شؤون محلية

لقائد الإداري

| يونس خلف

ليس صحيحاً أن كل المؤسسات الضعيفة والغائبة والنائمة تعاني ضعفاً في الإمكانات وأن سبب الضعف هو عدم توفر بعض المتطلبات. الصحيح هو أن أي مراقب لوقائع العمل يستطيع أن يفرز بين العجز في الأداء والعجز في الإمكانات بين ضعف الإدارة ونقص الإمكانات. لكن هل ثمة من يراقب ويتابع ويفرز ويحاسب؟

وعندما يغيب ذلك كله علينا أن نضمن الأداء الأمثل من خلال حسن الاختيار ونزاهته وعدالته لأن ذلك من أهم عوامل النهوض بمؤسساتنا وتطويرها.

من هنا تأتي أهمية وضع الإدارات الضعيفة تحت مجهر الأزمة.. ماذا فعلت وهل استطاعت التغلب على بعض الصعاب المتعلقة بالأداء؟ وهل تتمتع بروح المبادرة أم إنها تتسابق مع الزمن لاستغلال ظروف الأزمة لمصالحها؟

ولعله من الطبيعي أن الأزمات والظروف الصعبة تكشف الإمكانات والقدرات الإدارية الضعيفة لدى العديد ممن جاؤوا إلى المواقع الإدارية عن طريق الخطأ. لأن مثل هؤلاء جاؤوا وهم يفتقرون لمقومات تحمل المسؤولية وثقافة التعامل مع الناس وغياب الخبرة في التغلب على الصعاب.. فهذه الأمور من أول المتطلبات الواجب توافرها في القيادة الإدارية حتى تتمكن من إنجاز مهامها بكفاءة عالية، يضاف إليها بعض السمات الشخصية الأخرى التي تلعب دوراً بارزاً في أداء القائد الإداري ولاسيما ما يتصل بالموضوعية والانضباط وحسن الأداء والنشاط والمبادرة والقدوة الحسنة.

اليوم تدفعنا تداعيات الأزمة والظروف الصعبة لتذكير بعضنا بأهمية أن تنتقل مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب من الحيز النظري إلى واقع وفعل مؤثر في حياتنا اليومية وإلى التطبيق الحقيقي بعيداً عن الشعارات.

وهنا يمكن أن نقدم أمثلة كثيرة عن عجز بعض القيادات الإدارية عن تفعيل العمل والانتقال من الخسارة إلى الربح، ومن هذه الأمثلة عجز بعض الإدارات عن وضع ضوابط وآليات عمل تضمن وصول السلع والمواد الأساسية إلى المواطن ومنع التلاعب والمتاجرة بها من السماسرة.

ومن الأمثلة أيضاً عجز بعض الإدارات عن قيادة المؤسسة في الاتجاه الصحيح، وأكثر من ذلك التستر على الأخطاء والتجاوزات التي تحصل بدلاً من معالجتها، وهنا يمكن أن نذكر أمثلة كثيرة عن الفوضى المنتشرة في بعض المؤسسات بدءاً من بالمخالفات والتجاوزات الإدارية وصولاً إلى عدم القيام بالحد الأدنى من الواجبات الوظيفية.

مثل هذه الإدارات الغائبة والضعيفة بحاجة إلى وقفة للتأمل وإعادة النظر في أسس ومعايير الاختيار عند التفكير بإدارات بديلة كي نتجنب التكرار في الخطأ نفسه عندما نقرر المجيء بإدارات بديلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن