إيران تستعد لإطلاق قمري «كوثر» و«هدهد» من روسيا في أحدث تعاون فضائي بينهما … طهران: الكيان يسعى للسيطرة على البنية التحتية للمنطقة أو تدميرها
| وكالات
دعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، إلى مقاطعة الكيان الصهيوني ووقف أي نوع من التعاون والتواصل والمشاريع السياسية والاقتصادية معه، وخلال مشاركته في الدورة الـ149 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، أمس، قال رئيس البرلمان الإيراني: إن «الكيان الصهيوني يبحث عن جريمة ضد العالم الإسلامي برمته وليس فقط في لبنان وغزة»، لافتاً إلى أن «هذا الكيان الغاصب وبالمساعدة الشاملة من أميركا وبعض الدول الغربية يسعى لتنفيذ خطته بتكرار هذه الجرائم في كل الأراضي الإسلامية وأيضاً اغتيال أي قائد إسلامي في أي جزء من العالم الإسلامي متى رأى ذلك ضرورياً من دون أن يحاسب ويعاقب»، حسب وكالة «إرنا».
وذكر قاليباف أنه زار لبنان قبل التوجه إلى جنيف، وتحدث مع السلطات اللبنانية والشعب اللبناني بحيث طلبوا منه أن ينقل صوت القمع الذي يتعرض له الشعب اللبناني والفلسطيني وصوت مقاومتهم إلى العالم، لافتاً إلى أن «هذين الشعبين ينتظران من الجميع اتخاذ إجراءات مهمة في هذه الأيام الحاسمة وإذا استطعنا اتخاذ قرار جماعي فإن النصر قريب ونصر اللـه أكيد، وإذا لم ننجح في هذه المهمة فسندفع جميعاً الثمن».
وأشار رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى أن الكيان الصهيوني يسعى للسيطرة على البنية التحتية للمنطقة وفي حال إخفاقه بذلك سيقوم بتدميرها؛ موضحاً بأنه «في مثل هذه الحالة، تكون الوحدة والتآزر معاً مطلباً أمنياً للجميع، مؤكداً استعداد إيران للمساعدة في إيجاد تفاهم أمني مشترك حول هذا الخطر التاريخي الذي يشكله الكيان الصهيوني ولن تيأس من أي جهد لإزالة هذا الخطر.
وذكر قاليباف، أن المقاومة المناهضة للكيان الصهيوني في المنطقة تتطلع إلى مساعدة الأمة الإسلامية لها، لافتاً إلى أنه حان الوقت للتآزر وإيقاف أي نوع من التعاون والتواصل والمشاريع السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني الذي يعيش أضعف حالاته في تاريخه، مما يضعنا في موقع فريد لإنهاء هذا الشر التاريخي في المنطقة.
من جهتها، وفي أعقاب بث الأكاذيب والحرب النفسية الخادعة وفبركة الوثائق المزيفة وادعاءات الكيان الإسرائيلي بأن حركة حماس طلبت 500 مليون دولار من إيران، قالت ممثلية إيران في الأمم المتحدة: «إننا نعتبر الكيان الإسرائيلي كيانا إجرامياً ومناهضاً للبشرية وكذاباً، ولا نعير قيمة لأوهامه»، مضيفةً: «لديهم تاريخ طويل في نشر الأكاذيب وفبركة الوثائق المزيفة والحرب النفسية الخادعة».
بدوره، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن أميركا شريكة ومتواطئة مع الكيان الصهيوني في ارتكاب أخطر الجرائم الدولية، وذلك باعتبارها الداعم السياسي الأهم والممول الرئيس للأسلحة المستخدمة من هذا الكيان في إبادة قطاع غزة والعدوان على لبنان، كما أدان بشدة العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع الطاقة الإيراني، بحجة الرد على العملية الدفاعية الصاروخية التي قامت بها القوات المسلحة الإيرانية ضد الأهداف العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، واعتبرها عملاً غير قانوني وغير مبرر، وأحد أشكال الابتزاز لدعم الكيان الإسرائيلي المارق.
وأشار بقائي إلى أن فرض العقوبات على بلاده تحت ستار دعم الكيان الصهيوني وضمن تحميل المسؤولية الدولية للحكومة الأميركية، سيؤدي إلى زيادة وقاحة وعناد الكيان الصهيوني في مواصلته قتل الأبرياء وتهديد السلام ووحدة المنطقة والعالم، مبيناً أن إدمان الإدارة الأميركية على سياسة التهديد والضغط الأقصى ضد الشعب الإيراني لن يؤثر في إرادة إيران بالدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها الوطنية ومواطنيها ضد أي عدوان أو انتهاك خارجي، واصفاً العملية الصاروخية الإيرانية ضد الأهداف العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، بأنها إجراء قانوني وفقاً للقانون الدولي ويتماشى مع حق إيران الأصيل في الدفاع المشروع عن النفس.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة «تسنيم» أمس، أن تشييع القائد في الحرس الثوري عباس نيلفروشان سيتم في طهران غداً الثلاثاء، وأن موكب الجنازة سينطلق من ميدان «الإمام الحسين» إلى مسقط رأسه في أصفهان، حيث سيقام فيها موكب جنازة منفصل ومراسم دفن له الخميس المقبل.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني قبل ثلاثة أيام في بيان، العثور على جثمان كبير المستشارين الإيرانيين اللواء عباس نيلفروشان الذي كان مع الأمين العام السابق لحزب اللـه حسن نصر اللـه عند اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال: «بعد أيام من عمليات البحث تم العثور على جثمان كبير المستشارين الإيرانيين اللواء عباس نيلفروشان الذي كان قد استشهد إلى جانب سيد المقاومة الشهيد حسن نصر اللـه إثر العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت».
في سياق آخر، أرسلت إيران قمرين اصطناعيين من تصنيعها، إلى روسيا لإطلاقهما في الفضاء بواسطة مركبة فضاء روسية، وفقاً لوكالة «تسنيم» التي قالت: «إن إطلاق القمرين هو أول جهد كبير لقطاع الفضاء الخاص الإيراني، حيث يتعلق الأمر بقمر «كوثر» الذي يمكنه التقاط صور عالية الدقة، و«هدهد»، وهو قمر اصطناعي صغير للاتصالات»، مشيرة إلى أن «كوثر» يمكن استخدامه في الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية ومراقبة البيئة وإدارة الكوارث، أما «هدهد» فهو مصمم للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية ويمكن استخدامه في المناطق النائية التي لا تتوافر فيها سوى إمكانية ضئيلة للوصول إلى الشبكات الأرضية.
وأرسلت روسيا قمرين اصطناعيين إيرانيين إلى الفضاء في شباط 2022، كما نفذت إيران في أيلول الماضي ثاني عملية إطلاق قمر اصطناعي لها هذا العام باستخدام صاروخ من تصنيع الحرس الثوري، في حين عبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم إزاء التعاون بين روسيا وإيران في مجال الفضاء خشية مساعدة روسيا في حربها في أوكرانيا، إضافة إلى مراقبة أهداف عسكرية محتملة في إسرائيل والشرق الأوسط ككل.