ثقافة وفن

معرض الفنانين الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة بحمص … أكثر من مئة لوحة فنية بالفحم والألوان الزيتية والمائية أنجزها شبان هواة عبّروا من خلالها عن شغفهم بفن الرسم

| عبد الحكيم مرزوق

بدعوة من ملتقى أورنينا للثقافة والفنون وبالتعاون مع مديرية الثقافة افتتح معرض الفنانين الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة من جمعية الربيع لرعاية المصابين بأمراض التوحد في قاعة معارض مديرية ثقافة حمص وذلك بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية.

وقد ضم المعرض أكثر من مئة لوحة فنية رسمت بالفحم والألوان الزيتية والمائية أنجزها شبان هواة عبّروا من خلال لوحاتهم عن شغفهم بفن الرسم بمساعدة فنانين من ملتقى أورنينا لتتبلور موهبتهم عبر التجارب الفنية التي خضعوا لها عند إنجاز أعمالهم الفنية.

مشاركون بمرتبة مبدعين

المهندس ريمون كبرون رئيس مجلس إدارة ملتقى أورنينا للثقافة والفنون تحدث عن هذا المعرض بقوله:

حين يصمت الصمت يعود الفن إلى الكلام فالموسيقا تتحول لريشة رسام وإلى قيثارة فتبدع، معظم الأعمار المشاركة في المعرض هي أقل من 19 عاماً، لكنهم بمرتبة مبدعين، وأعمالهم لا تقل عن أعمال المحترفين وقد بلغ عدد المشاركين في المعرض (54) مشاركاً ومشاركة قدموا (108) لوحات، إضافة لمشاركة أطفال مرضى التوحد (ذوي الاحتياجات الخاصة من جمعية الربيع)، وهذا المعرض يحمل الرقم (14) ونحن مستمرون بإقامة أنشطتنا الفنية المختلفة.

فنانون مبدعون في المعرض

السيدة جميلة أبو الخير عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة قطاع الشؤون الاجتماعية والعمل قالت:

وجدت في المعرض فنانين صغاراً مبدعين يحتاجون إلى من يكون إلى جانبهم ويرعى مواهبهم، وقد لاحظت أن هناك أيدي مهرة معهم تعطيهم الكثير من المعنويات والإمكانيات، إضافة لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة من جمعية الربيع لرعاية المصابين بأمراض التوحد، وقد لفت انتباهي مشاركة أطفال من أعمار صغيرة بين الثماني والعشر سنوات وهذه بالطبع بادرة جميلة.

اللوحات الزيتية فيها تنوع

الفنان نضال إبراهيم المشرف الفني على المعرض قال: أغلب المشاركين من المواهب الشابة التي تبدأ برسم البورتريه، وكل مشارك عبّر عن موهبته من خلال الحالة التي أحبها أو أحس أنها تعبّر عنه، ويمكن القول إن حالات المرأة مطروقة بأكثر من موقع، وهناك أطفال دخلوا بأكثر من حالة ومدرسة كالفن التكعيبي، أو التجريدي، مع أنهم أطفال وأعمارهم صغيرة، واللوحات الزيتية فيها تنوع أكثر حيث أن أعمالهم تدل على تجربة أكبر من أعمارهم ويمكن أن نقول إنها تقترب من أعمال المحترفين وأشار لمشاركة الأطفال من ذوي الإعاقة المصابين بمرض التوحد بأن هذه الفئة جزء من المجتمع وقد استقطبناها من خلال جمعية الربيع لذوي الإعاقة، وشاركوا في المعرض وكانت مشاركتهم دافعاً مهماً يمكن أن تكون جرعة علاج في زيادة اندماجهم في المجتمع بدل أن يكونوا محصورين ضمن الجمعية ومحيطهم الأسري.

نماذج من المشاركات

قمر سلامة طالبة في الصف الثالث الثانوي شاركت بلوحتين الأولى «طفل باك» وأخرى عن التمييز العنصري وجسدتا حالة نفسية حاولت أن تعبّر عنها الفنانة مشيرة إلى أن مشاركاتها في المعرض هي الأولى.

وجسدت نور حيدر من خلال لوحتها المشاركة (حب أبدي) بصورة رجل وامرأة تقدم بهما العمر وظهرت التجاعيد على ملامحهما ولكن الابتسامة تملأ التقاسيم التي حفرتها السنوات الطويلة على محياهما.

وشاركت ميار خضور بلوحة تجسد راقصة باليه بثوبها الأبيض والخلفية السوداء، كما رسم حسين عباس وهو طالب جامعي لوحتي المحارب بخوذته الحديدية التي تدل على القوة ووجه فتاة خجول، ورسمت سلام عقول لوحة تجسد وجه طفلة مبتسمة فيها ملامح الأمل رغم الخراب الذي يحيط بها، ورسم إيلي باخوس عدة لوحات منها مبنى اتحاد الفنانين التشكيليين الأثري بواجهته الخارجية الجميلة ولوحة سماها المرأة ذات الثوب الأزرق ملامحها تدل على أكثر من حالة وتفسير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن