عربي ودولي

الكيان صعّد مجازره.. ولازاريني حذّر من خسارة جيل كامل.. بن سول: الوضع كارثي … المقاومة تضرب آليات الاحتلال جنوب القطاع وتستهدف تحشيداته في الشمال

| وكالات

مع دخول عدوانه يومه الـ374، صعد الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مرتكبا المزيد من المجازر عبر استهداف خيام النازحين ومدارس تؤويهم في شمال القطاع ما تسبب بارتقاء عشرات الشهداء والمصابين، على حين ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى زهاء 42300 شهيد إضافة إلى ما يقرب من 98700 مصاب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس من دون احتساب عدد ضحايا المجازر الجديدة.
بالتزامن، واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها النوعية في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف المحاور في القطاع مستهدفة آليات للاحتلال جنوب القطاع، وتحشيداته في شماله، في حين قال مُقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان، بن سول أمس الإثنين، إن الأوضاع في قطاع غزة كارثية بعد مرور عام على الحرب.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس أوردته وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 62 شهيداً و220 جريحاً، وقالت الوزارة: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ374 على القطاع ارتفع إلى 42289 شهيداً و98684 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وفي السياق، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين فجر أمس بقصف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة المنكوب، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال قصفت خيام النازحين داخل المستشفى ما أدى إلى استشهاد 4، وإصابة نحو 70 بجروح وحروق، إضافة إلى اشتعال النيران بعدد كبير من الخيام.
وأفاد متحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، بأن هناك أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى، وأن قسم الاستقبال في المستشفى امتلأ بالجرحى بسبب الأعداد الكبيرة، في حين ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية المؤسسات الدولية والأممية التدخل العاجل والفوري لحماية المستشفيات والكوادر الصحية الفلسطينية من بطش الاحتلال وإجرامه، وارتكب الاحتلال الإسرائيلي مساء أول من أمس مجزرة راح ضحيتها 22 شهيداً و80 جريحاً بقصفه مدرسة تؤوي نازحين شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ولم يكتف الاحتلال بمجزرته في «شهداء الأقصى»، إذ ارتكب أخرى عبر قصف مدرستين تؤويان نازحين ومنازل في مخيم جباليا شمال القطاع، حصدت أرواح العشرات من الأبرياء، حيث استشهد 30 فلسطينياً، وأصيب العشرات أمس إثر قصف طيران الاحتلال مدرستين تؤويان نازحين، ومنازل في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينياً وإصابة آخرين، في حين قصفت مدفعية الاحتلال تجمعاً للفلسطينيين داخل مركز لتوزيع المساعدات في المخيم، ما أدى لاستشهاد 10 على الأقل، وإصابة أكثر من 40 وسط عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إلى المركز وإنقاذ الجرحى، حيث يطلق طيران الاحتلال المسير النار على كل من يحاول الوصول إلى المنطقة.
في الغضون، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ العمليات النوعية عند مختلف محاور القتال في قطاع غزة، ضمن معركة «طوفان الأقصى»؛ رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين، وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105» بالقرب من مسجد الصراط في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب القطاع، كذلك، نشرت الكتائب، شريطاً مصوراً يظهر مشاهد الإيقاع بسرية مشاة «ميكانيكي مؤللة» في كمينٍ محكم في شرق معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها بقذائف الهاون تحشيدات الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم جباليا، في حين أعلن المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أبو خالد أن «مقاتلي المقاومة خاضوا اشتباكاتٍ ضارية مع قوات الاحتلال في مدينة جباليا ومخيمها، من مسافة صفر».
في الأثناء، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» فيليب لازاريني: إن أكثر من 650 ألف طفل في غزة خارج المدرسة ويعانون صدمات نفسية شديدة ويعيشون بين الأنقاض، مشدداً على أن إعادة الأطفال في غزة إلى التعليم «يجب أن تكون أولوية جماعية وعاجلة».
وخلال تسلمه شيكاً من السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري لدعم برامج الوكالة وعملياتها في المنطقة بقيمة 2 مليون دولار، أضاف لازاريني: إن قطاع غزة «لا يستطيع أن يتحمل خسارة جيل كامل»، ولهذا السبب استأنفت الوكالة بعض البرامج التعليمية إلى جانب عملياتها المنقذة للحياة، وفق قناة «المملكة».
ولفت لازاريني النظر إلى أن غزة بعد عام من المعاناة العميقة والخسارة، أصبحت مكاناً لا يمكن التعرف عليه تماماً ومقبرة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، كثير منهم من الأطفال، وأكد أن التجاهل الصارخ للقانون الإنساني الدولي والانهيار شبه الكامل للنظام المدني يشل الاستجابة الإنسانية في غزة، حيث إن «بحراً من الأنقاض حل محل الشوارع السابقة، وتشرد الآن جميع السكان تقريباً».
وحذر لازاريني من العواقب الوخيمة في حال تبني مشروعات القوانين الإسرائيلية المتعلقة بوقف عمل «أونروا»، وذكر أن العدوان الإسرائيلي الأخير في الشمال «مثير للقلق بشكل خاص»، حيث لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه، وفي الجنوب، أصبحت الظروف المعيشية لا تطاق في حين تتأرجح غزة مرة أخرى «على حافة مجاعة من صنع الإنسان».
في سياق متصل، قال بن سول مُقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان، أمس الإثنين، في تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»: إن الأوضاع في قطاع غزة كارثية بعد مرور عام على الحرب، وأضاف: إن معظم المصابين في الحرب الإسرائيلية بغزة من النساء والأطفال.
وأشار إلى أن البنية التحتية والمنشآت العامة دمرت بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وأردف: إن إسرائيل، تستهدف المنشآت المدنية والمستشفيات بغزة في انتهاك واضح للقوانين الدولية، وأكد أن الهجمات الإسرائيلية على غزة عشوائية وتخلف خسائر مدنية كبيرة، مطالباً بتحقيق مستقل في الجرائم الإسرائيلية في غزة ومحاسبة مرتكبيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن