زوربا.. والمسؤولون!!
| عبد الفتاح العوض
دعنا نضعك أمام أحد خيارين… إنجاز.. أم استمتاع بالحياة؟
أن تكون زوربا أو أن تكون عالماً.. تاجراً.. أو مسؤولاً؟!
الرواية الشهيرة زوربا تتحدث عن نموذجين من البشر… زوربا بكل ما تعنيه وما تمثله من حب الحياة وجنونها وجموحها وفلسفته الشخصية التي تعلي الروح المتمردة على ما عداها، والنموذج الثاني هو «باسيل» الشخصية المولعة بالكتب والقراءة والتي تبحث عن المال وعن إقامة مشروعه الخاص.
بالنتيجة نحن نتحدث عن رواية، لكن في الحديث عن هاتين الشخصيتين فإننا نحاول أن نوسع الدائرة أكبر.
هل تفضل أن تعيش حياة حرة بلا التزامات إلا مع نفسك، أم تفضل لو أنك تعيش وقد أنجزت شيئاً عظيماً تتحدث عنه الأجيال؟
بصيغة أوضح بلا محاولة تجميل العبارة.. أن تحيا الحياة فعلاً.. أم تنسى الحياة وتقدم إنجازاً آخر؟!
ما حفزني لنقاش هذا الموضوع لقاء شاهدته للفنان العالمي سلفادور دالي.. هذا الرسام «السريالي» بلوحاته وحياته، قال عبارة مذهلة: «أفضل أن أرسم لوحة سيئة وأعيش حياة جميلة». هذا الرجل الذي توفي عام 1989 كتب عنه طبيبه النفسي كتاباً يحلل فيه شخصيته ويعتبر أن العبقرية والجنون اجتمعا معاً في شخصية واحدة.
الكبار اختلفوا حول الموضوع.. المدرسة الأبيقورية تتحدث عن اللذة.. لكنها تقول عنها لذة عقلية.. نيتشة يريد الإنجاز بما سماه قوة الإرادة.. تحدث عن الحياة الطيبة «الفضيلة»، ستيورات ميل قال: السعادة هي المعيار، عش حيث تكون سعيداً.
علماء النفس.. – وأنتم الحكماء- سيكون لديكم رأي واحد.. إن المسألة تحتاج إلى توازن.. شيء من كل شيء وهكذا يقول فرويد «وهو يتحدث عن تلك الحالة من التوازن والانسجام بين «الهو» و«الأنا».
الملاحظ أن الذين يميلون للإبداعات العلمية أقل ميلاً لصخب الحياة وسعادتهم الحقيقية في رؤية ما حلموا به ينبض بالحياة أمامهم، لكنهم ينسون أن ثمة حياة أخرى في عالمهم.
بينما أصحاب الإبداعات الأدبية يجنحون أكثر للعيش بشغف نحو الأشياء التي تقدم لهم «المتعة»، وقلة من الأدباء الذين كانت لهم حياة «منظمة» وعندها يتحول المبدع إلى مبدع وظيفي يقدم عملاً لغاية محددة.
أما نحن الناس العاديين فإننا ملزمون وملتزمون بالحد الأدنى من الجنون ليس حكمة ولا تعقلاً بل لأنه «لا يمكننا التصرف بجنون»!!
أقوال:
• ليس المهم أن تعيش بل أن تعيش جيداً.
• الحياة لا تقدم أجوبة جاهزة.