القائم بالأعمال اللبناني: نشكر الحكومة السورية على كل الجهود التي قامت بها لتسهيل دخول اللبنانيين … وزير الإدارة المحلية: تقديم الاستجابة لكل الوافدين إلى سورية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى لبنان
| دمشق- الوطن – اللاذقية- عبير محمود – حماة-محمد أحمد خبازي – حمص-يوسف بدور
أشار وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة- رئيس اللجنة العليا للإغاثة إلى جهود المؤسسات الرسمية والمجتمعية ودورها لتقديم الاستجابة لكل الوافدين إلى سورية، وكذلك تسهيل إيصال قوافل المساعدات الإنسانية إلى لبنان.
وبحث خريطة أمس مع القائم بأعمال السفارة اللبنانية بدمشق السيد طلال ضاهر سبل تعزيز التنسيق والتعاون، خاصة في الظروف الحالية مع استمرار العدوان الإسرائيلي السافر على لبنان الشقيق، والذي يستوجب المتابعة الدائمة لتقديم الاستجابة الطارئة والمناسبة للوافدين والاستجابة المخططة تحسباً لحدوث موجات وفود جديدة.
من جانبه أعرب ضاهر عن شكره لحكومة السورية على كل الجهود التي قامت بها لتسهيل دخول اللبنانيين إلى سورية وتأمين احتياجاتهم من خلال الاستجابة الطارئة لهم، مشيراً لأهمية التنسيق المستمر بين الجانبين لمتابعة أوضاع اللبنانيين الموجودين في سورية والعمل لتأمين الاستجابة اللازمة لهم.
وفي اجتماع آخر مع ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية مورييل مافيكو عرض الوزير خريطة الإجراءات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية للوافدين اللبنانيين، مشيراً إلى الجولات التفقدية إلى المعابر الحدودية في جديدة يابوس وجوسيه، بالإضافة لتفقد مراكز الإيواء والاطلاع على أوضاع الوافدين.
من جانبها أعربت مافيكو عن شكرها لكل الجهود والتسهيلات المقدمة للصندوق لتسهيل نقل المواد والمستلزمات والتجهيزات وإيصالها للوافدين.
وبحسب مصدر في إدارة الهجرة والجوازات لـ«الوطن» دخل أمس نحو 4 آلاف وافد لبناني وأكثر من ألفي عائد سوري حتى ساعة إعداد الخبر.
خدمات صحية
من جهته أكد مدير صحة ريف دمشق ياسين نعنوس أنه منذ بداية دخول الوافدين عبر معبر جديدة يابوس، يتم تقديم جميع الخدمات الصحية بشكل مجاني وكامل، ورفد النقطة الطبية الموجودة في الحدود بعدد إضافي من الأطباء ، حيث وصل عددهم في المعبر إلى 10 أطباء ومثلهم من الممرضين، مع تخصيص 4 سيارات إسعاف إحداها عيادة متنقلة قدمت حتى الآن نحو 4000 خدمة صحية، من ضمنها اللقاح والصحة الإنجابية والتغذية والدعم النفسي، إضافة إلى نقل أكثر من 70 حالة إسعافية إلى مشافي دمشق وريفها.
وفي تصريح له نقلته وكالة سانا للأنباء أوضح نعنوس أن عدد الوافدين في مركز الإقامة بالحرجلة وصل إلى 300 أسرة تضم 1000 فرد تقدم لهم الاحتياجات الإغاثية اللازمة، مشيراً إلى أن مديرية الصحة افتتحت نقطة طبية في الـ29 من أيلول الماضي تضم طبيبين وأربعة ممرضين لتقديم جميع المعاينات اللازمة على مدار الساعة، وتم تخصيص سيارتي إسعاف وعيادة متنقلة وفريق جوال، لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، حيث بلغ عدد الخدمات الصحية المقدمة في الحرجلة نحو 700 من ضمنها 100 خدمة رعاية صحية أولية.
يشار إلى أنه رغم الإمكانات المحدودة بسبب ظروف الحرب والحصار الجائر على سورية وصل العدد الإجمالي للخدمات الطبية في جميع المعابر ومراكز الإيواء إلى الآن 42671 خدمة، منها 4403 لقاحات روتينية للأطفال، و82 لقاح كزاز للسيدات في سن الإنجاب، و200 خدمة ترصد للأمراض المشمولة باللقاح.
أيادٍ بيضاء في حماة
وبيَّنَ مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في حماة كامل رمضان لـ«الوطن»، أن عدد الوافدين من لبنان الشقيق جراء العدوان الإسرائيلي لتاريخه بلغ نحو 1329 شخصاً، وأن الشؤون افتتحت مركزين للوافدين إلى مدينة حماة في معهد الصم والبكم، وإلى مدينة سلمية في مدرسة تل الغزالة.
وأوضح أن كل الخدمات الضرورية تقدم للمقيمين في المركزين بإشراف الشؤون وتحت مظلة اللجنة الفرعية للإغاثة، حيث عمل الشركاء من منظمات وجمعيات فرع الهلال الأحمر العربي السوري، والرعاية الاجتماعية وحماية الطفولة وصندوق العافية وأعمال البر والسورية للتنمية الاجتماعية، ومنذ اليوم الأول لتدفق الوافدين، على تقديم كل المستلزمات الضرورية لهم، في حين قدمت مؤسسة العرين الإنسانية خدمات كبرى مثل تجهيزات الإنارة من بطاريات وليدات، وسلات غذائية، واحتياجات شخصية، بالإضافة إلى الأسر المقيمة خارج المراكز.
ومن جهة ثانية، بادر عدد من الفعاليات وأصحاب الأيادي البيضاء، إلى دعم نحو 160 أسرة لبنانية وافدة إلى منطقة مصياف، وذلك بمساعدات عينية بالتعاون مع الجهات التطوعية.
ومن جانبهم، عبَّر عدد من الوافدين لـ«الوطن»، عن شكرهم لسورية قيادة وشعباً، ولكل الجهات المعنية بحماة، على حفاوة الاستقبال وتنظيم إقامتهم وتأمين كل احتياجاتهم ومستلزماتهم، بما يخفف عنهم أعباء الحياة.
حمص تحتضن الوافدين
يتابع أهالي حمص احتضان الوافدين من الأشقاء اللبنانيين الذين دخلوا إلى سورية جراء تزايد العدوان الصهيوني على لبنان ويعملون على تقديم شتى أنواع المساعدة لهم وفق الإمكانات المتاحة ويتقاسمون معهم المأوى ولقمة العيش على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السوريون عموماً.
وفي هذا الإطار بيّن رئيس المجلس البلدي في سكرة بريف حمص الشرقي باسل عودة لـ«الوطن» أن أهالي قرية الثابتية استقبلوا حتى صباح أمس170 عائلة من الأشقاء الوافدين اللبنانيين حيث يقيم القسم الأكبر من العوائل الوافدة في منازل الأهالي، في حين تم تأمين سكن للبقية في مركز إيواء تم تجهيزه ضمن القرية، مشيراً إلى أنه تم استقبال عائلة واحدة في قرية سكرة تقيم مع إحدى العوائل في القرية.
ولفت عودة إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قامت بتوزيع فرش وحرامات وسلل غذائية للوافدين في أماكن إقامتهم كما قامت جمعية تنظيم الأسرة بتوزيع سلل صحية للعوائل، في حين يقوم المجلس البلدي بتأمين مادتي الخبز والغاز للوافدين بالتنسيق مع محافظة حمص وطالب عودة الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية بتقديم الدعم للوافدين لمساعدة الأهالي على تقديم الاحتياجات اللازمة والضرورية للعوائل الوافدة.
وأشار رئيس المجلس البلدي في الناعم بريف حمص الغربي شعيب صالح إلى أنه تم استقبال 44 عائلة من الوافدين اللبنانيين في قرية الناعم والقرى المحيطة، حيث استقبل أهالي قرية القرنية 27 عائلة وأمنوا لهم الإقامة في منازلهم، في حين استقبل أهالي بلدة الناعم 13 عائلة تقيم 11 عائلة منها في منازل أهالي القرية وأسرة في مستوصف القرية وأخرى في مقر الفرقة الحزبية، كما استقبل أهالي قرية الجوبانية 4 عوائل يقيمون مع الأهالي في منازلهم.
وبين الصالح أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قامت بتوزيع حرامات وسلل غذائية للعائلات الوافدة، مطالباً الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية بتقديم الدعم للوافدين لمساعدة الأهالي في تأمين الحاجات الأساسية والضرورية لهم، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السوريون عموماً.
ولفت صالح إلى أنه تم تقديم كتاب رسمي إلى محافظة حمص للتنسيق مع مديرية السكك الحديدية بحمص لاستيعاب الوافدين في الوحدات السكنية التابعة للمديرية الموجودة في قرية الخنساء لكونها غير مسكونة، مشيراً إلى أن هذه الوحدات السكنية تحتاج بعض عمليات الصيانة وخصوصاً للأبواب والنوافذ.
اللاذقية مدارسها مفتوحة لأبناء الوافدين
في إطار استجابة محافظة اللاذقية لاستضافة الوافدين من لبنان الشقيق جراء العدوان الصهيوني، تعمل كل الجهات حسب مجالها لتأمين احتياجات ومتطلبات العوائل الوافدة وذلك وفق توجيهات المحافظ عامر هلال.
في المجال التربوي التعليمي، أكد مدير التربية في محافظة اللاذقية أكثم غانم لـ«الوطن»، أنه تم تخصيص مركز الباسل التربوي ليكون في حالة جهوزية لاستقبال وافدين أشقاء من لبنان.
وأكد غانم أنه في حال الضرورة يتم تجهيز مدارس أيضاً لاستقبال أشقاء من لبنان، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الفرعية في محافظة اللاذقية. ولفت غانم إلى إمكانية استقبال مدارس اللاذقية التلاميذ والطلاب من العوائل الوافدة من لبنان بكل المراحل التعليمية لمتابعة دراستهم في مدارس المحافظة، وذلك وفق آلية محددة يتم من خلالها فرز الطلاب بعد إجراء سبر يحدد مرحلتهم الصفية وإثرها يتابعون تعليمهم من دون انقطاع.
أضاف غانم إن كل الإجراءات أمام الطلاب الوافدين ميسرة وفق توجيهات وزارة التربية ليكون أبناؤنا من لبنان الشقيق ضمن مدارسنا يتابعون تحصيلهم التعليمي فيها.
في السياق، تؤكد محافظة اللاذقية على التشاركية بين كل الجهات لمتابعة وتأمين الاحتياجات للعائلات الوافدة من لبنان، كما تتم المتابعة من خلال مجموعة تواصل يشرف عليها محافظ اللاذقية عامر هلال، وبمتابعة لحظية من فريق المحافظة المكلف ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، المشرفة على عمل الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية.
وتشير المحافظة إلى تتبع احتياجات العوائل الوافدة في مراكز الإقامة، وفي أماكن سكنهم خارجها، مع وضع إدارة متكاملة لكل مركز، تتضمن ممثلين عن الجمعية الخيرية المكلفة بالمركز، والجهة التي يتبع لها المركز، إضافة إلى ممثل عن العائلات الوافدة المقيمة في المركز.
خدمات قانونية في حلب
وبهذا الصدد تقدم «منارة السفيرة» المجتمعية بريف حلب خدمات مجانية واستجابة قانونية وتسهيلات لازمة للسوريين العائدين واللبنانيين الوافدين من لبنان، حيث أوضحت مديرة «منارة السفيرة» زينة قبلاوي حسب وكالة «سانا» للأنباء أن الأمانة السورية للتنمية كانت استجابتها في اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان من خلال فرق الاستجابة القانونية الموجودة في المعابر الحدودية، إضافة إلى جهوزية المنارات المجتمعية لاستقبال الوافدين اللبنانيين والسوريين وتقديم خدماتها القانونية والدعم النفسي الأولي.
وأشارت قبلاوي إلى الجهوزية العالية لاستقبال الأطفال في المنارات لإحساسهم بالأمان وتجنب حدوث الفراغ العاطفي والنفسي وتنفيذ أنشطة ترفيهية لهم، والتنسيق مع مديرية تربية حلب لعودتهم إلى المدارس، إضافة إلى تنفيذ جلسات مع الأهالي تتعلق بحماية الطفل والدعم النفسي والتوعية بإزالة المتفجرات لأنهم يقيمون بريف حلب، لافتة إلى أنه بلغ عدد الأسر المسجلة في المنارة لغاية اليوم 350 أسرة بمعدل 2500 فرد.
بدوره، بين مدير برنامج الاستجابة القانونية الأولية المحامي بشار سكيف أنه تم بالمرحلة الحالية التواصل مع كل الوافدين القادمين لمحافظة حلب والتدخل بشكل فعلي وتقديم الخدمات القانونية والبدء بالإجراءات من فريق المحامين الموجودين والمساعدة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والجهات المعنية.