قرغيزستان رفضت الاستجابة لضغوط الغرب لعدم التعاون مع روسيا … موسكو: واشنطن ولندن تدفعان ألمانيا نحو الانتحار
| وكالات
بينما يواصل نظام كييف توسل الغرب لتقديم المزيد من الأموال والمعدات العسكرية، حذر مجلس «الدوما» الروسي من أن استحداث الـ«ناتو» مركز تنسيق تسليح أوكرانيا في ألمانيا لن يؤدي إلا إلى مفاقمة وضع أوكرانيا ودمارها، في حين أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة هي السبب الأساس والدولة الوحيدة التي تزيد من خطر الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وبدوره أكد رئيس قرغيزستان سادير جاباروف، أن بلاده لا يمكنها رفض التعاون مع روسيا الاتحادية، رغم طلبات الدول الغربية.
وقال جاباروف، في مقابلة مع وكالة «كابار» القرغيزية أمس: «منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تواصل الدول الغربية إدانة روسيا، بالطبع، هناك دول غربية تطلب منا عدم التعاون مع روسيا، لكنني أجيبها دائماً بصراحة وصدق، بأنه لا يمكننا رفض التعاون مع روسيا»، مشيراً إلى أن بلاده تشتري النفط والغاز والقمح والمنتجات الغذائية من روسيا، كما تمر العديد من الطرق والسكك الحديدية من قرغيزستان عبر روسيا، إضافة إلى وجود نحو مليون مهاجر من العمال القرغيزيين على الأراضي الروسية.
وتساءل جاباروف: «كيف يمكننا ألا نتعاون مع روسيا؟ وأنتم أنفسكم، (بعض دول الاتحاد الأوروبي)، رغم العقوبات، تواصلون العمل مع روسيا، وتتعاون معها بهدوء، لكن تقولون لنا لا تتعاونوا، هذا مطلب غير عادل، هذا ما أجيب عنه مباشرة».
بدورها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة هي السبب الأساسي والدولة الوحيدة التي تزيد من خطر الصراع في شبه الجزيرة الكورية، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها عبر قناتها على «تلغرام» أمس: «الأسلوب الأميركي الكلاسيكي استثارة تصعيد الوضع، وإلقاء اللوم على المتورطين قسراً في كل شيء»، مشيرة إلى أن الدولة الوحيدة التي تزيد من خطر الصراع في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ هي الولايات المتحدة، فهي تنتظر بفارغ الصبر بل تحلم برؤية المنطقة هنا تحترق أيضاً.
من جهة أخرى، حذر عضو مجلس «الدوما» الروسي ليونيد إيفليف من أن استحداث الـ«ناتو» مركز تنسيق تسليح أوكرانيا في ألمانيا لن يؤدي إلا إلى مفاقمة وضع أوكرانيا ودمارها، ولن يضرّ إلا بـ«نقانق» ألمانيا، وقال إيفليف لوكالة «نوفوستي»: سيؤدي هذا المركز إلى تفاقم الوضع وإلحاق ضرر أكبر بأوكرانيا ودمارها في نهاية المطاف، كما أن النهج المعادي لروسيا الذي تبناه الأمين العام لحلف «ناتو» مارك روته، مشوب بتصور خاطئ عن الوضع الحقيقي على الأرض، حيث تتكبد القوات الأوكرانية مئات وحتى آلاف القتلى كل يوم، إضافة إلى المعدات العسكرية المدمرة والمحترقة، لا يأخذ الحلف بالحسبان حياة الشعب الأوكراني».
وتابع: «لم يغير تناوب قادة «ناتو» أبداً جوهر هذا الحلف العدواني من أجل كسب تأييد واشنطن، يسعى روته إلى جر دول الحلف بشكل متزايد إلى الحرب مع روسيا، في الواقع، لا يمكن لكتيبتين من مسؤولي المركز الجديد لحلف «ناتو» في منتجع فيسبادن غرب ألمانيا إلحاق أضرار جسيمة إلا لبيرة فرانكفورت والنقانق مع الملفوف المطهي».
من جهته، اعتبر فلاديمير روغوف رئيس المجلس الاجتماعي الروسي أن مدينة فيسبادن الألمانية التي اختارها الـ«ناتو» مقراً لمركز دعم وتسليح أوكرانيا ستصبح موطناً لدعم النازيين الجدد، مشيراً إلى أن «ألمانيا على ما يبدو لم تتوصل إلى أي استنتاجات تاريخية وتتبع نهج الأنغلوساكسونيين وتنخرط أكثر فأكثر في نزاع أوكرانيا، الولايات المتحدة وبريطانيا تدفعان ألمانيا بحنكة نحو الانتحار»، وأضاف: «عوضاً عن الحفاظ على فيسبادن واحدة من أقدم المنتجعات الأوروبية، ستحظى هذه المدينة بسمعة سيئة وسينتظرها مصير محزن بجعلها موطناً لدعم النازيين الجدد»، ووافقت دول «ناتو» أثناء قمة الحلف في واشنطن في الصيف الماضي على إنشاء مركز للحلف في فيسبادن بألمانيا لتنسيق تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
في السياق، واصل نظام كييف توسل الغرب لتقديم المزيد من الأموال والمعدات العسكرية، حيث أشار أوليغ سوسكين مستشار الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما في حديث عبر «يوتيوب» إلى أن «فلاديمير زيلينسكي يتوسل لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز في ألمانيا، حتى يتمكنوا من التحدث على الهامش في مكان ما في الردهة»، مبيناً أن رئيس نظام كييف لم يعد مهماً بالنسبة للقادة الغربيين، بل يمكن القول إن «نظام زيلينسكي يحتضر الآن»، وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية، الأحد الماضي أن الرئيس الأميركي يعتزم زيارة برلين هذا الأسبوع، للقاء المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس البلاد فرانك فالتر شتاينماير غداً.
من جانبها، أفادت صحيفة «بوليتيكو» بأن فرنسا لن تفي بوعدها بتقديم مساعدات بقيمة 3 مليارات يورو لأوكرانيا هذا العام بسبب عجز الميزانية الفرنسية، ونقلت عن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو قوله: «في بداية عام 2024، كان هناك قرار سياسي بأن هذه المساعدة يمكن أن تصل إلى 3 مليارات يورو، في الواقع، ستكون نحو 2 مليار يورو، وليس 3 مليارات يورو»، لافتةً إلى أن فرنسا اضطرت إلى خفض الإنفاق على المساعدة لأوكرانيا، لأن العجز في الميزانية لعام 2024 قد يصل إلى نحو 6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن سلاح الجو الروسي استهدف مصنعاً للدبابات في مقاطعة نيكولاييف جنوب أوكرانيا، إضافة إلى تحرير بلدة نيفسكويه في لوغانسك وبلدة كراسني يار في دونيتسك والقضاء على 1820عسكرياً أوكرانياً، وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة لقوات كييف خلال 24 ساعة.