ثقافة وفن

تُظهر أعمالها اهتماماً بالغاً بالمجتمع السوري … التشكيلية السورية العالمية بثينة صافي علي تركت بصمتها المميزة

| وائل العدس

نعت مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وكلية الفنون الجميلة بدمشق والوسطان الثقافي والتشكيلي السوري الفنانة التشكيلية السورية العالمية الدكتورة بثينة صافي علي عن عمر ناهز الـ50 عاماً.

وقد أعلن شقيقها عمار خبر الوفاة صباح يوم الجمعة الماضي: «أختي الحبيبة الدكتورة بثينة إبراهيم صافي علي في جوار الرحمن، الرحمة لروحها الطاهرة».

وشيع جثمانها الطاهر من مستشفى الأسد الجامعي بدمشق إلى مثواها الأخيرة في قرية بيت حجيرة.

وبدأت العائلة استقبال المعزين من يوم الجمعة الماضي ويستمر العزاء حتى اليوم في مجمع الإمام الصادق عليه السلام في ناحية عين شقاق بمدينة جبلة.

وتستقبل العائلة المعزين في دمشق يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين من الخامسة والنصف وحتى السابعة والنصف مساءً في صالة نقابة الأطباء في حي أبو رمانة.

إبداع متنوع

تظهر أعمال الراحلة اهتماماً بالغاً بالمجتمع السوري والقضايا التي تهم السوريين، وإضافة إلى الاهتمام الذي توليه لمحيطها، هناك أيضاً منحى عالمي في أعمالها واهتمام بالأنماط الإنسانية والوجودية.

تختار لكل عمل فني جديد الوسيط الذي تعتقد أنه الأكثر ملاءمة للتعبير عن أفكارها في شكل متوازن بأسلوب فريد.

تعد أعمالها معاصرة وعالمية وفي الوقت نفسه فإنها مرتبطة بأصول مجتمعها السوري على نحو كبير، وقد جعلها ذلك أكثر الفنانين أهمية في سورية والوطن العربي.

أسست الراحلة مؤسسة «مدد» الثقافية التي تعنى بالفنون ودعم الشباب السوري في هذا المجال، وكان لها العديد من المشاريع المهمة في دمشق القديمة وساحة الحطب بحلب، وآخرها معرض «ذاكرة ماء» في حديقة المتحف الوطني بدمشق الذي يقام حالياً ضمن أيام الفن التشكيلي السوري السابع.

الراحلة مدرّسة في كلية الفنون الجميلة، ولدت في دمشق عام 1974، وهي حاصلة على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة «قسم التصوير» من فرنسا، ودبلوم دراسات معمقة في تاريخ الفن الإسلامي، ودبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة «قسم التصوير» من جامعة دمشق.

شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية في دمشق ودبي وباريس وبرلين ولندن وآيندهوفن وإسطنبول وجنيف والقاهرة وعمّان، وقد أقامت عام 2001 معرضها الشخصي الأول «خيمة» في حديقة موزارت بباريس، وهو المعرض نفسه الذي أقامته في دمشق بحديقة المتحف الوطني.

كما أقامت العديد من المحاضرات وورشات العمل في سورية وخارجها، كما أن في أرشيفها مطبوعات متنوعة.

رثاء إلكتروني

أول من رثاها كان الناقد التشكيلي سعد القاسم الذي كتب عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك»: «تبكيكِ مراسم الكلية.. خيمة البدوي.. فضاء الرواق العربي.. آلاف الحمامات البيضاء في حارات دمشق القديمة.. وساحة الحطب في حلب.. أطلال حديقة الأطفال في المخيم.. مرسم القيمرية.. شرفة البريد.. حديقة المتحف.. حيث ما تزال روحك المبدعة تحلق فيها.. تبكيكِ عيوننا جميعاً.. أهل وأصدقاء وزملاء وطلاب، بثينة.. ستبقين في القلوب والضمائر وذاكرة المكان، لترعى السماء روحك النقية».

أما الفنان التشكيلي بديع جحجاج فكتب: «الفنانة المتفردة والإنسانة د.بثينة علي، رفيقة أيام الدراسة الجامعية.. مثل نهر عذب من يراه أو يشرب منه يبتسم لجمال الله وأسرار خلقه ويعلم في قرارة نفسه معزياً روحه بأنه تفنى الجسوم وتبقى الرسوم ويسلم بقضاء الخالق العظيم، فهو أحياناً يشتاق الأنقياء منا.. وداعاً يا بثينة الحاضرة.. فليس هناك أجمل من الحضور بين يدي المعشوق».

بدوره، ودعها المخرج جود سعيد بالقول: «أخت الغالي وابنة الأغلى، أحزنت القلب.. د بثينة وداعاً».

أما النحاتة شهد الرز فكتبت: «حبيبة قلبي، حبيبة الكل وأم الكل، لو تعرفي قديه غيابك قاسي!! ما حدا مستوعبو.. شكراً على كل لحظة وكل بسمة، وداعاً بثينة علي».

وأخيراً، كتب الناقد علي الراعي: «يا خسارة يا بُثينة.. العلامة الفارقة في المشهد التشكيلي السوري.. وداعاً يا صديقتي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن