الأخبار البارزةشؤون محلية

تنسيق بين الوزارات والمنظمات غير الحكومية لدعم الاستجابة للوافدين … الجلالي: رغم معاناة بلدنا من آثار الحرب والإرهاب والحصار الاقتصادي والزلزال تمكنا من التعامل مع الحالات الطارئة

| دمشق – الوطن – حمص- يوسف بدور

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد غازي الجلالي أن الحكومة بالتعاون مع المجتمع الأهلي والمحلي والمنظمات غير الحكومية أثبتوا القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة حتى في ظل نقص ومحدودية الموارد، مشدداً على أهمية تكامل الجهود للاستجابة للوافدين وتأمين احتياجاتهم الضرورية.

وترأس الجلالي أمس اجتماعاً للجنة العليا للإغاثة في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة جرى خلاله مناقشة آليات الاستمرار في الاستجابة الطارئة وتقديم الدعم والمساندة للوافدين من لبنان ووضع الإمكانات اللوجستية والصحية في خدمتهم وتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية وفق الآلية التي اعتمدتها الحكومة، وذلك بالتنسيق بين اللجنة العليا للإغاثة واللجان الفرعية في المحافظات ومختلف الشركاء من مجتمع محلي وأهلي ومنظمات غير حكومية ودولية.

وأعرب رئيس الجلالي عن الشكر للجنة العليا للإغاثة ولكل الشركاء الوطنيين على الجهود التي يقومون بها في تقديم ما يلزم من خدمات وتسهيلات للوافدين من لبنان، رغم معاناة بلدنا من آثار الحرب والإرهاب والحصار الاقتصادي والزلزال.

في سياق آخر أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة السورية مستعدة لتقديم أي مرونة لازمة لتسريع تنفيذ المشاريع التي تقام بالتعاون مع المنظمات، ووضعها في الخدمة بالسرعة الممكنة بما ينعكس إيجابياً وبشكل مباشر على الواقع الخدمي، مضيفاً: «بلدنا تعرض لصعوبات كبيرة وكما ساهمنا مع المجتمع الدولي في حل العديد من الأزمات من الطبيعي أن يساعدنا في حل المشكلات ذات الطابع الإنساني».

كما ناقش الاجتماع مشاريع التعاون الدولي بين الوزارات والجهات غير الحكومية، والمشاريع الإغاثية القائمة وسير تنفيذها وإمكانات تسريع الإجراءات المتعلقة بها بالتنسيق ما بين الوزارات والجهات المعنية، وبما يخدم الاحتياجات وفقاً للأولويات الوطنية ويحسّن من واقع الخدمات في مجالات المياه والصرف الصحي والبيئة والصحة.

من جهته عرض رئيس اللجنة العليا للإغاثة، وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة آلية عمل اللجنة العليا ولجانها الفرعية في المحافظات، وبيّن أن منهجية عمل اللجنة تقوم على شمولية المساعدات وإيصالها إلى المحتاجين في أي مكان على الجغرافيا السورية، مستعرضاً الاستجابة التي قامت بها اللجنة في المراحل المختلفة من الحرب الإرهابية على بلدنا إلى الاستجابة لتداعيات الزلزال وصولاً إلى الاستجابة للوافدين من لبنان الشقيق.

وخلال الاجتماع تم تأكيد أهمية التنسيق بين الوزارات والجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لدعم الاستجابة للوافدين، وخاصة في الظروف الاقتصادية الراهنة.

يذكر أن عدد الوافدين الإجمالي من لبنان قارب من الـ390 ألفاً من سوريين ولبنانيين.

خدمات صحية

أكدت وزارة الصحة أن عدد الخدمات الطبية التي قدمت للوافدين من لبنان إلى سورية جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مختلف المناطق اللبنانية 35 ألف خدمة طبية مجانية استفاد منها ما يقارب 21 ألف وافد خلال 19 يوماً.

وبينت الوزارة في بيان لها أن الخدمات التي قدمت عبر المعابر الحدودية بريف دمشق وطرطوس وحمص شملت 20279 خدمة، وخدمات مراكز الإيواء 14325 خدمة أما خدمات المشافي فبلغت 358 خدمة، وخدمات النقل بسيارات الإسعاف 386 خدمة.

وأوضحت الوزارة أن الخدمات تشمل الخدمات الطبية العامة والعمليات الجراحية والإسعافية وخدمات الصحة النفسية والصحة الإنجابية والخدمات المتعلقة بأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى اللقاحات اللازمة للأطفال ولقاح الكزاز للسيدات في سن الإنجاب.

يشار إلى أن الوزارة وضمن خطة الاستجابة لتقديم الخدمات للوافدين من لبنان إلى سورية جراء العدوان الإسرائيلي وضعت جميع المشافي التابعة لمديريات الصحة في المحافظات الحدودية مع لبنان بجاهزية تامة لاستقبال أي حالات ورفد المعابر بسيارات إسعاف مجهزة على مدار 24 ساعة، إضافة إلى أطباء وإرسال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.

تلبية احتياجات الوافدين

وتلبية لكل الاحتياجات اللازمة للوافدين من لبنان جراء العدوان الإسرائيلي، تتابع المنظمات غير الحكومية وبإشراف وزارة الشؤون ‏الاجتماعية والعمل وعبر مديرياتها في المحافظات عملها اليومي في تقديم ‏خدماتها الطبية والصحية والغذائية إضافة لخدمات الدعم النفسي. ‏

وذكرت الوزارة عبر صفحتها على الفيسبوك أن ‏مؤسسة نور للإغاثة والتنمية أقامت عدة مراكز لها في منطقة بابا عمرو ‏بمحافظة حمص وفي الحسينية بمحافظة ريف دمشق لتوفير الفحص الطبي ‏والاستشارة الصحية والدعم القانوني وجلسات الدعم النفسي اللازمة للوافدين، ووزعت سلات صحية للسيدات، كما قدمت جمعية دمر الخيرية وجبات ‏غذائية للوافدين. ‏

وبينت الوزارة أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحمص بالتنسيق مع ‏جمعية كريم الخيرية، قامت بتوزيع وجبات الطعام الجاهزة للوافدين بمنطقة ‏القصير وعلى المعبر الحدودي، كما تستمر جمعيات «مجال وإنانا وفريق كنا ‏وسنبقى التطوعي» في ريف دمشق بتقديم خدماتها للوافدين عند معبر ‏جديدة يابوس. ‏

وأشارت الوزارة إلى أن مديريتها في طرطوس ‏بالتعاون مع جمعيات « البتول والمرأة الذكية وتنظيم الأسرة» قامت بتقديم ‏مواد التنظيف ومستلزمات صحية للأطفال وكبار السن، إضافة لقيامها بأنشطة ‏للأطفال وجلسات توعية ودعم نفسي وخدمات صحية ضمن مركزي بلو بي و‏الكرنك ومركز معسكر الطلائع. ‏

خدمات قانونية

وبين مدير برنامج الاستجابة القانونية في الأمانة السورية للتنمية في المنطقة الوسطى إياد الفيل أن دور الفرق القانونية الموجودة على المنافذ الحدودية مع لبنان الشقيق هو تقديم الخدمة القانونية للعائدين السوريين لاستكمال الوثائق الشخصية الخاصة بهم وتثبيت الزواج وتسجيل الولادات وإلحاق النسب بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وفي تصريح لـ«الوطن» لفت الفيل إلى أنه حتى الثامن من الشهر الحالي تم تقديم 5840 استشارة قانونية لتسهيل عبور العائدين السوريين، مشيراً إلى أنه يتم تحويل بعض الحالات للفرق القانونية في منظمة الهلال الأحمر في بعض الأماكن التي لا توجد فيها فرق الاستجابة القانونية للأمانة السورية للتنمية، على حين أن التنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين يتم لمعرفة إمكانية التدخل لتلبية احتياجات الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين لأنها مختصة أممياً بقطاع الحماية للاجئين والنازحين والعائدين.

وأشار الفيل إلى أن فرق الاستجابة القانونية في الأمانة السورية تقدم الاستشارات القانونية للوافدين اللبنانيين أيضاً بما يخص الإقامات ودخول السيارات إلى سورية بشكل قانوني.

من جهتها أشارت رئيسة المجلس البلدي في قرية الإسماعيلية أحلام علي أنه بناء على توجيهات محافظ حمص نمير مخلوف وضمن خطة الإغاثة والاستجابة الطارئة وبالتعاون مع المجتمع الأهلي والمنظمات غير الحكومية وبالتنسيق مع اللجنة الفرعية للإغاثة تم استقبال نحو 150 عائلة من الوافدين اللبنانيين إضافة لنحو 20 عائلة من العائدين السوريين وتأمين إقامتهم بين الأهالي في القرية وبيوت خالية من السكان تبرع بها أصحابها.

ولفتت علي إلى أنه تم تأمين مادتي الخبز والغاز المنزلي للوافدين والعائدين بموجب جداول تم تنظيمها من المجلس البلدي إضافة لتوزيع سلل صحية للعائلات في أماكن إقامتها كما قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع فرشات وحرامات للوافدين والعائدين وقامت شركة سيرتيل للاتصالات بتوزيع خطوط مجانية لهم، مشيرة إلى أنه من المفترض أن تقوم شركة MTN أيضاً بتوزيع خطوط مجانية للوافدين والعائدين خلال الأسبوع الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن