نيشر» لمواد البناء، وقاعدة «ميشار» وهي عقدة اتصالات رئيسية بين قيادة المنطقة الشمالية ووزارة الحرب في تل أبيب.
كما عرضت «الهدهد» مشاهد جوية لقاعدة «مشمار هكرمل»، وهي قاعدة دفاع جوي مسؤولة عن حماية منطقة حيفا ومحيطها، وفيها رادارات ومنصات قبة حديدية، وغرف القادة وتموضع الجنود.
ورصد «الهدهد» أيضاً، مجمع إسحاق رابين، وجامعة حيفا، وعقدة اتصالات عسكرية على سطح مبنى الجامعة، بالإضافة إلى برج أشكول، ومحطة التلفريك العلوية، ومجمع «غراند كانيون» التجاري، وعقدة الأنفاق الوسطية في جبل الكرمل، والتي تستخدم كمستشفيات محصنة خلال الحرب.
على صعيد موازٍ، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن «حزب اللـه لا يزال منظّماً، ولم يفقد تسلسل قيادته، وذلك على الرغم من الضربات التي شنتها إسرائيل».
واعتبرت موسكو أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تأجيج صراع مسلّح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا للصحفيين أمس: «حسب تقييماتنا فإن حزب الله، بما في ذلك الجناح العسكري، لم يفقد سلسلة قيادته وهو يُظهر تنظيماً».
وأضافت: إن دول الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا، «تعمل على تأجيج الصراع في الشرق الأوسط، وتُظهر النفاق من خلال دعمها لإسرائيل، التي تتسبب في سقوط عددٍ كبير من الضحايا المدنيين في لبنان».