استيراد سلالة دودة قز هندية.. مهنا: اقترح تقديم قروض خاصة للمربين والمساعدة في التسويق
| طرطوس- ربا أحمد
أين اختفى الحرير الطبيعي الذي اشتهرت به سورية في أنحاء العالم؟ ولماذا تكاد تندثر تربيته في محافظة طرطوس وهي التي كانت تحتل المرتبة الأولى بإنتاجه؟
أسئلة أجاب عنها بمرارة عدد من المربين لشرانق دودة الحرير الذين تساءلوا كيف سيتم تشجيعهم على العودة لها وثمن بيع كيلو الشرانق وخيوط الحرير لا يتجاوز 75 ألف ليرة، في الوقت الذي يجب أن يبلغ 200 ألف، إضافة إلى غلاء مستلزمات الإنتاج من حوامل وصوان خشبية تبلغ قيمتها ملايين الليرات، فلا قروض خاصة بتربية دودة الحرير ولا أسعار مجزية ولا معمل لشراء الخيوط وتسويقها بعد إغلاق معمل حرير الدريكيش، متمنين دعمها كحال الوردة الشامية التي حققت نتائج مبهرة، والحرير الطبيعي لا يقل قيمة بل له المرتبة الأولى عربياً بنوعية الحرير الطبيعي.
رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة طرطوس وائل حسين أكد استمرار بذل الجهود من وزارة الزراعة لإحياء تربية دودة القز لما لها من أهمية تراثية واقتصادية كبيرة وتعد مصدر دخل لبعض الأسر الريفية في محافظة طرطوس، موضحاً أن المديرية وزعت غراس توت مجانية للأسر الراغبة بتربية دودة القز في كل المناطق وخاصة مناطق الدريكيش والشيخ بدر والصفصافة وبانياس حيث تتركز هذه التربية.
وأضاف: كما قامت وزارة الزراعة بالتعاون مع غرفة تجارة دمشق باستيراد سلالة هندية محسنة وتم توزيعها على المربين بسعر رمزي 350000 ليرة للعلبة الواحدة، مشيراً إلى أن عدد مربي السلالة المستوردة بلغ 18 مربياً والسلالة المحلية 9 مربين، وذكر أن إيجاد أسواق تصريف للمنتجات النهائية يعتبر من أهم الصعوبات التي تواجه التوسع بعملية التربية.
ومن خلال التواصل مع رئيسة مركز تربية حاموش رسلان، ميرفت مهنا أوضحت أنه تم توزيع علب بيض إنتاج محلي على المربين لتربيتها وكذلك قيام مراكز لتربية دودة الحرير بحضانة وتفقيس بيض دودة الحرير وتربية الديدان حتى نهاية العمر الثاني وتوزيعها على المربين مجاناً وذلك بإشراف فنيين، إضافة إلى استيراد علب بيض سلالة هندية هجينة وتفقيسها وتوزيعها على المربين، وفعلاً كان هناك إقبال شديد على السلالة المستوردة لأن إنتاجها جيد ونوعية الشرانق منتجة، وتم اكتتاب عدد جيد من المربين لشرائها العام القادم، علماً أن الدائرة قامت بإنتاج بيض محلي ومن السلالة الهندية وحفظها ضمن المركز للعام القادم في حال لم يتم استيرادها، والمركز يتابع عمل المربين أثناء فترة التربية.
ونوه إلى أن علب البيض الهندي وصلت متأخرة هذا العام ما أثر في نوعية وكمية الشرانق وهي من المفترض أن تصل أثناء العروة الربيعية في نيسان لتعطي أفضل نوعية شرانق.
وعن أسعار الخيوط المتدنية أكدت مهنا أن قيمة كيلو الشرانق حددت من الوزارة بـ75 ألفاً وهو مبلغ متواضع قياساً بتكاليف الإنتاج ووفقاً لاستمارة إلكترونية أعدت لذلك وكانت مطالب المربين برفعها إلى 200 ألف.
وأشارت إلى أن أبرز الصعوبات التي تعترض المربي إضافة إلى الأسعار هو عدم وجود مستلزمات إنتاج حديثة وارتفاع ثمنها في السوق من حوامل وصوان خشبية وشيح وهو ما لم يقدر عليه المربي، وبالتالي فإن إحداث قروض خاصة بتربية دودة الحرير مطلب محق لأن الحرير الطبيعي يستحق كل الدعم، ولاسيما أنه لا يوجد تجار وسوق لتصريف الشرانق والخيوط حيث تطلب إدارة معمل الحرير بالدريكيش إنتاج خمسة أطنان شرانق ليتم فتح دورة إنتاج وهذا الرقم كبير حالياً، لذا فإن الدعم المادي وتقديم مكافآت أو جزاء مادي هو أحد الحلول كما في القمح والتبغ والقطن.