سورية

«خفض التصعيد» إلى الهاوية مع نية التنظيم الإرهابي إشعال محاورها … مراقبون لـ«الوطن»: المبادرة بيد الجيش و«النصرة» واهم بتغيير خطوط تماس الجبهات

| حلب- خالد زنكلو

تشير المعطيات الميدانية إلى أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، قد خرج فعلاً عن العباءة التركية، فيما يخص نيته شن عملية عسكرية ترفضها أنقرة في جبهات منطقة «خفض التصعيد» ضد الجيش العربي السوري، وفرض ذلك تغييراً في المعادلة القائمة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة.

ومع رفض «النصرة» الانصياع لرغبة أنقرة بعدم شن عملية عسكرية عبر خطوط تماس «خفض التصعيد»، واستمراره بالتحشيد والتحضير للعملية، تصبح المنطقة على جرف هاوية قد يطيح بالاتفاقيات الروسية- التركية الخاصة بها وبمسار «أستانا»، الذي رسم ملامح المنطقة، برمته.

وأكدت مصادر ميدانية في «خفض التصعيد» أن المبادرة كانت وستظل بيد الجيش العربي السوري صاحب الكلمة الأولى والفعل المحتم في الميدان، على الرغم من أنه ضبط نفسه كثيراً بالرد على اعتداءات «النصرة» المتكررة على نقاط انتشاره في محيط المنطقة وعلى التجمعات السكنية الآمنة، مع خروقات التنظيم الإرهابي المستمرة لوقف إطلاق النار على طول جبهات القتال.

وشددت المصادر لـ«الوطن» على أن «النصرة» وحلفاءه فيما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، عاجز وواهم بمقدرته على إحداث تغيير على خطوط تماس الجبهات من ريف اللاذقية الشمالي إلى ريف حلب الغربي، مروراً بريف حماة الغربي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

ونوهت المصادر بأن تعزيزات الجيش العربي السوري، التي استقدمها إلى جبهات القتال في «خفض التصعيد» خلال الأسبوعين الأخيرين، وخصوصاً إلى محاور حلب وإدلب، رفعت من أسهم وحدات الجيش السوري في جبهات القتال، وجعلتها قادرة على التصدي لأي عدوان قد يطولها من الفرع السوري لتنظيم القاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية المتحالفة معه.

مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة المتحالفة مع «النصرة»، مثل «الجبهة الوطنية للتحرير»، ذكرت بأن تلك الميليشيات نفضت يديها من «التنظيم الإرهابي» ونأت بنفسها، بأوامر من أنقرة، عن أي عمل عسكري قد يقدم عليه في «خفض التصعيد».

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن إقدام «النصرة» على شن عدوان باتجاه مناطق الجيش العربي السوري، سيستجلب رد فعل عنيف من الجيش السوري، بالإضافة إلى رد فعل غير متوقع النطاق والنتائج من القوات الجوية الروسية، على خلفية الاستياء الكبير من موسكو حيال تزويد نظام كييف لـ «النصرة» بطائرات مسيرة حديثة مقابل ردفه بإرهابيين للقتال ضد القوات الروسية في أوكرانيا، واستهداف القوات والمصالح الروسية في سورية وباقي الدول.

ولفتت إلى أن محاولة «النصرة» تغيير خطوط تماس «خفض التصعيد» سيلقي بظلال وخيمة على المنطقة، بدءاً من تقويض الاتفاقيات الروسية- التركية المشتركة حيال المنطقة مثل «اتفاق موسكو» العائد لمطلع آذار 2020، والذي لم تتبدل خطوط تماس المنطقة منذ توقيعه، بالإضافة إلى «اتفاق سوتشي» العائد لمنتصف حزيران 2017، الأمر الذي سيجعل الكرملين في حل من هذه الاتفاقيات التي لم تر النور بسبب مماطلة الإدارة التركية في تنفيذها، ولاسيما «اتفاق موسكو» الذي ينص على وضع طريق حلب اللاذقية، المعروف بطريق «M4»، في الخدمة.

وأشارت إلى أن إشعال «خفض التصعيد»، سينعكس سلبا على تركيا، حيث أبدت أنقرة لـ «النصرة» مخاوفها من موجات نزوح كبيرة من السكان باتجاه حدودها الجنوبية المتاخمة لإدلب، تعجز عن التعامل معها، وهو ما ظهر إلى العيان راهنا بهجرة سكان القرى والبلدات الواقعة بالقرب من خطوط التماس، إلى ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية، تحسبا من مغامرة «النصرة» المرتقبة.

المصادر المعارضة، رجحت أن تعزيز جيش الاحتلال التركي لقواعده العسكرية ونقاط المراقبة غير الشرعية وبثلاثة أرتال خلال الأسبوعين الفائتين، توزعت في ريف حلب الغربي وفي جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، يأتي في سياق الحفاظ عليها وتقويتها، وإرسال رسائل تحذير للتنظيمات الإرهابية من مغبة المس بأمن واستقرار المنطقة.

المصادر سخرت من إدارة «النصرة» لملف معركتها المزعومة، عبر تخفيض رواتب وأجور العاملين لديها من مدنيين وعسكريين، بزعم دعم المجهود الحربي لهذه المعركة، الأمر الذي أفقدها حاضنتها الشعبية، التي واظبت على الخروج في مظاهرات في معظم مدن وبلدات إدلب وريف حلب الغربي للمطالبة بإسقاط التنظيم الإرهابي ومتزعمه المدعو «أبو محمد الجولاني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن