العقوبات الاقتصادية تشكل عبئاً كبيراً على المواطن السوري واليوم أيضاً على الوافدين … وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل لـ«الوطن»: استجابة المنظمات الدولية للوافدين خجولة والاحتياجات كبيرة وبانتظار مساهمات أكبر
| دمشق- محمد منار حميجو – الحسكة- دحام السلطان – حماة- محمد أحمد خبازي
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سمر السباعي أن استجابة المنظمات الدولية حول موضوع الوافدين من لبنان سواء أكانوا عائدين سوريين أم وافدين لبنانيين هي خجولة حتى الآن، مؤكدة أن الاحتياجات كبيرة جداً وبانتظار مساهمات أكبر من هذه المنظمات وخصوصاً عندما نتحدث عن العائلات السورية التي عادت إلى بيوتها، وبالتالي فإن هذه البيوت من الممكن أن يكون بعضها مهدم وأخرى بحاجة إلى ترميم، إضافة إلى حاجتها للعديد من الخدمات وبالتالي فإن الاحتياج كبير جداً.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشفت السباعي أن هناك تواصلاً مع المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن هذه المنظمات من الممكن أنها تنسق مع مكاتبها الإقليمية وتدرس الاحتياجات حول هذا الموضوع.
وأشارت السباعي إلى أنه اليوم الاستجابة من المنظمات غير الحكومية ومن الجهات الحكومية أيضاً كانت بأعلى حدودها مع الأخذ بعين الاعتبار بأنها أساساً كانت تقدم خدمات عديدة للمستفيدين السوريين أنفسهم واليوم تقدم ضمن الاستجابة للوافدين القادمين من لبنان.
ولفتت إلى أن العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب أثرت على كل مفاصل حياة السوريين، مضيفة: الجميع يحاول أن يعمل ضمن الطاقة المتوافرة واليوم مع العدد الكبير من الوافدين أصبح الاحتياج أكبر بكثير حتى نستطيع أن نلبي ما هو لازم وما هو ضروري، مؤكدة أن هذه العقوبات بالمطلق هي ظالمة ولا تستند إلى أي مستند قانوني وليس لها أي جانب إنساني بل على العكس تزيد من المعاناة الإنسانية وتشكل عبئاً كبيراً على المواطن السوري واليوم أيضاً على الوافدين.
من جهته أكد وزير التربية محمد عامر مارديني أنه سمح لأبناء السوريين العائدين وكذلك أبناء الوافدين اللبنانيين في التسجيل في المدارس من دون تميز.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين مارديني أنه بالنسبة للسوريين فإن المنقطع عن الدراسة يتم تدريسه المنهاج «ب»، على حين فإن الذي لم ينقطع عن الدراسة وكان مسجلاً في المدارس فإنه يتابع دراسته بشكل طبيعي بعدما يتم تنظيم تعهد من ولي أمر التلميذ بأنه كان في صف معين ومن ثم يقدم أوراقه ويكمل دراسته بشكل طبيعي وهناك طلاب يتم إجراء سبر لهم.
وزير الإدارة المحلية والسفير الإيراني
من جهته أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة- رئيس اللجنة العليا للإغاثة استمرار دخول الإخوة اللبنانيين من المعابر الحدودية في جديدة يابوس وجوسيه، مشيراً إلى تركز العدد الأكبر من الوافدين في ريف دمشق ثم في حمص تليها بقية المحافظات الأخرى.
وخلال لقائه السفير الإيراني في سورية حسين أكبري أكد استمرار التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية والمنظمات الحكومية والشركاء الوطنيين من خلال اللجنة العليا للإغاثة لتسهيل وتبسيط إجراءات دخول الوافدين عبر المنافذ الحدودية وتأمين الاحتياجات الضرورية والخدمات الصحية وتبسيط الإجراءات بشكل عام.
بدوره أكد السيد أكبري مواصلة التنسيق في موضوع الاستجابة الطارئة للوافدين، ودعم جهود الجمهورية العربية السورية التي فتحت أبوابها للبنانيين وقامت بتأمين احتياجاتهم ومستلزمات إقامتهم الكريمة.
من جهته عرض الأمين العام للهلال الأحمر الإيراني الخدمات والأعمال التي يقوم بها الهلال الأحمر الإيراني لمساعدة الإخوة اللبنانيين الوافدين والنازحين في وطنهم.
وفي الغضون مازالت كوادر الهلال الأحمر العربي السوري مستنفرة على الحدود لاستقبال الوافدين والاستجابة للعائلات وتقديم كل الخدمات التي يحتاجونها، وحسب الصفحة الرسمية للهلال فإن الاستجابة الإنسانية متواصلة للوافدين من لبنان لتلبية احتياجاتهم الطارئة من المعابر الحدودية إلى مكان إقامتهم في المجتمعات المضيفة ومراكز الإيواء.
يتواصل توافد الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين، وحسب مصدر في إدارة الهجرة والجوازات لـ«الوطن» دخل أمس نحو ألفي عائد سوري، وحوالي 2400 وافد لبناني حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
استجابة طارئة
أكد محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح خلال لقائه عدداً من مديري مكاتب الهيئات والمنظمات الدولية العاملة بالشأن الإغاثي والإنساني بالمحافظة، ضرورة زيادة الدعم الإغاثي المقدّم لمواطني الحسكة في ظل الظروف القاهرة والاستثنائية التي يعيشها أبناء المحافظة، داعياً إلى الاستجابة الطارئة لتأمين احتياجات المواطنين المهجّرين والعائدين من لبنان إلى محافظة الحسكة بالتنسيق مع المؤسسات المعنية وذات الشأن بالمحافظة.
وشدد المحافظ خلال الاجتماع على زيادة الدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية لرفد القطاع الصحي وتحسين واقع الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين من خلال استكمال تجهيز المركز الطبي المحدث «اللؤلؤة» وتزويده بالأجهزة الطبية اللازمة لتحويله إلى مشفى حكومي، كي يقدم خدماته المجانية لشريحة واسعة من المواطنين في مدينة الحسكة وأريافها المترامية الأطراف بالمجان، مؤكداً أهمية تدريب وتأهيل الكوادر الطبية والفنية في الهيئة العامة للمشفى الوطني بالقامشلي لتتمكن الطواقم من استثمار الأجهزة الطبية التي تم رفد المشفى بها مؤخراً من قبل منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى تأمين احتياجات استثمار هذه الأجهزة التي وضعت بالخدمة بغية تشغيلها بشكل دائم من أجل تقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية لمحتاجيها عند الضرورة.
ونوه صيوح إلى ضرورة دعم عمل مديرية الصحة والمؤسسات الصحية الفرعية في مناطق المحافظة التابعة لها من أجل إيصال الخدمات الطبية لمستحقيها، إضافة إلى الاستمرار بتأمين أدوية الأمراض المزمنة «ضغط الدم، القلب، السكري»، والعمل على تأمين جلسات غسيل الكلية الصناعية ومستلزماتها للتخفيف من الأعباء المالية على المرضى، في ظل أهمية الدور الذي تؤديه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة مضاعفة هذا الدور وزيادة التمويل المقدم للتوسع بالشريحة المستهدفة وتأمين احتياجات العائدين من لبنان من أبناء المحافظة عبر إنشاء مستودع للطوارئ يتضمن كل الاحتياجات الأساسية وتوزيعها بشكل عاجل للعائدين، والاستمرار بصيانة وإعادة تأهيل المؤسسات الخدمية والبنى التحتية في المحافظة.
بدورهم أعرب مديرو مكاتب الهيئات والمنظمات الدولية عن تقديرهم للتسهيلات المقدمة لعملهم من قبل اللجنة الفرعية للإغاثة ممثلة بمحافظ الحسكة، مؤكدين العمل لزيادة الدعم الإغاثي المقدم للمواطنين لتلبية الاحتياجات المتزايدة ودعم القطاع الصحي والاستجابة الطارئة لاحتياجات العائدين من لبنان إلى المحافظة بالسرعة الممكنة.
حضر اللقاء أعضاء المكتب التنفيذي لقطاعات الشؤون والصحة ومديرا الشؤون والصحة ومديرو مكاتب المنظمات الدولية في المحافظة «مفوضية اللاجئين، الصحة العالمية، العمل ضد الجوع».
في حماة مناقشة الوضع الصحي
وفي حماة بحث أمس مدير الصحة ماهر اليونس باجتماع تنسيقي مع الشركاء من المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية التي تعمل بالشأن الصحي، سبل الاستجابة لوضع العائلات الوافدة من القطر اللبناني الشقيق، ومناقشة الوضع الصحي والتغذوي والاحتياجات والثغرات، ومعالجتها بالتعاون بين المديرية ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف.
وبيَّنَ اليونس أهمية حملة اللقاح التي بدأت أمس الأول وتستمر ليوم الخميس، وشمولها جميع الأطفال من الوافدين مع أهاليهم من لبنان، وإعطائهم اللقاحات المستحقة لهم كالأطفال السوريين تماماً.