هنغاريا حذرت من حرب عالمية ثالثة حال انضمام أوكرانيا إلى الـ«ناتو» … موسكو: زمن هيمنة واشنطن ولّى ونفعل كل ما هو ضروري لضمان أمننا
| وكالات
اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن التفاوض مع الأميركيين بشأن خفض الأسلحة النووية الإستراتيجية «لن يكون أكثر فائدة من المفاوضات مع هتلر» بشأن الهدنة عام 1945، في حين أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن روسيا تفعل كل ما هو ضروري لضمان أمنها ولديها الإمكانات اللازمة لذلك، في حين شدد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، على أن زمن هيمنة واشنطن وبروكسل قد مضى، وإن المستقبل ملك لدول مجموعة «بريكس».
وكتب مدفيديف، في منشور له بقناته الرسمية على تطبيق «تلغرام»: «في محاولته مساعدة تلميذته الحمقاء، صرح بايدن بأنه مستعد للتفاوض بشأن خفض القوات النووية الإستراتيجية مع روسيا من دون شروط مسبقة، إنها وقاحة أخرى للأميركيين، فقط فكر في الأمر: الولايات المتحدة تشن ضدنا حرباً شاملة تقريباً وليست بأي حال من الأحوال هجينة، وتتمنى لبلادنا هزيمة إستراتيجية، لذلك فالمفاوضات حول «ستارت» مع الولايات المتحدة ليست أكثر فائدة من المفاوضات بشأن الهدنة مع هتلر عام 1945»، وفق موقع «روسيا اليوم».
وقبل ذلك، وفي تصريح للصحفيين، لفت مدفيديف إلى أن العلاقات الدولية القائمة على إملاءات دولة على أخرى غير مقبولة من العديد من الدول، مشيراً إلى أن «مجموعة «بريكس» تعد مجموعة جذابة للعديد من الدول، فهي تقدم التعاون على أساس الاحترام المتبادل، كما أنها رابطة أكثر ديمقراطية، وتوفر تفاعلاً وتعاوناً متساوياً ويحظى بالاحترام المتبادل، وهذا يجعلها أكثر جاذبية، خاصة في الوضع الحالي، حيث يتجه المزيد والمزيد من الدول إلى ضرورة بناء العلاقات بطريقة جديدة ولم تعد تقبل العلاقات القائمة على إملاءات دولة على أخرى».
من جهته، ورداً على تصريح رئيس جهاز المخابرات الفيدرالية الألماني برونو كال، حول قدرة روسيا على مهاجمة دول الـ«ناتو» بحلول نهاية العقد، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «لم يسبق أن تحركت روسيا ببنيتها التحتية العسكرية نحو الـ«ناتو»، وكانت العملية دائماً في الاتجاه المعاكس، وكلنا نعرف جميع موجات توسع الـ«ناتو» وجميع الخطوات التي اقتربت فيها البنية التحتية العسكرية للناتو من حدود روسيا، هنا يوجد فهم واضح لمن يشكل خطراً على من»، وفق وكالة «سبوتنيك».
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا تعتبر المحادثات مع الولايات المتحدة حول مخاطر استخدام الأسلحة النووية ضرورية ولا يمكن تأجيلها، لكن يجب النظر في جميع القضايا الأمنية بطريقة شاملة، مع الأخذ بالحسبان الوضع الحالي، مبيناً أن الفضاء هو المجال الوحيد الذي لا يزال التعاون فيه بين وكالتي الفضاء الروسية والأميركية قائماً بشكل لا يمكن تصوره، وقال: «نحن نتابع الأخبار، وكيف يتطور برنامج الفضاء الأميركي».
بدوره، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، أن زمن هيمنة واشنطن وبروكسل قد مضى، والمزيد والمزيد من الدول تختار طريق الحوار والتعاون المتكافئين لمصلحة شعوبها، وليس لإرضاء الولايات المتحدة وتوابعها، وبالتالي فإن المستقبل ملك لدول مجموعة «بريكس»، وقال في قناته على تطبيق «تلغرام»: «بريكس» أصبحت بالفعل مركزاً اقتصادياً رئيساً، هي المستقبل».
وأشار فولودين إلى أن صربيا تعتبر الانضمام إلى مجموعة «بريكس» بديلاً للاتحاد الأوروبي، لأنها لا تعتبر الاتحاد الأوروبي شريكاً، مبيناً أن اقتصاد دول «بريكس» اليوم يتجاوز بشكل كبير مؤشرات «مجموعة السبع»، كما أن الاتحاد الأوروبي في حالة ركود، حيث ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا والنمسا وفنلندا وإستونيا، وتتكبد الصناعة هناك خسائر كبيرة.
وتابع فولودين: «المزيد والمزيد من البلدان تدرك أن «بريكس» هي احتمال وضمان لعالم متعدد الأقطاب، فالمشاركون والمراقبون في المجموعة لا يتعرضون للابتزاز، ولا يضعون شروطاً سخيفة للتعاون ولا يتدخلون في الشؤون السيادية لهذه الدول، على عكس الاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أن مجموعة «بريكس» توحد نحو 10 دول و45 بالمئة من سكان العالم، وتبدي أكثر من 30 دولة أخرى اهتماماً بالمشاركة فيها، وسيحضر ممثلو أكثر من 30 دولة قمة «بريكس» في مدينة قازان الروسية في 22-24 الشهر الحالي.
في سياق ذي صلة، أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، أنه لا يوجد أي بند على جدول أعمال المجر بشأن انضمام أوكرانيا إلى حلف «ناتو»، لأن ذلك يعني مواجهة مباشرة بين الحلف وروسيا وبدء حرب عالمية ثالثة.
وقال سيارتو لوكالة «سبوتنيك»: «في حال أصبحت أوكرانيا عضواً في حلف الـ«ناتو»، سيعني ذلك مواجهة مباشرة بين الـ«ناتو» وروسيا، وهذا يعني حرباً عالمية ثالثة، ونحن نريد فقط تجنب ذلك، مشيراً إلى أن بودابست رسمت خطوطاً حمراء منذ بداية الصراع في أوكرانيا، أحدها أنه يجب بذل كل ما في وسعها لتجنب أي شكل من أشكال المواجهة المباشرة بين الناتو وروسيا، وأوضح أن معظم زملائه من دول «ناتو»، في محادثات مع ممثلي أوكرانيا يسمحون لكييف بالانضمام إلى التحالف، لكنهم يعترفون في دائرة مغلقة بأن هذا مستحيل.
وأردف بالقول»: «ينبغي على المجتمع الدولي أن يولي اهتماماً أكبر بكثير لإيجاد حل دبلوماسي للصراع، لأنه بالتأكيد لا يوجد حل في ساحة المعركة»، وحول تغيير العقيدة النووية الروسية، قال: إن «المخاطر المبينة فيها لن تكون موجودة إذا انتهى الصراع في أوكرانيا».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة ليفادنويه في مقاطعة زابوروجيه والقضاء على 1765 عسكرياً أوكرانياً، وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية لقوات كييف خلال 24 ساعة، كما تصدت القوات الروسية لهجمات شنتها القوات المسلحة الأوكرانية، وكبدتها خسائر فادحة، وذلك في مقاطعة كورسك الروسية، حيث بلغت حصيلة قتلى قوات كييف هناك نحو 22950 فرداً، ومئات الدبابات والمدرعات والأسلحة الأخرى.