وزير الإدارة المحلية لـ«الوطن»: جهزنا 20 مركز إيواء لاستقبال الوافدين والعدد الأكبر في ريف دمشق … رغم الحصار.. الدولة السورية مستمرة بإمكاناتها في تقديم الخدمات لمئات الآلاف من الوافدين اللبنانيين والسوريين
| دمشق- محمد منار حميجو – اللاذقية- عبير محمود – حمص- يوسف بدور
تستمر الدولة السورية في استنفارها لاستقبال الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم كل الخدمات التي يحتاجونها على الرغم من الحصار الاقتصادي الجائر، وما رتب عليه من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وآثار الحرب المستمرة على البلاد حسب ما أكدته مصادر مختصة في المجال الإغاثي، مع استمرار توافد الوافدين على الحدود ليقترب العدد إلى 395 ألفاً ما بين وافد وعائد سوري.
وأكد مصدر في إدارة الهجرة والجوازات لـ«الوطن» أنه دخل أمس حتى ساعة إعداد هذا الخبر نحو 3 آلاف وافد لبناني ونحو 2500 عائد سوري.
من جهته أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة- رئيس اللجنة العليا للإغاثة أنه تم تجهيز 20 مركز إيواء 16 منها استقبلت وافدين، على حين هناك أربعة مراكز تم تجهيزها ولم تستقبل بعد وافدين، مشيراً إلى أن تمركز العدد الأكبر من الوافدين في ريف دمشق ومن ثم في حمص تليها بقية المحافظات الأخرى.
وفي تصريح لـ«الوطن» لفت خريطة إلى أن هناك الكثير من الوافدين يقيمون في شقق سكنية وفي فنادق، وخصوصاً أن معظم الفنادق استقبلت وافدين ومن دون مقابل، مشيراً إلى أنه يتم التنسيق مع وزارة السياحة في هذا المجال، إضافة إلى أن هناك مبادرات أهلية لاستيعاب أعداد من الوافدين، ضارباً مثلاً باستقبال ديرين في حمص لأعداد كبيرة منهم، وغيرها من هذه المبادرات.
وأشار إلى أنه يتم التعاون مع المنظمات المعنية في الشؤون الإنسانية ومنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حول هذا الموضوع، لافتاً إلى أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين خلال زيارته الأخيرة إلى سورية عبر عن شكره لسورية حكومة وشعباً لهذا الأداء العالي والمحبة التي أظهرها الشعب السوري، كما أنه أطلق نداء عاجلاً من سورية للمنظمات العاملة في المجال الإغاثي للاستجابة الطارئة للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ولفت خريطة إلى المساعدات الإنسانية التي ترد من الدول الصديقة للوافدين المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، ضارباً مثلاً طائرة المساعدات التي وصلت من باكستان منذ أيام وكذلك طائرة المساعدات التي وصلت من فنزويلا يوم أمس.
وأكد خريطة أن هناك تنسيقاً مع جميع الجهات المعنية في العمل الإغاثي، وأن المساعدات الإغاثية تتنوع ما بين مواد غذائية وأدوية ومواد طبية وغيرها من المواد الإغاثية، ضارباً مثلاً أن التنسيق فيما يخص الأدوية يتم مع وزارة الصحة والتي تقوم من خلال مديرياتها ومراكزها المنتشرة في كل الوحدات الإدارية بتقديم الخدمات اللازمة للوافدين.
مساعدات من إيران وفنزويلا
في إطار مساندة الوافدين من لبنان الشقيق إلى سورية جراء العدوان الصهيوني، وصلت أمس الأحد طائرة مساعدات إنسانية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مطار اللاذقية الدولي.
وتشمل المساعدات مواد غذائية وإغاثية وطبية بما في ذلك 322 خيمة و16 طبلية من المستلزمات الطبية و10 لفات كبيرة من الكابلات الكهربائية و1500 كرتونة من التمديدات الكهربائية و500 مصباح كهربائي و100 كرتونة من أدوات المطبخ و50.000 مجموعة من أدوات المائدة و65.000 كرتونة من المستلزمات الغذائية ولوازم العناية الشخصية و500 كرتونة خبز توست و288 علبة كبيرة معجون طماطم ليصار إلى نقلها وتوزيعها على مستحقيها من الأسر اللبنانية.
وتم تفريغ حمولة الطائرة بإشراف الجهات المختصة بمطار اللاذقية وبالتعاون مع القوات الروسية العاملة في مركز التنسيق الروسي بقاعدة حميميم.
وخلال الشهر الجاري، استقبل مطار اللاذقية طائرتي مساعدات إنسانية من إيران للوافدين من لبنان الشقيق، وتضمنت المساعدات مواد غذائية متنوعة وإغاثية ونظافة شخصية.
كما وصلت طائرة محملة بـ13 طن مساعدات فنزويلية للوافدين من لبنان إلى مطار دمشق الدولي تشمل مواد غذائية ومستلزمات طبية وإغاثية.
في حمص مبادرات أهلية
بَيَّنَ رئيس المجلس البلدي في ربلة زكريا فياض لـ«الوطن» أنه بناء على توجيهات محافظ حمص نمير مخلوف وضمن خطة الإغاثة والاستجابة الطارئة لتسهيل دخول الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين وبالتنسيق مع اللجنة الفرعية للإغاثة بحمص تم استقبال أكثر من 400 عائلة من الأشقاء الوافدين من لبنان في بلدة ربلة والقرى التابعة لها، مشيراً إلى أن أهالي ربلة استقبلوا 295 عائلة في منازلهم كما تم استقبال 20 عائلة في مركز الإيواء بدير السيدة العذراء و43 عائلة في دير مار الياس و19 عائلة في مركز الأرض، كما استقبل أهالي قرية الزراعة التابعة لبلدية ربلة 14 عائلة واستقبل أهالي قرية النزارية 16 عائلة، فيما استقبل أهالي جوسية 3 عائلات.
وأشار فياض إلى أن عدداً من المنظمات غير الحكومية والدولية قامت بتوزيع سلل غذائية وصحية وحفاضات وحليب أطفال للعائلات الوافدة في أماكن إقامتها، إضافة لتواجد فريق طبي تابع لمركز مار يعقوب للإغاثة مهمته تقديم ما تحتاجه العائلات الوافدة من خدمات صحية.
وأشار فياض إلى أنه بهدف تأمين المياه الساخنة والإنارة للعائلات الوافدة المقيمة في مركزي الإيواء باشرت منظمة دعم الكنائس السويسرية بتركيب مشروعي طاقة شمسية للمياه الساخنة ومثلهما للإنارة في مركزي الإيواء في دير السيدة العذراء ودير مار الياس كما قامت المنظمة بإعادة تأهيل المطابخ في المركزين.
من جانب آخر تستمر الجمعيات الأهلية بتقديم شتى أنواع المساعدات للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين على المنافذ الحدودية، وضمن هذا الإطار بين رئيس مجلس إدارة جمعية كريم أنه منذ يوم أمس الأول بدأت الجمعية بتقديم وجبات غذائية للوافدين والعائدين على المنافذ الحدودية، مبيناً أنه تم تقديم نحو 1580 وجبة منذ الأول من أمس وحتى اليوم حيث تم تقديم 265 وجبة في اليوم الأول ومثلها في اليوم الثاني، في حين سيتم اعتباراً من اليوم تقديم 350 وجبة يومياً بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية.
اللاذقية مستمرة في استقبال الوافدين
وتستمر محافظة اللاذقية باستقبال الوافدين من لبنان الشقيق جراء العدوان الصهيوني، مع استنفار كل الجهات لتقديم الخدمات اللازمة لهم وتلبية احتياجاتهم.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الوطن»، فقد وصل عدد العائلات الوافدة (سورية ولبنانية) إلى 1783 عائلة حتى تاريخه، منها 574 عائلة ضمن مراكز الاستضافة وهي مركز الشير، شاليهات العمال وشاليهات الفلاحين في البسيط، شاطئ النخيل، شاليهات الضباط، المدينة الجامعية.
في حين أن تواجد باقي العائلات موزع ما بين «عند الأقارب في المجتمع المحلي وعددها 75 عائلة، و248 عائلة متواجدة في شقق مستأجرة»، ويتم العمل للوصول إلى كل العائلات وتلبية ما تحتاجه بالتنسيق بين كل الجهات في المحافظة.
وعن أبرز الخدمات الصحية التي تقدمها الجهات الطبية في المحافظة، أكد عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل موفق صوفي لـ«الوطن»، العمل على تلبية احتياجات أهلنا الوافدين من لبنان وتسهيل عملية تقديم الخدمات الصحية، مبيناً أنه تم تقديم 6696 خدمة طبية حتى نهاية الأسبوع الماضي، منوهاً بأنه يقبل الوافد اللبناني في مشافي مديرية الصحة وتقدم له كل الخدمات المتوفرة مجاناً.
وأضاف صوفي: إن الخدمات شملت 1780 فحصاً عاماً، 1711 صحة نفسية، 475 صحة إنجابية، 85 لقاحاً روتينياً، 725 تغذية، 342 صحة طفل، 6 خدمات إسعافية، وبلغ عدد متلقي الخدمة في مشافي مديرية الصحة ومشافي الهيئات المستقلة 48 حالة، وقد شملت الخدمات: عمل جراحي – استقصاءات شعاعية – استقصاءات مخبرية – غسيل كلية وبلغ عدد استشفاء المرضى الذين أدرجت أسماؤهم لغسيل الكلية 6 ستة مرضى.
وأكد استنفار منظومة الإسعاف والطوارئ وتأمين سيارات إسعاف مع أطباء أثناء استقبال الوافدين في المدينة الرياضية والقيام بعملية الفرز، ومرافقة الفرق الطبية المكلفة من دائرة برامج الصحة العامة أثناء جولاتها في أماكن إقامة الوافدين، مبيناً أنه تم نقل الحالات التي تتطلب الإسعاف من أماكن إقامة الوافدين إلى المشافي وقد بلغت المهمات المنفذة لهذه الغاية 65 مهمة، منها 11 حالة عولجت بالمكان وباقي المرضى نقلوا إلى المشافي لتلقي العلاج اللازم.
وأشار صوفي إلى فتح نقطة طبية في شاليهات العمل في البسيط، وتشكيل 4 أربعة فرق طبية جوالة، كل فريق يتكون من 6 عناصر، وتجهيز أدوية حسب المتوفر في المناطق الصحية والمراكز، منوهاً بالتنسيق مع الجمعيات والمنظمات لتأمين الخدمات المطلوبة بإشراف مديرية الصحة.
كما أكد عضو المكتب التنفيذي على المتابعة المستمرة للتنسيق بين مديرية الصحة في اللاذقية والجهات المعنية كافة لتذليل العقبات والصعوبات، وتقديم كل الخدمات الصحية والطبية الممكنة بالتعاون بين كل الجهات المعنية في المحافظة.