إيران علّقت مفاوضاتها مع واشنطن.. وتل أبيب واصلت التهديد.. وعراقجي: مستعدون لأي سيناريو … المقاومة توسع دائرة استهدافاتها والمستوطنون في 190 بلدة إلى الملاجئ
| الوطن
ألحقت المقاومة اللبنانية حيفا بنظيراتها في مستوطنات المطلة وكريات شمونة، وباتت شوارعها مهجورة وسكانها يشعرون بالخوف جراء صواريخ ومسيّرات حزب الله، التي وضعت معادلات جديدة وقلبت موازين التحكم بمسار انتهاء الحرب وفقاً لإنجازاتها وصمودها.
وبعيد ساعات قليلة على هجوم «جولاني» جنوب حيفا، وسعت المقاومة دائرة النار، ووضعت نتانيا وصفد إلى جانب حيفا وتل أبيب داخل هذه الدائرة، والتي وحسب اعتراف إعلام العدو فقد أنزلت صواريخ أرض- أرض التي أطلقت من لبنان مستوطني أكثر من مئة وتسعين بلدة في الكيان إلى الملاجئ.
مقاتلو الحزب أطلقوا صلية صاروخية نوعية على قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب مدينة حيفا المحتلة، حسب بيان نشره الإعلام الحربي على موقعه في «تلغرام»، وشدّد البيان، على أن المقاومة «حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم، ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو».
وفي إطار سلسلة عمليات «خيبر»، ورداً على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها الاحتلال وبنداء «لبيك يا نصر الله»، أطلق مقاتلو الحزب صلية صاروخية نوعية على ثكنة «بيت ليد» شرق نتانيا، حسب ما ذكر الإعلام الحربي في بيان مماثل.
وفي السياق، أقرّ جيش الاحتلال بتفعيل صفارات الإنذار في الوسط بعد عدة عمليات إطلاق من لبنان، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن صفارات الإنذار دوّت في «نتانيا» ومحيطها على نطاق واسع، فيما أعلن جيش الاحتلال أن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ، مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط الكيان بعدما ترددت أنباء عن إطلاق صواريخ من لبنان.
في الأثناء، واصل مقاتلو الحزب تصديهم عند الحدود لمحاولات جيش الاحتلال التسلل، حيث أشار الإعلام الحربي في بيان، أن مقاتلي الحزب خاضوا مع قوات العدو الإسرائيلي اشتباكات عنيفة في بلدة عيتا الشعب بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية، مؤكداً أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حتى تاريخ صدور هذا البيان.
وعقب ذلك بوقت قصير، استهدف مقاتلو الحزب ناقلة جند إسرائيلية بِصاروخٍ موجه أثناء الاشتباكات في عيتا الشعب ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها، وذلك بعد أن هاجموا في وقت سابق من صباح أمس، قوة من جنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها التقدم باتجاه البلدة بقذائف المدفعية والتي أجبروها على التراجع، حسب ما ذكر الإعلام الحربي في بيانين منفصلين، لتؤكد قناة «المنار» في وقت متأخر من مساء أمس أن المقاومة استهدفت 3 دبابات ميركافا للعدو الإسرائيلي في أطراف البلدة بالصواريخ الموجهة وحققت فيها إصابات مؤكدة، وقد شوهدت وهي تحترق بمن فيها وألسنة اللهب والنار تتصاعد منها.
وقبل ذلك، تحدثت تلك الوسائل الإعلامية عن انفجارات عنيفة في الكرمل جنوب حيفا، تزامناً مع إطلاق صفارات الإنذار في مسكفعام ومرغليوت في إصبع الجليل، حسب الإعلام الحربي الذي نقل عن مركز الجليل الطبي في نهاريا تأكيده استقبال 5 جرحى جراء المواجهات عند الحدود مع فلسطين الشمالية مع لبنان، تزامناً مع تأكيد مركز زيف الطبي في صفد: استقباله 7 مصابين في صفوف جيش الاحتلال جراء المعارك عند الحدود الشمالية مع لبنان بالإضافة إلى إصابة من الكرمئيل.
جاء ذلك، في حين أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 116 جندياً إسرائيلياً، أول أمس عند الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى الهجوم الذي شنه مقاتلو الحزب باليوم نفسه على قاعدة جولاني في حيفا.
وأمام هذا القتال البطولي، بدا الارتباك واضحاً على الاحتلال من خلال دعوة جنوده إلى الاختباء من صواريخ الحزب في قنوات الصرف الصحي لكونها «أكثر حماية»! وذلك تزامناً مع مواصلة اعتداءاته على القرى والبلدات والمدن اللبنانية وآخرها مجزرة إيطو قرب زغرتا التي ارتقى خلالَها أكثر من عشرين شهيداً مدنياً.
حالة الارتباك والجنون انسحبت على رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي أكد في مقطع مصور بثّه مكتبه، أن تل أبيب ستهاجم حزب اللـه في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت.
تطورات الجبهة اللبنانية وما يجري في غزة، تزامنت مع تطورات موازية على جبهة التصعيد مع إيران، التي أعلن وزير خارجيتها عباس عراقجي ومن مسقط تعليق بلاده للمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة والتي كانت تجري بوساطة عُمانية، بسبب الوضع الخاص في الشرق الأوسط.
وقال عراقجي للصحفيين: «حالياً لا نرى أي أرضية لهذه المباحثات إلى حين أن نتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة. عندها سنقرر ما إذا كنا سنواصل العمل وكيف»، وتابع: «إيران مستعدة لأي سيناريو في ظل حالة التأهب الإقليمي».
في الأثناء عادت التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على إيران إلى الواجهة مجدداً وعقد في تل أبيب مساء أمس اجتماع أمني مغلق برئاسة نتنياهو لبحث العدوان، فيما سرّب إعلام العدو عن مسؤول إسرائيلي وصفه بالكبير بأن الهجوم على إيران سيكون قبل الانتخابات الأميركية!