رياضة

قرار إلغاء اللاعب الأجنبي بين الرفض والقبول والقوطرش يؤكد

| مهند الحسني

لم تكد سلتنا الوطنية تنتهي من مشكلة حتى تجد نفسها أمام مشكلة أكثر تعقيداً، وهذه المشكلات من شأنها أن تعكر صفوها وتعتبر بمنزلة العقبة الكأداء أمام تطورها.

أرسلت أغلبية الأندية قبل أيام قليلة طلبات تؤكد خلالها رغبتها في إلغاء وجود اللاعب الأجنبي في الدوري القادم نظراً للأوضاع التي تمر بها المنطقة إضافة لمعاناة هذه الأندية من ضائقة مالية كبيرة والتعاقد مع اللاعبين الأجانب سيضعها تحت أعباء مالية تزيد من همومها وشجونها، مع العلم أن قرار وجود اللاعب الأجنبي في الدوري المقبل تم إقراره بالجمعية العمومية للعبة التي عقدت قبل شهرين وبموافقة جميع الأندية التي صوتت على القرار بالإجماع.

حديثنا اليوم سيكون عن السجلات المتبادلة بخصوص مطالبة الأندية بإلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب في منافسات دوري الرجال، وما تبع هذه المطالبات من تجاذبات ربما تدفع إلى تدخل صريح من الاتحاد الرياضي العام في قرار اتحاد كرة السلة الذي بني على معطيات اقتنعنا بالكثير منها من أجل تذليل أي منغصات قد تعكر صفو هذه الأندية مع اتحاد السلة في المرحلة الراهنة.

تأكيد ولا عودة

اتصلت «الوطن» برئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش الذي أكد أن مطالبات الأندية بإلغاء وجود اللاعب الأجنبي بالدوري غير صحيح ولن يصب في مصلحة اللعبة، فنحن كاتحاد نسعى إلى لتطوير مستوى اللعبة أكثر بوجود هؤلاء اللاعبين الأجانب الذين يضيفون نكهة تنافسية قوية لمباريات ومتعة سلوية جميلة لمسناها في الموسمين الماضيين، وتابع يقول: وجود قرار اللاعب الأجنبي تم اتخاذه في مؤتمر اللعبة الأخير وبموافقة جميع الأندية التي صوتت على قرار لجنة الاحتراف المركزية، وتغيير القرار أو تعديله لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الجمعية العمومية صاحبة الحق بالتغيير، وعن إمكانية تدخل المكتب التنفيذي في هذه القرار أشار القوطرش: المكتب التنفيذي يحترم عمل اتحاداته، وهذا قرار فني يخص الاتحاد والأستاذ فراس معلا إنسان رياضي ومتفهم ويدرك جيداً ما يقوم به الاتحاد لمصلحة اللعبة، وهو لن يضغط أو يفرض أي قرار بهذا الخصوص، وختم القوطرش حديثه بقوله: إن الأندية التي تتذرع بأن تجد صعوبة في التعاقد مع لاعبين أجانب من الجنسية الأميركية نظراً للأوضاع الأمنية السائدة فعليها التوجه للتعاقد مع لاعبين لبنانيين وخاصة أن الدوري لديهم متوقف، أيضاً عليها التوجه للاعبين المصريين والأردنيين من أجل أن تسير مباريات الدوري بشكل جيد وتكون هناك فائدة فنية لجميع الأندية.

تعقيب المحرر

لم تأت مطالبات الأندية من عبث وإنما جاءت نتيجة ضعف خبرة الاتحاد وحالة التفرد في اتخاذ القرارات من دون مرجعية تشريعية صحيحة وهو الأمر الذي بدا واضحاً في كثير من الحالات في الفترات السابقة عندما كانت تتخذ مثل هذه القرارات في أيام العسل بين الاتحاد وأنديته ليصحو الضمير التشريعي فجأة، فإذا كان فلان مرضياً عنه منح جواز مرور يخوله في خرق الأنظمة والقوانين والتشريعات عكس ذلك صحيح تماماً.

ولأن أنديتنا الرياضية هي وليدة وسطها الرازح في الضعف الإداري والخلل التنظيمي والعشوائية، فلم يكن موقفها أحسن حالاً، فأغلبية هذه الأندية التي تطالب بإلغاء اللاعب الأجنبي خرجت الموسم الماضي بنتيجة صفر على صعيد النتائج الرقمية والمستوى الفني وهو لا يرقى لحجم ما أنفقته من أموال وخيبت آمال جماهيرها العريضة التي كانت هتافاتها وإعلامها كافية لحصد النتائج الجيدة.

مؤسف جداً الجهل التشريعي لأنديتنا المحلية ومؤسف أكثر كلمات الحق التي أريد بها غير ذلك من طرف هذه الإدارات ومحبط جداً موقف القيادة الرياضية في حال التزمت الصمت من دون أن تتخذ القرار الصائب الذي يصب في مصلحة اللعبة، وعلى أقل تقدير أن تمنح اتحاد السلة كامل الحرية في اتخاذ ما يراه مناسباً بحق اللعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن