موسكو لا تعول على نتائج الانتخابات الأميركية.. وباريس اقترحت دعوة كييف إلى «ناتو» … «الاتحاد الروسي»: قمة «بريكس» المقبلة في قازان تحدد مسار التاريخ
| وكالات
بينما اعتبرت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، أن قمة «بريكس» المرتقبة بين الـ22 والـ24 من الشهر الجاري في تتارستان سيكون لها التأثير الرئيس في مستقبل العالم، رأى وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة ستستمر في اعتبار روسيا عدواً لها، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
ماتفيينكو اعتبرت في قناتها على «تيلغرام» أمس السبت، أن أيام قمة «بريكس» الثلاثة وليس الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ستحدد المسار المستقبلي للتاريخ، وستتم متابعتها في كل القارات، وكتبت ماتفيينكو: «لقد تغير العالم بشكلٍ جدي وجذري، لذلك لن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة الحدث الأكثر أهمية هذا العام بالنسبة إلى المجتمع الدولي، وحتماً لن تحدد المسار المستقبلي للتاريخ، بل ستكون قمة بريكس هي الحدث الأبرز».
ولفتت ماتفيينكو إلى أنها «تحمل قناعة كاملة بأنه سيتم في قازان (عاصمة جمهورية تتارستان الروسية) في عام 2024، تحديد مؤشر واتجاه التطور والتنمية البشرية، وليس في الولايات المتحدة المهتزة»، وقالت: إن «الأيام الثلاثة لقمة بريكس والمباحثات بين زعماء الأغلبية العالمية في تتارستان سيكون لها التأثير الرئيس في مستقبلنا»، متابعةً: إن «قمة قازان بالذات وليس نتائج الانتخابات الأميركية هي التي ستؤثر في العالم، وليس كما تحاول وسائل الإعلام الأميركية فرضه».
وتترأس روسيا مجموعة «بريكس» في العام الحالي، ومن المقرر أن تعقد قمة المجموعة في قازان الروسية في الفترة من 22 إلى 24 تشرين الأول الجاري، وستكون الأولى التي يشارك فيها أيضاً الأعضاء الجدد في التكتل، وتضم المجموعة الآن دولاً عديدة منها: البرازيل، الهند، الصين، روسيا وجنوب إفريقيا، وكذلك، مصر، إيران، الإمارات، السعودية، وإثيوبيا.
في سياق ذي صلة، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، فإن روسيا ستبقى بالنسبة إلى واشنطن، «إن لم تكن عدواً، فهي بالتأكيد خصم، وفي كل الأحوال منافس»، وقال في تصريحات صحفية أوردتها وكالة «سبوتنيك»: «بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، سنبقى للولايات المتحدة، إن لم نكن عدواً، فمن المؤكد أننا خصم وفي أي حال، منافس».
وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، حول استعداد واشنطن للتفاوض مع روسيا بشأن تخفيض الأسلحة النووية من دون شروط مسبقة، هي رغبة في كسب نقاط انتخابية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفي وقت سابق، قال بايدن: إن «العالم بحاجة إلى السعي من أجل الإزالة الكاملة للترسانة النووية»، كما أكد استعداد الولايات المتحدة للـ«تفاوض مع روسيا والصين وكوريا الشمالية في هذا الاتجاه»، لكنه التزم الصمت بشأن النفقات الكبيرة المترتبة على ذلك والتي تنفقها الحكومة الأميركية بشأن تطوير وتعزيز الثالوث النووي الخاص بها.
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: إن استعداد المستشار الألماني أولاف شولتس لمناقشة تسوية الوضع في أوكرانيا مع الرئيس فلاديمير بوتين يعتبر إشارة مهمة، وانتقد ممثل الكرملين رفض دول غربية أخرى إجراء مثل هذا الحوار مع الجانب الروسي، واعتبره من التصرفات «غير البناءة».
وقال بيسكوف: «نسمع الكلمات التي تأتي من برلين، كلمات شولتس حول الاستعداد للدخول في حوار، هذه كلمات مهمة، لأنه حتى وقت قريب كانت ألمانيا من بين بقية دول الغرب الجماعي التي استبعدت تماماً أي اتصالات مع الرئيس بوتين، لقد قلنا إن هذا الموقف عقيم»، وأضاف: «لا شك في أن استعداد شولتس الحالي للحوار هو أمر يستحق الترحيب».
وتابع بيسكوف: إن «أي حوار بشأن التسوية في أوكرانيا لن يكون بسيطاً حتماً، ولكن أي حرب تنتهي دائماً بسلام»، ووفقاً لممثل الكرملين تعتبر روسيا ضمان أمنها شرطاً أساسياً لحل الأزمة الأوكرانية، وقال بيسكوف: «الشيء الرئيس بالنسبة لنا هو حل يضمن مصالحنا الأمنية، أي كل ما تم اقتراحه قبل بدء العملية العسكرية الخاصة وما تم رفضه».
في المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال زيارته إلى كييف: إن بلاده تجري مناقشات مع شركائها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» حول إمكانية دعوة أوكرانيا إلى الانضمام للحلف على الفور، وأضاف: «فيما يتعلق بدعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فإننا لا نستبعد ذلك ونجري حالياً مناقشات حول هذه القضية مع شركائنا».
وأول من أمس الجمعة، قال بنيامين حداد، الوزير المنتدب للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الفرنسية، في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»: إن باريس تعتبر من بين مهماتها الأولوية ضرورة تحقيق الاتفاق على دعوة رسمية لأوكرانيا للانضمام إلى «ناتو».
وقبل أيام قدم فلاديمير زيلينسكي المنتهية ولايته ما سماه «خطة النصر» إلى البرلمان الأوكراني للمرة الأولى، بعد أن عرضها قبل ذلك على الرئيس الأميركي جو بايدن ومرشحي الرئاسة كامالا هاريس ودونالد ترامب، وتشدد الخطة التي ظهرت في وسائل الإعلام للمرة الأولى في آب الماضي على ضرورة دعوة أوكرانيا للانضمام إلى «ناتو»، وتعزيز دفاعها، ونشر «حزمة درع صاروخية إستراتيجية غير نووية شاملة»، والمساعدة في تطوير الاقتصاد الأوكراني.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس بأن وحدات الجيش الروسي تمكنت من تحرير المركز السكني زوريانوي في جمهورية دونيتسك الشعبية وطردت القوات الأوكرانية من هناك، وقالت الوزارة في بيان أمس: «بفضل العمليات القتالية الناجحة التي قامت بها وحدات مجموعة قوات الجنوب بالجيش الروسي، تم تحرير المركز السكني زوريانوي في جمهورية دونيتسك».
كما أعلنت الدفاع الروسية أن وسائط الدفاع الجوي بالجيش الروسي اعترضت وأسقطت خلال الليلة قبل الماضية 16 طائرة من دون طيار أوكرانية فوق مقاطعات بيلغورود وبريانسك وروستوف.