عربي ودولي

موسكو حررت المزيد من الأراضي.. والغرب بدأ يتحدث عن عدم جدوى دعم كييف … هنغاريا تهدد باستخدام «الفيتو» ضد عقوبات أوروبية على النفط الروسي

| وكالات

في حين أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية السيطرة على أكثر من ثلثي أراضي مدينة دزيرجينسك، وأن القوات الروسية تتقدم وتطرد القوات المسلحة الأوكرانية منها، هددت هنغاريا باستخدام حق النقض ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، كما أقرت فنلندا بأن الدول الغربية تعبت من دعم أوكرانيا، بينما أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن إجبار روسيا على إبرام وقف إطلاق النار عسكرياً يبدو احتمالاً بعيداً للغاية.
وإثر النجاحات العسكرية التي حققها الجيش الروسي مؤخراً ووصوله إلى مناطق إستراتيجية، مع إخفاق هجمات نظام كييف رغم الدعم الغربي، وسط تصاعد الدعوات في أوروبا للبحث عن حل سلمي للأزمة في أوكرانيا، هدد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، بأنه إذا تم حرمان بلاده من الإعفاء من العقوبات بشأن شراء النفط من خط أنابيب النفط الروسي الواصل لسلوفاكيا عبر بلاده، فإن بودابست ستستخدم حق النقض ضد العقوبات ذاتها بوجه الاتحاد الأوروبي.
وقال سيارتو لوكالة «سبوتنيك» أمس: «عادة ما تتم مراجعة العقوبات كل 6 أشهر، وبينما يتم تطبيق العقوبات، يجب أن تظل هذه الاستثناءات (على إمدادات النفط عبر خط أنابيب «دروجبا»، الذي يمر عبر أوكرانيا ويزود جزئياً مصافي التكرير المجرية والسلوفاكية) سارية المفعول، وإلا فإننا سنستخدم حق النقض ضد العقوبات»، مشيراً إلى أن زعماء بقية دول الاتحاد الأوروبي يفهمون ذلك جيداً، ولهذا السبب يتم منح الاستثناءات.
وأوضح سيارتو أن المجر وشركة «غازبروم» تناقشان اتفاقاً لعام 2025، بشأن مشتريات إضافية من الغاز من بودابست مع الحفاظ على سعر تنافسي، لزيادة حجم الوقود المستورد، ومن المخطط استخدام الإمكانات الكاملة للسيل التركي، مشدداً على أن التعاون الصادق بين «غازبروم» وهنغاريا، كان أساساً مستقراً لإمدادات البلاد الآمنة، ولم تواجه بودابست أي مشكلات على مدار فترة التعاون الطويلة بأكملها.
بدوره، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن إجبار روسيا على إبرام وقف إطلاق النار عسكرياً يبدو احتمالاً بعيداً للغاية، وقال في أعقاب اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس: «هناك منطق إستراتيجي في تعزيز أوكرانيا سياسياً وعسكرياً لإجبار بوتين، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن يجب أن أعترف بأن هذا يبدو احتمالاً بعيداً جداً».
من جهته، اعترفت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين بأن الدول الغربية تعبت من دعم أوكرانيا وتأمل بشكل متزايد في التسوية مع روسيا بشكل أو بآخر، وقالت في حديث لصحيفة «فايننشال تايمز»: «تعبت الدول الغربية من دعمها لأوكرانيا وتأمل أكثر فأكثر بتسوية النزاع بشكل أو بآخر».
كما اعترفت بأن تصعيد حدة التوتر في الشرق الأوسط صرف انتباه وموارد المجتمع الدولي، كما دفع العديد من البلدان للتفكير في البحث عن التسوية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن العديد من الدول وخاصة في ظل توقعات الحرب في الشرق الأوسط، باتت ترى أنه من الأجدى تحقيق التسوية وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
من جانبه، أكد نائب رئيس حزب سميير الاجتماعي الديمقراطي الحاكم في سلوفاكيا عضو البرلمان الأوروبي لوبوش بلاها، رفضه إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وفرض العقوبات الأوروبية على روسيا، وقال على حسابه على شبكة «التلغرام»: «نرفض تصعيد الصراع في أوكرانيا ولا نريد لأطفالنا أن يموتوا في الحرب»، لافتاً إلى الحقيقة التاريخية التي تتحدث عن أن الفاشية والحروب تأتي دائماً من الغرب في حين يأتي السلام من الشرق، داعياً إلى إنهاء الكراهية تجاه روسيا، وفق وكالة «سبوتنيك».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة ليفادنويه في مقاطعة زابوروجيه والقضاء على 1575 عسكرياً أوكرانياً، وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية لقوات كييف خلال 24 ساعة، في حين أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية السيطرة على أكثر من ثلثي أراضي مدينة دزيرجينسك، وأن القوات الروسية تتقدم وتطرد القوات المسلحة الأوكرانية منها، مشيرة إلى أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية منذ بدء العمليات القتالية على محور كورسك، بلغت أكثر من 23150 عسكرياً و158 دبابة.
وتهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 شباط 2022، إلى حماية سكان دونباس، الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من قبل نظام كييف، لسنوات، كما أفشلت القوات الروسية ما يسمى بـ«الهجوم المضاد» الأوكراني، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الكبير الذي قدمه حلف الناتو وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن