ثقافة وفن

ضمن فعاليات معرض الكتاب السوري.. دور سورية في دعم المقاومة … وزيرة الثقافة: مورس على منطقتنا سياسة تجهيل لتاريخنا وهويتنا وثقافتنا ونأسف لانسياق البعض خلفها

| مصعب أيوب

ضمن فعاليات معرض الكتاب السوري الثالث لعام 2024 وفي تمام الساعة السادسة مساء من يوم السبت، احتضنت مكتبة الأسد الوطنية بدمشق محاضرة بعنوان: «دور سورية الكبير في دعم المقاومة في لبنان وسورية» قدمها رئيس اتحاد الكتاب في سورية د. محمد الحوراني ضمن حضور رسمي وثقافي وشعبي غفير.

داعم ومؤسس

في محاضرته أشار الحوراني إلى أن الدعم السوري للمقاومة هو حديث الساعة، وقد كانت سورية المساهم الرئيس في تأسيس حركات المقاومة، فسورية تاريخ عريق من النضال والانتماء والتماهي مع القضية الفلسطينية، والمواطن السوري يعتبر القضية الفلسطينية قضيته أكثر من أي شخص آخر، ويؤكد ذلك الكثير من الأحداث التاريخية، فالقائد عز الدين القسام مثال حقيقي على ذلك، لأنه كان فاعلاً أساسياً وقائداً مركزياً لثورة 1936، ولا بد أن نأتي على جيش الانقاذ وقائده فوزي القاوقجي، وأيضاً نتحدث عن العشرات من المجندين وصف الضباط الذين ذهبوا من أجل القتال لتحرير فلسطين.

كما أفاد بأننا في سورية أمام حالة متقدمة من الدعم والتأسيس لفصائل المقاومة وقواها في المنطقة، وجميع الحركات المقاومة كان التأسيس لها ومكاتبها الرئيسة هنا في سورية، وكانت تتم عمليات التدريبات في سورية، والجغرافيا السورية تشهد على الدعم اللامحدود للمقاومة، ولم تكن سورية لتدعم فصيلاً دون الآخر، فدعمت جميع الأحزاب دون النظر للايديولوجية التي تتبع لها.

فسورية لم تميز بين تنظيم وتنظيم في الشعب الفلسطيني لأنهم يمثلون نواة تحرير فلسطين ولأنها حاضرة بكل ما فيها في الدم والوجدان السوري، كان لا بد لسورية ألا تنظر إلا إلى موضوع تحرير فلسطين.

وأكد أن القيادات الأميركية حاولت مراراً وتكراراً الضغط على الدولة السورية من أجل التنازل عن الدعم والتأييد لهذه الفصائل، منوهاً بأن عروضاً كثيراً انهالت على السيد الرئيس بشار الأسد منها الحضور القوي في المشهد السياسي والدولي لسورية، ولكنه رفض هذا كله.

دعم غير محدود

وقال: هناك مشكلة حقيقية فيما يحدث اليوم، لأنه ليس مقتصراً على ما يجري في فلسطين أو غزة ولبنان، وإنما سيكون له أيضاً لاحقاً عظيم الأثر في سورية، ولم يكن لسورية على الإطلاق ما تعانيه اليوم من اعتداءات شبه يومية، لولا هذا الدعم الكبير والتاريخي لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وهذا الدعم يحاول البعض التشكيك به، إلا أن تصريحات القادة كانت تؤكد بما لا يترك مجالاً للشك، حيث لم يمكن لحرب تموز 2006 الانتصار لولا أن الرئيس السوري قال لهم حينها إن أبواب ومخازن السلاح في سورية مفتوحة لكم كيفما أردتم ومتى شئتم.

وقد تحدث عدد من زعماء وقادة المنظمات الفلسطينية عن أن أول صاروخ استهدف مركبة إسرائيلية كان صاروخاً سورياً، وهذا ما أكده الأمين العام لحزب اللـه الشهيد حسن نصر اللـه أن صواريخ الكورنيل التي كانت الفاعل الأساس في مجزرة الدبابات في حرب 2006، تم تزويد الحزب وبعض الفصائل الفلسطينية بها من سورية، وعليه فنحن أمام دعم كبير ودعم غير منقطع أو محدود لحركات المقاومة.

الحرب على سورية

ولفت الحوراني في معرض حديثه إلى أن المكاتب والتجهيزات والمراكز والأبنية التي تعود لأحزاب المقاومة والتنظيمات الفلسطينية في سورية بحال أفضل بكثير من حال ما لدى الأحزاب السورية بمجملها، وهذا ما يثبت العلاقة القوية والتماهي فيها بين هذه التنظيمات والدولة السورية.

وأكد أن ما شهدته سورية منذ بداية 2011 كان سببه رفض سورية التخلي عن مبادئها وسياستها وثوابتها وإستراتيجيتها بوضع حد لعلاقتها بالتنظيمات الفلسطينية المقاومة، وعليه كان لا بد من محاولة القوة العظمى والغرب من دعم الإرهاب وتمويله من أجل تدمير الدولة السورية

ولكن رد الفعل لدى حركات المقاومة كان متبايناً وواضحاً بين حركة وأخرى، حيث كان حزب اللـه مدافعاً صلباً عن الدولة السورية ورافضاً لهذه الخطط التي أريد لها أن تنهي الدولة السورية.

أصحاب الأرض

وفي مداخلة لوزيرة الثقافة د. ديالا بركات أكدت الدعم العسكري واللوجستي وغيره الذي قدمته سورية للمقاومة وكل ما تقدم به د. الحوراني في حديثه.

وأشارت إلى أنه علينا أن نتساءل لماذا تم اختيارنا نحن ولماذا هذه المنطقة تحديداً من العالم اختيرت لاحتلال أراضيها، وهو ما دفعنا لبذل الغالي والنفيس للحفاظ على هذه الأمانة، مؤكدة على أن هناك ممارسة منذ زمن بعيد على منطقتنا سياسة التجهيل وللأسف انساق البعض وراءها، وظهرت نتائجها من ما يزيد على عقد من الزمن، وهي سياسة تجهيل لتاريخنا وهويتنا وثقافتنا وانتمائنا وحضارتنا.

ونوهت بأن المناطق التي طالتها يد الإرهاب كان يتم صرف الكثير من الأموال فيها واستقدام الخبراء والفنيين وعلماء الآثار من أجل التنقيب عن الغالي والنفيس منها، وهي آثار غير موجودة أساساً وإنما يقومون بذلك لإثبات وجودهم في أرض لا حق لهم فيها، ولم ولن يتوصلوا إلى نتيجة، مؤكدة أننا نحن أصحاب هذه الأرض وورثة حضارتها، وعلينا أن ندافع عنها بكل ما أوتينا من وعي وفكر وقوة وثقافة، ولا بد من قوة علمية وفكرية وسياسية وإعلامية لذلك، وعلينا أيضاً متابعة دور سورية الكبير في دعم المقاومة بأشكال مختلفة وعلى كل المستويات.

تداخل وتمازج

أما مداخلة د. إبراهيم عبد الكريم فكانت حول التداخل والتمازج بين العلاقة السورية والفلسطينية، فهي علاقة جزء بالكل، إذ إن فلسطين هي الجزء الجنوبي من سورية، مشيراً إلى أن القيادة السورية تعد فلسطين جنوبي سورية وليس جنوب سورية، لأن الياء هنا تؤكد أنها جزء منها وليست تقع في جنوبها، فالثانية تعني أنها منفصلة عنها وتحدها فقط من الجنوب، على حين أنها تعامل كجزء سوري.

وأكد عبد الكريم أن الشعب الفلسطيني وفي لسورية، فجيش التحرير الفلسطيني أسس في سورية واليوم هذا الجيش يقف إلى جانب عناصر الجيش السوري على الجبهات ضد الإرهاب، وكذلك الفصائل الفلسطينية، خاتماً بأن هناك حملة تشكيك كبيرة في الموقف السوري.

مشكلة حقيقية

الطبيب حسين خليل نوه في مداخلته بأن دور سورية محوري ولا يشكك فيه أحد، وأن سورية مقاومة بالفعل وليس مجرد شعارات، ففيها جبهات قتال في الشمال الشرقي وفي الجنوب.

ليتابع د الحوراني المداخلة بقوله: إسرائيل تحشد قواها اليوم في شمال شرق سورية وفي ريف اللاذقية وحتى في حلب التي تشير بعض المصادر إلى أن هناك نية إسرائيلية لاحتلالها، وذلك من أجل إشغال الدولة السورية ريثما يكون العدو الإسرائيلي قد انتهى بشكل أو بآخر من الملف اللبناني، ونحن في الشمال الشرقي هناك مراكز للموساد وفي بعض أرياف حلب هناك زيارات لمسؤولين أميركيين وصهاينة، وعليه فنحن أمام مشكلة حقيقية ولحظة حاسمة سيقتنصها العدو الصهيوني للانقضاض على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن