واشنطن تتنصل من مجازر إسرائيل وتدعم «يونيفيل» والحل الدبلوماسي في لبنان ولا تريد التورط في حرب إقليمية! … حزب اللـه يسقط طائرتي «هرمز».. وصواريخه تصل إلى حيفا وضواحي تل أبيب
| الوطن
بفشل ميداني وسياسي، واصلت إسرائيل حرب الإبادة الممتدة من غزة إلى لبنان، في عدوان مفتوح غير واضح الأهداف والنهايات، مع إصرار المقاومة على التصدي ورد الاعتداءات، وتذكير العدو بقدرتها على الصمود إلى أبعد ما يتوقع حتى داعميه.
حزب اللـه واصل أمس رده على العدوان وهاجم مواقع الاحتلال ومستوطناته وتجمعات جنوده وآلياته على الحدود اللبنانية وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة التي كان من أبرزها مدينة حيفا وضواحي تل أبيب اللتين استهدفهما بصليات صاروخية، بعد أن أسقط طائرتين مسيرتين من نوع «هرمز 450».
وبينما استمر الحزب في تصديه لمحاولات جنوده التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر الاشتباك المباشر معهم، أقر الاحتلال بإصابة 22 جندياً إسرائيلياً عند الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان خلال الـ24 ساعة، بالتوازي مع تكثيف غاراته على منازل المدنيين في لبنان، موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى.
الإعلام الحربي أكد في بيان نشره على موقعه في «تلغرام» أن مقاتلي الحزب أطلقوا صلية صاروخية، مساء الإثنين، على ضواحي تل أبيب في فلسطين المحتلة.
وشدد البيان على أن العملية جاءت دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجيّة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.
وجاء ذلك، بعد أن أسقطت وحدات الدفاع الجوي في الحزب وفي الدقائق الأولى من فجر أمس طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع «هرمز 450»، حسبما ذكر الإعلام الحربي في بيان مماثل، الذي أصدر بيان آخر في وقت لاحق مساء أمس أعلن فيه إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية ثانية من طراز «هرمز 450» خلال الساعات الـ 24 الماضية.
بدوره، أشار جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أنه رصد 20 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه خليج حيفا، وفق الإعلام الحربي.
وفي سياق ذلك، واصل مقاتلو الحزب تصديهم لمحاولات الاحتلال التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية، حيث ذكر الإعلام الحربي في بيان أنه وأثناء محاولة تسلل قوة مشاة للعدو الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبك مقاتلو الحزب معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية، مشيراً إلى أن الاشتباكات مازالت مستمرة حتى إعداد هذا البيان.
قناة «المنار» ذكرت أن مجاهدي المقاومة استهدفوا ثلاث جرافات ودبابة ميركافا على أطراف راميا بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها، لتؤكد لاحقاً استهداف المقاومة دبابة ثانية أثناء محاولة تقدمها إلى أطراف البلدة بصاروخ موجه ما أدى لاحتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وفي وقت لاحق أمس أعلن حزب اللـه أن العدو الإسرائيلي أقدم على إطلاق صواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً على مناطق مختلفة في لبنان، واعتبر الحزب في بيان له أن هذه الجريمة الهمجية والتي تضاف إلى سلسلة جرائم العدو الإسرائيلي ضدّ الشعبين اللبناني والفلسطيني تؤكد عجزه الفاضح في ميدان المواجهة المباشرة مع مجاهدي المقاومة اللبنانية، واستهتاره الفاضح بكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ولاسيما في زمن الحرب.
إلى ذلك، اعتبر نائب الأمين العام لحزب اللـه نعيم قاسم في كلمة متلفزة أمس أن الحل بوقف إطلاق النار مع تأكيده قدرة الحزب على استهداف أي نقطة داخل الكيان الإسرائيلي.
وقال قاسم: «منذ أسبوع قررنا تنفيذ معادلة إيلام العدو، والصواريخ أصبحت تصل حيفا وما بعدها كما أرادنا سيدنا حسن نصر الله»، وأضاف: إن «صواريخنا طالت تل أبيب ودفعنا مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ وعطلنا مطار بن غوريون»، وأكد أن حزب اللـه «يستطيع استهداف أي نقطة في الكيان الإسرائيلي وسنختار النقطة المناسبة»، مشيراً إلى أن «معادلة إيلام العدو ستستمر».
وأضاف قاسم: «أقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية إن الحل هو وقف إطلاق النار، أقول للإسرائيليين لا تصدقوا ما يعلنه مسؤولوكم وانظروا إلى قتلاكم في الحرب»، وتابع: «العالم وبريطانيا وفرنسا وأميركا متواطئون مع الإجرام الإسرائيلي».
وشدد على أن «المقاومة لن تهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا العز»، مضيفاً: «الحل بوقف إطلاق النار ولا نتحدث من موقف ضعف وإذا كان الإسرائيلي لا يريد ذلك فنحن مستمرون، وبعد وقف إطلاق النار حسب اتفاق غير مباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى».
وأكد قاسم أنه «في لبنان لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين ولا المنطقة عن فلسطين»، وتابع «الاحتلال ظل في لبنان 22 عاماً ولم يخرج إلا بالمقاومة».
في سياق متصل، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: إن الحكومة قررت تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، وتحدث عن ضمانات أميركية لخفض التصعيد في بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وفي تصريحات صحفية، أكد ميقاتي أن الحكومة تسعى لإقرار وقف النار وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية، وقال: إن الجيش اللبناني قادر على تنفيذ هذا القرار بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة «يونيفيل».
ومع عجز تل أبيب عن إحراز أي من الأهداف التي رسمتها في عدوانها على لبنان، ارتفع منسوب التصريحات الأميركية الداعية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وأعلن البيت الأبيض أن قوات «يونيفيل» تقوم بدور مهم في حفظ السلام في لبنان وواشنطن تريد من الجميع احترامه بمن فيهم إسرائيل، مؤكداً مواصلة العمل على دعم حل دبلوماسي في لبنان.
الخارجية الأميركية قالت بدورها إن واشنطن أوضحت للإسرائيليين بأنها تعارض حملة الغارات الجوية على بيروت وتراقب التزامهم بذلك.
وعلى حين أكد البنتاغون أن نصب بطارية ثاد في إسرائيل يهدف إلى تعزيز دفاعاتها وليس جر الولايات المتحدة إلى نزاع إقليمي أوسع، معتبراً أن الخطوة هي إجراء مؤقت يهدف إلى دعم الدفاع عنها في حال تعرضها لهجوم إيراني آخر، وقال البيت الأبيض: إن ما أسماه الرد الإسرائيلي على إيران قرار يعود لتل أبيب، وشدد على ضرورة التصرف بشكل عاجل تجاه الوضع الإنساني في غزة، وذلك في أعقاب تأكيد الخارجية الأميركية أنه من المرعب رؤية الناس يحترقون حتى الموت.
التنصل الأميركي من المجازر الإسرائيلية جاء مع استمرار العدوان على غزة لليوم الـ375، حيث ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى نحو 42350 شهيداً إضافة إلى ما يزيد على 99 ألف مصاب، على حين واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال في مختلف محاور التوغل في القطاع وعملياتها النوعية مكبدة العدو المزيد من الخسائر، وبالتزامن مع ذلك قتل ضابط إسرائيلي وأصيب آخرون بعملية إطلاق نار في موقعين بمدينة أسدود في الأراضي المحتلة عام 1948.