الحرب .. بلا راء … عندما يصبح الحب فلكلوراً!!
| ميليا عبد اللطيف
عندما ترتدي المحال التجارية وتتزين باللون الأحمر، فهل ذلك اعتراف بما يسمى عيد الحب أو (الفالنتاين)؟ أهو موجود حقاً أم إنها كذبة اخترعها الجميع وصدقوها لإشباع ما فيهم من مشاعر قد تكون كاذبة أو مخادعة؟
هل غيبت سنوات الحرب في سورية الاحتفال بعيد الفالنتاين، وتحول اللون الأحمر من رمز وتعبير عن الحب إلى رمزه لدم الشهداء، ليصبح اللون الأسود ربما هو من يطغى على قلوب ومشاعر السوريين؟
«الوطن» استطلعت آراء مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية عن هذا الموضوع، ولكل منهم كان له وجهة نظره الخاصة.
«نور» الفتاة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها صادفتها في أحد المحال وهي تشتري هدية لحبيبها، قالت إن الحب في كل زمان ومكان لكن من يفي له قلائل، ، نور كانت بغاية السعادة أخبرتني أنه عيد الحب الأول في حياتها لأنها لأول مرة تقع في شباكه وأنها تنتظر يوم 14 شباط على أحر من الجمر لتقدم هديتها المتواضعة لمن أحبته.
بدورها «ناديا» قالت لا مانع لديها من تلقي الهدايا في هذا اليوم، فمن منا لا يرغب في أن تعطى له وردة حمراء أو أي شيء يرمز للحب، فأجمل شيء في الوجود العطاء فكيف إذا كان بالحب، مشيرة أنها لا تؤمن بعيد الحب، لكن حينما تجد الحبيب ربما سوف يتغير مفهوم عيد العشاق لديها.
بينما يقول «باسم»: عيد الحب عبارة عن كذبة لتسير حركة السوق، فلا عيد للحب ولا يمكن أن يقتصر على يوم واحد، ويتابع لم أهد زوجتي قط بهذه المناسبة قبل الزواج ولا بعده لدرجة أنني لا أتذكر هذا العيد إلا إذا استرقه سمعي مصادفة، فلم أؤمن به يوما، فكيف الآن ونحن نعيش حالة من الحزن والقلق الدائمين لما تشهده البلاد من حرب ودمار.
أما «نسرين» فأوضحت أن الحب قد يكون عيداً أو فلكلورياً غربياً درجت العادة في السنوات الفائتة على الاحتفال به في بلادنا لذا يتعرض للكثير من الانتقادات لكونه ليس من ضمن أعيادنا وتقاليدنا ولكن من الجميل أن نجعل للحب عيدا ونحتفل به ولاسيما في ظل هذه الحرب على سورية التي أدخلت الحزن إلى كل بيت، ولفتت إلى أن الاحتفال بالحب لا يقتصر على العلاقة بين الرجل والمرأة وإنما يشمل جميع أنواع الحب، فقد تحتفل العائلة بأكملها بهذا الحب أو قد يكون مناسبة للاجتماع مع الأصدقاء لكن يبقى السائد أن العشاق يحتفلون به ولا ضير بذلك ربما يكون مناسبة لتجديد الحب بين الحبيبين وكسر رتابة معينة قد تدخل إلى حياتهما.
رأي التجار
«عبد القادر نشواتي» صاحب محل لبيع هدايا عيد الحب يقول: تنشط حركة المبيعات خلال أسبوع ما قبل العيد حيث زادت نسبتها 200%، ففي الأحوال الطبيعية نبيع 2 – 3 هدية يوميا، أما في هذه الفترة فتتراوح بين 10 – 15 هدية يوميا، مضيفاً إن أغلبية من يتردد لشراء هدايا عيد الحب هم من الإناث، فمن المصادفة أو ربما يكون حدثاً عظيماً أن يدخل شاب ليشتري هدية العيد، أما ما يتعلق بأسعار الهدايا فأوضح أنها مقبولة جداً فهي أشبه بهدايا رمزية يتراوح سعرها من 1000- 1500 ليرة، ومن النادر أن نبيع هدية غالية الثمن ذلك بسبب الضائقة الاقتصادية للمواطن، لافتاً أنه رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي نعيشها لازال للحب حيز ولو صغيراً في قلوب السوريين.
بينما البائع «محمد» يقول: سعر الهدايا في متجره تتراوح بين 2000 – 5000 ليرة أغلبها مثل: دباديب – ورود وقلوب حمراء كتبت عليها عبارات ترمز للحب، علماً أن الحركة تنشط كثيراً قبل العيد بثلاثة أيام، مؤكداً أن محال وشوارع دمشق لم تعد مغطاة باللون الأحمر كما كانت سابقاً، ربما أصبحت روتينية أكثر منها حقيقية بسبب الحرب الحالية.