بحضور الفنان الكبير دريد لحام … المعهد العالي للفنون المسرحية يكرم ذاكرة المسرح
| وائل العدس
اختتم المعهد العالي للفنون المسرحية احتفالية «معاً نبدع» مع بداية العام الدراسي الجديد في مبنى المعهد بساحة الأمويين بدمشق تحت إشراف عميد المعهد د. تامر العربيد، وهو تقليد سنوي يحتفل فيه الطلاب القدامى وأساتذة المعهد باستقبال الطلبة الجدد.
وحضر اليوم الأول الأب إلياس زحلاوي الذي عمل مدرّساً في المعهد منذ بداية تأسيسه وشهد على تخريج أسماء كبيرة، في حين حضر يوم الختام الفنان الكبير دريد لحام صاحب التجربة الكبيرة والمتميزة في عوالم الدراما والمسرح والسينما.
فعاليات متنوعة
تضمنت الاحتفالية فعاليات متنوعة، أولها معرض للكتاب بالتعاون بين المعهد واتحاد الكتّاب العرب في سورية في مكتبة المعهد، ومعرض للسينوغرافيا بعنوان «المسرح والمكان البديل» وهو نتاج عمل طلاب السنتين الثالثة والرابعة في قسم السينوغرافيا بإشراف الأستاذين غيث المحمود وعلي فاضل.
أما العرض الفني للاحتفالية فجاء تحية لذاكرة المسرح السوري «محمد الماغوط، دريد لحام، نهاد قلعي، عمر حجو» على مسرح فواز الساجر تحت إشراف كفاح الخوص وتعاون فني رهف الجابر.
كما قدم طلاب السنتين الثالثة والرابعة في قسم التمثيل مشاهد من رواية «صاحب الظل الطويل» للكتابة جين ويبستر تحت إشراف د. ندى العبد اللـه ومساعدة مرهف الكراد في استديو أسعد فضة.
وقدم خريجو المعهد أيضاً عرضاً مسرحياً بعنوان «ليلة مرتجلة» نص وإخراج يزن الداهوك على مسرح فواز الساجر.
كلمة المعهد
كتب د. العربيد كلمة المعهد فقال: «48 عاماً من العمل الأكاديمي الإبداعي، 48 عاماً هـي عمر وسنوات هـذا الصرح الأكاديمي حيـث ما تزال في كواليس مسارحه واستديوهات التمثيل فيه بعض من رائحتهم، أصواتهم، همساتهم، مشاكساتهم وتجليات إبداعهم، مبدعين وأساتذة أكاديميين كانوا هنـا… في ممراته ما تزال خطوات أديب اللجمي أول عميد للمعهد مسموعة، يكفي أن يومئ برأسه لينفذ كل المطلوب».
وأضاف: «وهـل ننسى أديب بك؟ يمكنك أن تحـزر أن د. غسـان المالح قد مر مـن هنا فرائحة غليونه ما تزال في المكان، توقع أن يطل عليك صلحي الوادي مـن شرفة ما، لا لشيء إلا ليذكرك بأن هـذا المكان معبد!! أنـت في معبد!!.. وعليك أن تتقن صلاتك، وفي قاعات التدريس فيه يـردد صدى ضحكات ومونولوجات الدكتور شريـف شاكر وقـد احمر وجهه.. سعال ممدوح عدوان وضحكته الصاخبة، ومشاكساته المحببة، وهنـا أعجب المسرحي الفرنسي ميشـيل ريشار بطقوسنا الشرقية فولفها أجمل توليفة في «الأم شجاعة» لبريخت، وهنا قدم الألماني رودولف بينكا آخر تلامذة بريخت أجمل قراءة مسرحيـة لنص «دائرة الطباشير» مـع طلبة المعهد.
وأكد العربيد أنه في أروقة هـذه المؤسسة الأكاديمية دارت مشاكسات إبداعية بـن روجيه عسـاف ومحمـد إدريـس وجـواد الأسدي وحنان قصاب حسـن وسعد اللـه ونـوس ويعقـوب الشدراوي وماري إلياس ونعـمان جود.
وتابع: «ثمانية وأربعون عاماً من العطاء الإبداعي والأكاديمي تحكي عـن أسعد فضة أستاذ أول دفعة مـن خريجي المعهد، وبأول عرض يحكي تخرج «الســيد بونتيـال».. تحكي عن فواز الساجر، يصمت كثيراً.. يدخن كثيراً.. يحكي قليلاً ويعدّل نضارته.. ناسك في معبد مبدع كبير، في سهرة مع أبي خليل القباني».
وأشار إلى أن هذا التاريخ العريق وهذا الإرث الإبداعي مسؤولية كبيرة، هي مسؤولية الوفاء للإبداع والارتقاء به، مسؤولية أن يبقى هذا المكان الإبداعي ورشة عمل دائمة هدفها إعداد المبدعين الأكاديميين بأقسام المعهد الخمسة.. زادهم ثقافة وانتماء وإيماناً بأهمية الفن ونبل رسالته في المجتمع.
وختم: «لأجل كل ذلك، نفتح الباب واسعاً للقادمين الجدد، ونبدأ عامنا الأكاديمي بأن فسحتنا إبداع وانشغالنا فن، ورسالتنا نبيلة تعكس المستوى الأكاديمي لهذه المؤسسة العريقة».