عشرات الشهداء باليوم الـ379 للعدوان والاحتلال قطع الاتصالات وقصف مستشفيات الشمال … محور «نتساريم» تحت النار.. المقاومة تدمر آليات للعدو وتوقع جنوده قتلى في جباليا
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات نوعية على مختلف محاور القتال في قطاع غزة، ضمن معركة «طوفان الأقصى»، رداً على ارتكاب العدو الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة لليوم الـ379، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين، موقعاً عشرات الشهداء والجرحى، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من الأهالي.
وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، أعلنت أن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوّة إسرائيلية راجلة، واشتبكوا معها بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وأوقعوا أفرادها بين قتيل ومصاب قرب محطة سرداح غرب معسكر جباليا، شمال قطاع غزة، وفي بيانٍ آخر، أعلنت «القسام» أنها استهدفت جرافة «D9» عسكرية بقذيفة «تاندوم»، وكذلك، فجرت عبوة «شواظ» بدبابة «ميركافا» أثناء سحبها للجرافة المستهدفة قرب محطة سرداح.
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تدمير دبابة للاحتلال من نوع «ميركافا» بتفجير عبوة «ثاقب برميلية» شديدة الانفجار مزروعة مسبقاً في محيط مسجد الزاوية بمنطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا، في حين استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تمركزاً لجنود الاحتلال جنوب محور «نتساريم» الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة بقذائف الهاون.
في السياق، كشف مصدر ميداني في شمال قطاع غزة لقناة «الميادين» عن تفاصيل «الحدث الأمني الصعب» الذي أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية صباح أمس، حيث وقعت قوة إسرائيلية في كمين مُحكم في الشمال، إذ أفاد المصدر، بأن الاحتلال استدعى فريقاً قتالياً من لواء «غفعاتي»، وبدأ محاولاته تعميق الدخول نحو مخيم جباليا من عدة اتجاهات مع ساعات الليل الأولى بإسناد ناري من مدرعات «اللواء 401» و«اللواء 460».
وأشار المصدر إلى أنه أثناء الاقتحام وقعت قوة مشاة استطلاع خاصة للاحتلال في كمين محكم في مخيم جباليا، في حين حاول الاحتلال تخليصها وفك اشتباكها لأكثر من 3 ساعات، لافتاً إلى أن المروحيات هرعت للإنقاذ، وتدخلت المدفعية والطيران الحربي بنيران كثيفة على محاور القتال واستهدفت عشرات المباني، في محاولة لسحب قتلاه ومصابيه، وخاصةّ أن «العدو يحاول دائماً التراجع للخلف بعد انتهاء الليل»، وفق المصدر.
إلى ذلك، أشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً أمس، حيث استشهد 33 فلسطينياً وأصيب أكثر من 70 آخرين بقصف الاحتلال عدداً من المنازل عند مفترق نصار في منطقة تل الزعتر شمال شرق مخيم جباليا بينهم 21 امرأة وطفلاً، كما استشهد اثنان من المرضى داخل المستشفى الإندونيسي شمال القطاع نتيجة حصار الاحتلال وانقطاع التيار الكهربائي والإمدادات الطبية، فضلاً عن استشهاد 7 فلسطينيين بقصف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في حين ارتقى شهيدان وأصيب آخرون في قصف الاحتلال ساحة مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى استشهاد 4 فلسطينيين في قصف الاحتلال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وفلسطينيين اثنين في قصف مسيرة للاحتلال الإسرائيلي مخيم الشابورة، وسط مدينة رفح جنوباً.
بدوره، أعلن مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، خروج المستشفى من الخدمة، وأن كل من هو داخله محاصر من قوات الاحتلال التي تستهدف كل من يتحرك في محيطه، لافتاً إلى أن مدفعية الاحتلال استهدفت الطوابق العليا من المستشفى، الذي يضم أكثر من 40 مريضاً وجريحاً، إضافة إلى الطاقم الطبي، مع انقطاع الكهرباء بالكامل عنه، كما هدمت دبابات الاحتلال جزءاً من سور المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في حين أوضحت وسائل إعلام فلسطينية أن مستشفى كمال عدوان هو الوحيد الذي يعمل في شمال القطاع، بعد خروج مستشفيي الإندونيسي والعودة من الخدمة، مشيرة إلى أن طائرات الاحتلال ألقت عشرات الأكياس المفخخة على منازل الفلسطينيين في منطقة الفالوجا، بالتزامن مع قصف ممنهج لمدارس إيواء النازحين وتجمعاتهم في شمال القطاع.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس أوردته وكالة «سانا»، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 19 شهيداً و91 جريحاً، ليرتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل لليوم الـ379 على القطاع إلى 42519 شهيداً و99637 جريحاً، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يكثف من استهدافه المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، وذلك بحصاره واستهدافه المباشر لمستشفيات الإندونيسي وكمال عدوان والعودة خلال الساعات الماضية وإصراره على إخراجها من الخدمة.
من جهتها، أفادت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتل» أمس، عن قطع الاحتلال الإسرائيلي كامل خدمات الإنترنت في شمال قطاع غزة، التي تتعرض لعملية إبادة وتهجير قسري منذ 15 يوماً، مبينة أن قطع الاتصالات والإنترنت يؤثر في قدرة الأهالي على التواصل مع طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية، كما يواجه الصحفيون صعوبة بالغة في تغطية التطورات الميدانية في ظل العدوان المتواصل.
وفي الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني أمس، بعد تنفيذه عملية دهس ضد قوات الاحتلال شمال رام الله، حيث وثقت الكاميرات لحظات اصطدام المركبة الفلسطينية بمركبة شرطة إسرائيلية، وزفت حماس منفذ العملية البطولية، مؤكدةً أنها «رد طبيعي على جرائم الاحتلال وحصاره وتجويعه وترويعه لأبناء الشعب الفلسطيني، فعنجهية الاحتلال وغطرسته لن تقابل إلا بمزيد من الصمود والمقاومة».