معرض استعادي للفنان مصطفى علي ضمن أيام الفن التشكيلي
| مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني
ضمن أيام الفن التشكيلي السوري السابع لعام 2024 الذي تنظمه وزارة الثقافة، افتتح النحات السوري مصطفى علي مساء السبت معرضاً فردياً في الغاليري الخاص به بدمشق القديمة، وجمع فيه تجربته المميزة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وبـ18عملاً عكس المراحل المختلفة التي مر بها ووثقها بمنحوتاته التي جاءت متباينة بأحجامها وخاماتها وموضوعاتها.
وتميز المعرض بعرض عمله الفني الجديد «الحصان العربي الأصيل» الذي توج الافتتاح بعد ثلاث سنوات من العمل والتحضير، فلفت الأنظار إليه بحجمه الكبير ودقة نحت تفاصيله الصغيرة.
مجموعة كبيرة
وفي تصريح للصحفيين بينت معاونة وزيرة الثقافة سناء الشوا أن معرض الفنان مصطفى علي جاء ضمن الفعاليات المدرجة خلال أيام الفن التشكيلي السوري، وتضمن مجموعة كبيرة وغنية من أعمال الفنان النحتية بين عامي 1979 و2000 التي عكست تجربته الرائعة.
وأكدت أن هذه الفعالية فرصة للاطلاع على مقتنيات الصالات الخاصة التي لا يقتصر نشاطها فقط على أيام الفن التشكيلي لكن ضمن هذه يكون لها طعم ورونق خاص، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالفنانين المشاركين والأعمال المعروضة.
وعن الجديد الذي تضمنته أيام الفن التشكيلي في هذا العام: أوضحت: «في هذا العام كان الافتتاح بمتحف الفن الذي يعتبر بيت الفنانين، وكان حضوراً قوياً لفن العمل بالفراغ الذي نفذته مجموعة من طلاب كلية الفنون الجميلة، وهناك محاضرات وندوات في كلية الفنون ومعرض لمقتنيات وزارة الثقافة، ونحن نحاول في كل عام أن يكون هناك إضافات جديدة على هذه التظاهرة من خلال الصالات المشاركة وعدد الفنانين الذين نستضيفهم ونوعية الأعمال المعروضة وأيضاً بالأنشطة التي تدرج».
وأضافت: «وأيام الفن التشكيلي هي فسحة لقاء بين فناني سورية لعرض نتاجهم الفكري الذي يكون على مدار العام لكن في هذه المناسبة تتوج تلك الجهود بمعارض نوعية وملتقيات ذات قيمة ومحاضرات مدروسة ونشاطات موجهة، هذا كله يغني ويضيف إلى فعاليات أيام الفن التشكيلي».
مراحل مختلفة
وقال الفنان مصطفى علي: «في هذه المناسبة أحببت أن أختار مجموعة من عام 1979 عندما بدأ عملي يتميز وحتى الآن، وهذه المجموعة تعكس مراحل مختلفة ويجمع بينها الروح والحساسية والأسلوب».
وأضاف: «أحد الأعمال الموجودة جاءت فكرته من حلم رأيته حيث شاهدت نفسي أطير، والأحلام هي رمز للطموح والفنان أو الإنسان من دون أحلام يخسر الكثير، ومن لديه أحلام يرتقي ويصل أماكن أفضل وذات قيمة أعلى».
وعن العمل الجديد الذي تضمنه المعرض، أوضح: «الجديد في المعرض هو الحصان الأصيل الذي بدأت تحضيراته منذ ثلاث سنوات، حيث حفظت تفاصيل الحصان ودرست تشريحه وتعلمت الفرق بين الخيل العربي والأنواع الأخرى، وأكثر ما يميز الفرس العربي أذناه الصغيرتان وحركة جبهته وذقنه وفتحتا الأنف الكبيرتان بالإضافة إلى النحالة والرقة. واقتبست العمل من أقوال امرئ القيس في الحصان الذي يراه كتلة متحركة بطاقة عجيبة وقوة عضلية هائلة وجمال منقطع النظير».
شيخ كار
وبين الفنان التشكيلي بشير بشير أن مصطفى علي فنان قدير وخبرة طويلة وقامة فنية عالية، وهو شيخ كار النحت بأفكاره التعبيرية التي دائماً ما تكون مأخوذة من ذاكرة المكان، والحلم، واليقظة.
وأكد أنه دائماً ما يلاحظ في أعماله التنوع على الرغم من بعض النقاط المشتركة مثل الفراغ والكتلة والخامات التي يعمل عليها، منوهاً بأن كل عمل قدمه اليوم من مجموعته له موضوعه وفكرته التي تعبر عن مراحل حياته المختلفة.
وأشار إلى أن أيام الفن التشكيلي تظاهرة مهمة لدعم الجيل الشاب الجديد، وتشكل ملتقى لجميع الفنانين وهذا أمر ضروري ليطلع كل منهم على آخر نتاجاتهم والتطورات التي أحرزوها في عملهم خلال السنوات السابقة.
تجربة واسعة
وأوضح النحات خالد الجازية أن الفنان مصطفى علي تجربته واسعة جداً وعميقة تمتد لثلاثين أو أربعين سنة وهو اشتغل على حالات إنسانية متعددة حاول فيها أن يترجم داخل الإنسان، وكل عمل عنده يعكس تجربة مميزة لها خصوصيتها، فمرت تجربته بمحطات مختلفة استطاع أن يترجمها بأعماله بصورة صحيحة.