أنقرة أخضعت ميليشياتها الرافضة لافتتاح «أبو الزندين» … «صقور الشمال» تحل نفسها وانشقاقات في صفوف «الجبهة الشامية»
| حلب – خالد زنكلو
أخضعت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإرادتها الميليشيات الرافضة لافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يربط مدينة الباب الخاضعة لنفوذ الميليشيات بمناطق الحكومة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي.
فبعد صدّ وردّ والاحتكام إلى جزرة المفاوضات تارة وعصا العمل العسكري تارة أخرى، احتكمت أنقرة إلى التوجه العسكري خياراً وحيداً للإطاحة بأهم ميليشيا مناوئة لوضع «أبو الزندين» في الخدمة، بعد استنفاد فرص الحل السياسي معها، على الرغم من أن الأمر استغرق شهرين بالتمام والكمال، إثر افتتاح المنفذ رسمياً في 18 آب الماضي.
في التفاصيل، استسلمت «صقور الشمال»، التي تتصدر الميليشيات الرافضة لوضع «أبو الزندين» في الخدمة، لأوامر إدارة أردوغان بحل نفسها، لكن بعد جولة اقتتال مع «القوة المشتركة» التي تأتمر من أنقرة، جراء عصيانها لقرار ما يسمى «الحكومة المؤقتة»، التابعة للإدارة التركية، بحل نفسها في 4 الشهر الماضي، وانضمامها لميليشيا «الجبهة الشامية» التي تكفلت بالدفاع عنها.
وقالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة بريف حلب الشمالي، إن «صقور الشمال» أذعنت للاستخبارات التركية ورضيت بقرار وزارة دفاع «المؤقتة» حل نفسها، إثر خسارتها العديد من مواقع انتشارها شمال وشمال شرق حلب، ولتتمكن إدارة أردوغان من تمكين نفوذها في المنطقة التي تسميها «غصن الزيتون» في عفرين شمال حلب وفي «درع الفرات» بريف المحافظة الشرقي.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أنه وبعد حصار «صقور الشمال» لنحو شهر من قبل «القوة المشتركة»، التي تتألف من ميليشيا «العمشات» و«الحمزات» وبمؤازرة «السلطان مراد»، في منطقة حوار كلس عند الحدود التركية بريف حلب الشمالي، دارت معارك يومي الخميس والجمعة الماضيين في المنطقة وفي بلدة جمروك وقرب بلدة كفر جنة بريف عفرين، أدت إلى إغلاق الطريق بين إعزاز وعفرين، وما لبثت أن امتدت الاشتباكات بين الفريقين إلى ريف حلب الشمالي الشرقي وقطّعت أوصال مناطقه.
وذكرت أن «الجبهة الشامية» تدخلت لمصلحة حليفتها «صقور الشمال» في بعض مناطق نفوذها ضد «القوة المشتركة»، وسقط جراء الاقتتال في صفوف الجانبين أكثر من 15 قتيلا و10 جرحى، بالإضافة إلى 5 جرحى في صفوف مدنيي مخيمات النزوح المنتشرة في مناطق الاقتتال، ولاسيما بالقرب من كفر جنة الواقعة على الطريق الواصل بين إعزاز وعفرين.
وأشارت إلى أن صدور بيان من «صقور الشمال» أول من أمس بحل نفسها وخروجها من بوتقة «الشامية» وتسليم مقدراتها العسكرية ضمن الفيلق الثالث إلى ما يسمى «الجيش الوطني» التابع لإدارة اردوغان، أنهى تمرد الميليشيا على «المؤقتة» وعلى الاستخبارات التركية صاحبة قرار الحل والربط في مناطق الاحتلال التركي شمال وشمال شرق حلب.
وتوقعت صدور قرار مشابه قريباً بحل «الشامية»، الرافضة هي الأخرى لافتتاح «أبو الزندين»، ما يمهد الطريق لوضع المنفذ في الخدمة، وهو قرار تعتبره أنقرة أساسياً ويراعي مصالحها مع موسكو الساعية إلى خلق مجال من الثقة مع دمشق، لتنفيذ «تفاهمات» أخرى مع إدارة أردوغان، من بينها افتتاح طرق دولية في المنطقة، في مقدمتها طريق حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4».
وما يسهل حل «الشامية» حسب المصادر المعارضة، ظهور نذر تفكيكها باكراً، إذ أعلنت ميليشيات تابعة لها عن انفصالها عنها وانضمامها إلى «الفرقة 51» ضمن الفيلق الثالث في وزارة دفاع «المؤقتة»، وهي: «اللواء الخامس» و«كتائب الساجدون لله» و«تجمع أهل الديار»، والأخير يضم 3 كتل مؤثرة داخل الميليشيا من مسلحي حلب.
المصادر ذكرت أن هناك توجهاً لأنقرة بحل ميليشيات ودمج أخرى بأرياف حلب لتقليل عددها وضمان الانصياع لأوامرها، على أن تحافظ على الميليشيات التركمانية ضمن «القوة المشتركة» ذات الولاء المطلق لها.