«عين على الأرض» لمجموعة من الفنانين … وزيرة الثقافة: تجسَّد في اللوحات التجذر والثبات في الأرض بأشكال عدة
| مصعب أيوب – تصوير: طارق السعدوني
بواقع 31 عملاً فنياً تجسدت في 23 لوحة من مختلف الأحجام و8 أعمال نحتية، افتتحت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات معرضاً فنياً لمجموعة من الفنانين بعنوان: «عين على الأرض» في صالة زوايا بدمشق.
عطاء واستمرار
في كلمة لوسائل الإعلام أكدت بركات أننا ما زلنا في احتفالية أيام الفن التشكيلي التي بدأت منذ أيام في المتحف الوطني، ويندرج تحتها عدة فعاليات وأنشطة، ونحن اليوم نجتمع في صالة زوايا نستمتع ونتأمل أعمال الفنانين السوريين المشاركين، وهم فنانون لهم تاريخ عريق ومهم في التشكيل وصنعوا أسماءهم بعناية وجد وبحث وإبداع، إضافة إلى الفنانين الشباب أو من في بداية طريقهم الفني، وقد حاول هؤلاء التعبير بطريقتهم التي تتلاءم مع موضوع هذا المعرض «عين على الأرض»، فجاءت تلك الأعمال حاملة لهذا العنوان بطريقة أو بأخرى من خلال ألوانها ومضمونها وتعبيراتها ورموزها وأحياناً في العناوين التي تمت إضافتها للوحات.
ولفتت إلى أن الارتباط بالجذور والأرض كان دائماً الهاجس الأساس لهؤلاء الفنانين، فوجدنا ذلك متجلياً في أشجار الزيتون وفي الأطفال الذين يبشرون بولادة جديدة واستمرارية وبقاء ومن خلال الوجوه الخائفة والمتعبة والتي تتحدى جميع الظروف في سبيل البحث عن أمل جديد، وهذا صراع دائم في حياتنا لينتصر الحب في النهاية، وتوجهت بالشكر لجميع المشاركين الذين آمنوا بوظيفتهم ورسالتهم، وهي رسالة الحب والعطاء والاستمرار.
معكم أينما كنتم
في كلمة للفنان غسان عقل الذي شارك بثلاث لوحات كبيرة أفاد بأن كل لوحة لها خصوصية معينة وتختلف عن غيرها بالمضمون والشكل واللون وغير ذلك، وقد ركز على الجانب الطفولي في إحدى لوحاته، وجسد في لوحاته الأطفال الذين دفعوا ثمن الحروب دماءهم وحياتهم وطفولتهم وألعابهم، بعد أن هجّروا ودمرت بيوتهم أو فقدوا أحد أفراد عائلتهم.
بينما اتخذ من الطائر رمزاً للقوة والدفاع والصمود والمقاومة على عكس ما يظهر عليه من انكسار وضياع وما يصفه الناس به من ضعف، معتبراً أنه قادر على تحقيق كل شيء والوصول إلى مراده وتحقيق النصر بقوته وعنفوانه.
وعن لوحته الأخيرة يقول: أردت تقديم صورة عن امرأة هجرت من وطنها وغادرت منزلها بعد أن تخلت عن نعيمه وخضرته ودفئه، وقد تعمدت إضافة الحرف العربي على اللوحات لترسيخ القيمة التاريخية والحضارة العربية والأصالة، وإذا تمعنت في قراءة اللوحة ستقرأ عبارة «معكم أينما كنتم».
نضال ومقاومة
أما الفنان جمعة نزهان فيشير إلى أن اللوحة التي شارك فيها تتحدث عن نفسها ولا غموض فيها، إذ إن الإنسان في منطقتنا تضرر بشكل أو بآخر، قبلنا أم لم نقبل، وهو ما نقلته وسائل الإعلام وبدا مهولاً، منوهاً بأن لوحته تعد أقل الصور تعبيراً عن تمسك الأم بابنها وانخراطها به، وخوفها من أن يطوله أي أذى أو ما شابهه في الوقت الذي من المفروض أن تكون هي بحاجة للحماية أساساً.
وأضاف: أردت التعبير عن التجذر في الأرض والتمسك بالحياة والهدف الأسمى والأوحد وهو مواصلة النضال والمقاومة، وهو واجب علينا إظهار هذا الهدف ونقله للعالم، ولاسيما بعد أن تصدرت أخبار القتل والتهجير والتدمير ومشاهد الدماء والعنف جميع الصحف ونشرات الأخبار ومحطات التلفزة العربية والعالمية.
ولفت إلى أنه لسوء الحظ أن الشعب الفلسطيني كان قدره أن يسلب وطنه ويمارس عليه شتى أنواع التعذيب والتهجير والعنف، ولا يكاد ينتهي من اعتداء أو حرب حتى يخوض في واحدة أخرى.
وختم أننا من خلال المشاركة في مثل هذه الفعاليات والمعارض نعبر عن شيء من تضامننا وألمنا وتأثرنا وقوتنا البسيطة أمام قوتهم المتينة والعتيدة، قوتنا بالتعبير بالريشة واللون والقلم، ونقل الصورة الحقيقية التي لا يمل عدونا من تزييفها ويحاول بكل ما أوتي من قوة من أجل طمس هويتنا وثقافتنا وانتمائنا، آملاً بأن يكون هذا المعرض رسالة من فناني سورية وفلسطين لأصحاب المقاومة وأهل الحق في فلسطين ولبنان.
شجرة الزيتون
الفنانة المشاركة غادة حداد وقد شاركت بلوحتين أكدت أن وجود وتجمهر عدد كبير من الفنانين في معرض جماعي كهذا يعني الكثير وله أهمية كبيرة، وهو يعني كل شخص منا لأن الوطن يحتضننا جميعاً، ولفتت إلى أن ما يشغل الجميع اليوم هو الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا في فلسطين ولبنان وحالات الفقد والتهجير والمعاناة المؤلمة التي يعيشها أولئك، وقد تجلى في أعمالها رمزاً للمقاومة والاستمرار تجلى ذلك في الكوفية التي بدت واضحة بإحدى لوحتيها وشجرة الزيتون المعطاء.
وأوضحت أن الفنانين المشاركين مجتمعون من معظم المناطق السورية وجاؤوا ليعبروا عن تأييدهم ودعمهم للمقاومة والمقاومين، وبالطبع كل مشارك ينطق بلسان حال أهل منطقته، ونحن نقف إلى جانب من تهجر من بيته أو بات في الحديقة أو فقد أحد أفراد أسرته أو لا يجد مأوى.
ويأتي هذا المعرض ضمن مجموعة فعاليات تقيمها وزارة الثقافة بالتزامن مع فعالية أيام الفن التشكيلي، ومنها بعض المعارض الخاصة والمحاضرات والندوات التي تعنى بالواقع التشكيلي والقيمة الإبداعية.