على ضفاف الإبداع
| منال محمد يوسف
إنَّ الإبداع الحقيقي هو خير من يُشكل علامة من علامات الإلهام الفكري، وبالتالي قد يدلُّ على تجدّد الخلق الإبداعي والخلق الفكري المستمر.
والإبداع قد يرمز إلى ما يُسمّى «عظمة الإلهام الفكريّ» وقد يعني عدم الاستكانة الفعلية أمام كل ما يحصل من مشاكل مجتمعية، وقد يُشكّل ذاك الشيء المهم الذي تجدر تسميته نطق الأقلام الواعية والأقلام التي تعشق الإبداع وفنونه الجميلة وقد نذرت محابرها من أجله، ومن هنا يمكن لنا أن نعي حقيقة الإبداع، وأهميته المثلى في حياة المجتمعات، ويمكن أن يأتي كتلك الشموس النيرة التي تُشرق بأنوارها الوضاءة على الجميع.
وكلّ هذا يجعل المفهوم الإبداعي يتسع حتى يشمل مدارات الابتكار المتجدّد، ويحاول أن يؤكد بذلك بأن الإبداع يجب أن تحكمه «شمولية التجدّد» وهذا ما يؤكد لنا مجدداً بأن «النور الإبداعي يجب أن تسطع شموسه على مجالات الصعد المختلفة.
ومن هنا نستقرئ حقيقة الإبداع ومفهومه الأبعد، وبالتالي نتأكد بأن الإبداع هو خير من يُمثّل خلق تناص فكريّ عقلاني يجب الانتباه إليه.
إلى فحوى خلقه الجديد المستجد، إلى أشياء تختصر فنون جماليته المُثلى، أو بالأحرى تختصر فرضيات إبداعه وتُسمّ بجوهر ما يُمكن أن تُسمّى به، ما يؤكد لنا من جديد أن الإبداع هو حالة من الرقي الفكريّ والإنسانيّ، وهو صوت العقل وهو قد يُمثّل بلاغة ما يقوله، هو عزف العقل على قيثارة التلفظ الفكريّ.
والتميز هو الإبداع الذي لا تحدّه بحور إذ وقع اسمه على مُسميّات الأشياء، وبات «الألق الإبداعي حاضراً في عواجل الخبر الإبداعيّ» وبالتالي يجعله مُستبصراً في يقين الدهشة اللغوية ويظهر وكأنّه قد «ينضحُ من عيون المعرفة المُثلى» ويرفدُ منابع الإبداع ويجعلها «وثيقة الصلة بما يتبع لها».
وهنا نقصد بالطبع الصلات الإبداعية وعلاقتها بما يُبتدع لاحقاً، فالإبداع وكما يُقال: «لا يُختصر بمنهج أدبي محدد» فهو يُمثّل عملية خلق جديد موجودة في المجالات العلمية والثقافيّة والفنيّة كافة، ونور الإبداع يبقى ما بقي أصحاب العقول وما بقي نوره الحقيقي وخبره المُسمّى يسكن تلافيف وعيهم الإدراكي والحسي.
«فالإبداع هو مناهج من تجلّيات المعرفة الأكيدة والمهمة» هو نطق آخر من منطوق العقل والمنطق التنويري الأسمى الذي يُضيء عوالم الإبداع ويجعلنا نستركن على ضفاف أنهره العظيمة.