رسائل تحذيرية بالنار للتنظيمات الإرهابية من توسيع رقعة خروقاتها في «خفض التصعيد» … «الحربي» الروسي يدمر مستودعات أسلحة ومعسكرات تدريب لـ«النصرة» و«التركستاني»
| حلب- خالد زنكلو – حماة- محمد احمد خبازي
دك الطيران الحربي الروسي مواقع ومعاقل إرهابيي تنظيم جبهة النصرة و«الحزب الإسلامي التركستاني» في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وريف اللاذقية الشمالي، وتمكن من قتل وجرح أعداد كبيرة من الإرهابيين.
وتأتي الضربات الجوية الروسية للتنظيمات الإرهابية في «خفض التصعيد»، وفي مقدمتها «النصرة»، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، وبعد نحو شهرين من مغادرته أجواء المنطقة، في وقت يعمد فيه التنظيم الإرهابي إلى حشد مقاتليه على جبهات قتال المنطقة بزعم شن عدوان واسع باتجاه نقاط الجيش العربي السوري والمناطق الآمنة، وهي بمنزلة رسالة تحذير للإرهابيين من مغبة الإقدام على أي تهور من هذا القبيل.
وذكرت مصادر أهلية في «خفض التصعيد» أن الهجمات الجوية للمقاتلات الروسية أمس اتسمت بالقوة وشمول بنك الأهداف في أكثر من موقع في المنطقة ابتداء من ريف إدلب الشمالي مروراً بريف المحافظة الغربي وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي، في عملية نوعية يراد منها توجيه رسائل نارية توضح رد فعل سلاح الجو الروسي في حال شن عمل عسكري من «النصرة» على نقاط انتشار الجيش العربي السوري والتجمعات السكنية الآمنة.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن»، أن سلاح الجو الروسي استهل غاراته، التي ناهزت 20 غارة أمس، باستهداف مستودع ذخيرة تحت الأرض ومعسكر تدريب لـ «النصرة» في محيط بلدة كفر جالس التابعة لناحية معرتمصرين شمال مدينة إدلب، ما أدى إلى تدميرهما وقتل وجرح من فيهما من الإرهابيين.
تلا ذلك، حسب قول المصادر، قصف الحربي الروسي معقلاً تابعاً للتنظيم الإرهابي في حرش بسنقول بريف إدلب الغربي، بمحاذاة الطريق الدولي حلب- اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، في المقطع الذي يصل بلدة القياسات ببلدة كفرنبل، حيث شوهد الدخان المتصاعد من موقع الاستهداف من مسافة بعيدة وجرى رصد سيارات إسعاف تهرع إلى المكان.
وأشارت المصادر إلى أن المقاتلات الروسية أغارت على مخابئ «الحزب الإسلامي التركستاني» في تلال كبينة بريف اللاذقية الشمالي، وحققت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين، أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم، قبل أن تعاود قصف الريف المحاذي لمدينة إدلب من جهة الشمال، وذلك قرب بلدة باتنتا ومنطقة الشيخ بحر، واللتين تشكلان أهم معقل للفرع السوري لتنظيم القاعدة في طرف معرتمصرين، حيث سبق استهداف مقرات الإرهابيين في هذه المنطقة أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.
المصادر لفتت إلى أن استمرار الحربي الروسي بالتحليق في سماء إدلب والأرياف المجاورة أمس فرض حالة من الرعب في نفوس إرهابيي «خفض التصعيد»، الذين التجؤوا إلى تحصيناتهم ومخابئهم تحت الأرض دون أن يسلموا من القصف المتكرر والعنيف بالصواريخ الفراغية.
وكانت المقاتلات الروسية، قد نفذت سلسلة غارات بصواريخ شديدة الانفجار، استهدفت في 10 تموز الماضي مواقع ومستودعات إرهابيي «النصرة» في محور بلدة عرب سعيد في طرف مدينة إدلب الغربي، وكذلك في محور بلدة الشيخ سنديان بريف جسر الشغور غرب إدلب، والتي تشكل خط إمداد لسهل الغاب، كما دكت معاقل إرهابيي «أنصار التوحيد» في محبط بلدتي السرمانية ودوير الأكراد بسهل الغاب شمال حماة، وأدت إلى قتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين.
وفي السياق دك الجيش بالمدفعية الثقيلة مواقع الإرهابيين في الرويحة وبينين وكنصفرة وسرمين والترنبة وتفتناز.
وذكر مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الغارات المكثفة والمركزة كبدت النصرة وحلفاءه خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، وأن من بين الإرهابيين القتلى، وعددهم أكثر من 23، إرهابيين من «الإيغور».
وفي ريف حماة، لفت المصدر إلى أن الجيش دك بنيران مدفعيته الثقيلة أيضاً، مواقع للإرهابيين في قسطون والقرقور والمشيك بسهل الغاب الشمالي الغربي، وذلك رداً على اعتداءاتهم بقذائف صاروخية على نقاط له على محور «العمقية» بسهل الغاب.
في البادية الشرقية، بيَّن مصدر ميداني لـ «الوطن»، أن سلاح الجو السوري والروسي المشترك شن عدة غارات أمس على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة كباجب والبشري ببادية دير الزور الجنوبية، وفي منطقة تدمر والسخنة ببادية حمص الشرقية، موضحاً أن الغارات حققت أهدافها بدقة عالية.
من جانب آخر سيّرت القوات الروسية وقوات الاحتلال التركي أمس دورية عسكرية مشتركة، تتألف من 8 عربات لكل من الطرفين، برفقة مروحيتين روسيتين في الأجواء، حسب ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وبينت المصادر أن الدورية انطلقت بدءاً من معبر قرية غريب بريف عين العرب الشرقي وصولاً إلى قرية بندرخان بريف حلب الشرقي، ومن ثم عادت الدورية الروسية أدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها، في حين توجهت عربات الاحتلال التركي باتجاه الداخل التركي.