ربّان دراما (رواية البحر) … إلياس الحاج لـ«الوطن»: النجم السوري .. (كلمة السر) في تسويق (الأعمال المشتركة)
| جورج إبراهيم شويط
كاتب وسيناريست وممثل ومخرج وناقد وإعلامي، وقبل كلّ ذلك هو عاشق للبحر، وتجلّى ذلك العشق في عناوين الأعمال
التي كتبها عن البحر، وفي حضرة البحر.
عاصرَ عدةَ أجيال من الكتّاب والفنانين والنجوم الدراميين، ووثّق مسيرتَهم بأفلام تلفزيونية لها قيمتها في أرشيف وذاكرة التلفزيون.
كتبَ وأخرج العديد من المسلسلات.
أعدّ وأخرج الكثير من البرامج التلفزيونية المنوعة،
وكتب النقد الفني، وحاضرَ حول الدراما والإعلام، وكان عضواً في الكثير من لجان التحكيم في المهرجانات الدرامية.
كتبَ وأخرجَ العديد من المسرحيات للكبار والأطفال.
تمّ تكريمُه وتكريمُ أعماله محلياً وعربياً، وأثناء تكريمه في دولة الإمارات بدرع الرواية التلفزيونية مُنح لقب (ربّان دراما رواية البحر)، كما مُنح لقب (سفير الإبداع العربي)،
وأشاد بأعماله الكاتب الكبير حنا مينه، وكاتب السيناريو المصري المعروف أسامة أنور عكاشة، والمطرب الراحل وديع الصافي، والشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني..
(إلياس الحاج) بذاكرته الحاضرة والمؤرشِفة لـ44 عاماً من العمل في أروقة واستوديوهات التلفزيون، التقيناه في هذا الحديث:
• أكثر من أربعين عاماً في العمل الدرامي، ما الخلاصة التي خرجتَ بها؟
المزيد من الشغف لإنجاز أعمال تستمر في الإجابة عن سؤال رافقني منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون (كيف يكون عملي ضرورياً في كل ما أنجز في الفضائيين الإعلامي والإبداعي)، وعلى أساس القاعدة الوحيدة «الحب أولاً، ثم العبقرية تكمن في الصبر والعمل»، والخلاصة تأتي دائماً في خواتيم الأعمال، أي بالنتائج، ونتائج مسلسلاتي وأفلامي وبرامجي التي يصعب حصرها تجيب ععنلى سؤالك.
• وهل يمكننا القول إن سورية لديها شركات إنتاجية مهمة؟
المنتج الأول الرائد والمؤسس في سورية، التلفزيون العربي السوري (مديرية الإنتاج التلفزيوني) التي أطلقت للقطاع الخاص في سورية والعالم العربي مختلف الاختصاصات (كتّاب، مخرجين، فنيين، فنانين)، والظروف الراهنة ليست مقياساً لتقييم وتقويم واقع الإنتاج الدرامي الذي نأمل أن يعود كما كان عليه الحال قبل الحرب الكونية والحصار الاقتصادي على بلدنا الحبيب سورية.. وأعتقد أن مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني هي جهة الإنتاج الرسمية الأفضل ويعول عليها الكثير من الطموحات، أما الإنتاج خارج سورية فمن الواضح أن معظم الأعمال المشتركة تعتمد في إنتاجها على النجم السوري بهدف التسويق الجماهيري وللمحطات العارضة، والتي أعتقد أن معظمها توافق على الأعمال التي ستعرضها قبل إنتاجها فيأخذ المنتج غالباً دور المنفذ ( المنتج المنفذ للقنوات) ضمانة لرأس ماله وما ينفق على العمل أو ما يأخذه من القنوات الراعية للإنتاج.
حفلت الدراما السورية بأسماء كتاب سيناريو (روّاد) كان لها حضورها المحلي والعربي.
• ماذا تحمل ذاكرتك من أسماء كتّاب السيناريو والرواد الذين لهم بصمتهم؟
ما أكثرهم.. ومن روّاد الدراما السورية الذين أكبر بهم ولهم حضور محلي وعربي: نهاد قلعي، عبد العزيز هلال، فوزي الدبعي، عادل أبو شنب، وليد مدفعي، نزار شرابي، الدكتور زهير أمير براق، رويده الجراح، عدنان حبال، عبد النبي حجازي، دياب عيد، فواز عيد، خالد حمدي الأيوبي كاكا، معن نظام الدين، وليد مارديني… وغيرهم ممن عاصرتهم وتعرّفت إلى العديد من تجاربهم، وتعلمت منها.
• معروف عنكَ عشقك للاذقية وبحرها. كيف عبّرتَ عن ذلك درامياً؟
في أحد لقاءاتي مع كبيرنا حنا مينة قال لي المشهد في البحر يتشابه، فقلت له أحترم رأيك، ربما كان ذلك في الرواية المطبوعة، لكن في الرواية الدرامية أحاول أن يكون في كل مشهد أكتبه حكاية، مع كل موجة حدث وحالة درامية مختلفة عن سابقها، فقال لي مبتسماً وبرضى كمن يثني على تلميذه: ( أنت البحر ومن لا يعرفك لا يعرف المد والجزر)، ومن يومها حفظت تلك العبارة عن كبيرنا المعلم المؤثر في كثير من الأجيال، أما أعمالي الدرامية في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما الخاصة في عالم البحر والإبحار فتختصر الإجابة وهي معروفة لدى الجمهور المحلي والعربي، منها: البحر أيوب، على موج البحر، البطرني، أمواج، أهل البحر، يا بحر، ناس البحر، البحار الصغير، جيران البحر، مراكب الأحلام، زمن الحيتان، صخرة المينا، أنشودة المطر… وغيرها..
• التقيتَ أغلبية نجوم سورية، ووثّقت لجوانبَ مهمة مِن مسيرتِهم الإبداعية. هل لاقى أمثالُ هؤلاء، وبالأخصّ جيل الرواد منهم، مايستحقونه من تكريم؟
معظم الفنانين الراحلين والأحياء (الرواد والنجوم) وثقت حياتهم ومنحتهم ألقاباً بمثابة التكريم لكل منهم، وهذا أقلّ ما يستحقونه، وهناك من كُرِّم بالمحافل وحصل على شهادات التقدير والجوائز ووثقتها أيضاً، وبالعودة إلى أرشيف مكتبة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أعتقد أننا نجد أرشيف أفلام بتوقيعي كاتباً ومخرجاً لشخصيات تبدأ من القصاص الشعبي حكمت محسن، عبد اللطيف فتحي، نهاد قلعي، صلاح قصاص، هالة شوكت، ملك سكر، نبيلة النابلسي، يعقوب أبو غزالة، فهد كعيكاتي، نبيل خزام، سليم حانا، أديب شحادة، نجاح حفيظ، يولاند أسمر، سليم كلاس، حسن دكاك، أنطوانيت نجيب، عدنان بركات، خالد تاجا، سناء دبسي، علاء الدين كوكش، فردوس أتاسي، رياض ديار بكرلي… إلى نجومنا الكبار المستمرين في عطاءاتهم الإبداعية.. أمدَّ اللـه بأعمارهم (ياسر العظمة، أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، ثراء دبسي، حسام تحسين بك، سلمى المصري، وائل رمضان، سليم صبري، الزيناتي قدسية، خالد القيش…. إلخ).
• وماذا عن البرامج التلفزيونية التي قمتَ بإعدادِها؟
أنجزت العديد من البرامج مثل (غداً نلتقي- ألوان- عالبال- مرسال المراسيل- عطر البحر- كلاكيت- ليالي رمضان- قناديل العيد- ظرفاء الدراما- حكاية عمر- سهرية حبايب- شوارع الياسمين- منتدى البحر- وطن الشمس- المرساة..) وغيرها كثير وكل برنامج كانت له خصوصية من حيث الإعداد أو من حيث التقديم وزمن ومناسبة تقديم هذا البرنامج أو ذاك..