«صقور الشمال» تحل نفسها وانشقاقات في صفوف «الجبهة الشامية» … مدفعية الجيش تدك مواقع لـ«النصرة» في أرياف حلب واللاذقية وإدلب وحماة
| حلب- خالد زنكلو – حماة- محمد أحمد خبازي
دكت وحدات من الجيش بمدفعيتها الثقيلة أمس مواقع لـ«النصرة» في ريفي حماة وإدلب، وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للتنظيم الإرهابي في السرمانية والقرقور ودوير الأكراد بسهل الغاب الشمالي الغربي.
ولفت المصدر إلى أن مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، كانت اعتدت أمس بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية بمختلف قطاعات منطقة «خفض التصعيد»، فرد عليها الجيش بالنيران المناسبة.
بدورها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن وحدات من الجيش العربي السوري استهدفت بمدفعيتها الثقيلة مواقع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في قريتي كفرنوران وكفرتعال بريف حلب الغربي، إضافة إلى مواقع للإرهابيين في محاور تلال كبانة بريف اللاذقية الشمالي.
في غضون ذلك، أخضعت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإرادتها الميليشيات الرافضة لافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يربط مدينة الباب الخاضعة لنفوذ الميليشيات بمناطق الحكومة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي.
فبعد صدّ وردّ والاحتكام إلى جزرة المفاوضات تارة وعصا العمل العسكري تارة أخرى، احتكمت أنقرة إلى التوجه العسكري خياراً وحيداً للإطاحة بأهم ميليشيات مناوئة لوضع «أبو الزندين» في الخدمة، بعد استنفاد فرص الحل السياسي معها، على الرغم من أن الأمر استغرق شهرين بالتمام والكمال، إثر افتتاح المنفذ رسمياً في الـ18 من آب الماضي.
«صقور الشمال» التي تتصدر الميليشيات الرافضة لوضع «أبو الزندين» في الخدمة، استسلمت لأوامر إدارة أردوغان بحل نفسها، لكن بعد جولة اقتتال مع «القوة المشتركة» التي تأتمر من أنقرة، جراء عصيانها لقرار ما يسمى «الحكومة المؤقتة»، التابعة للإدارة التركية، بحل نفسها في الـ4 من الشهر الماضي، وانضمامها لميليشيات «الجبهة الشامية» التي تكفلت بالدفاع عنها.
وقالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة بريف حلب الشمالي: إن «صقور الشمال» أذعنت للاستخبارات التركية ورضيت بقرار وزارة دفاع «المؤقتة» بحل نفسها.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن «الجبهة الشامية» تدخلت لمصلحة حليفتها «صقور الشمال» في بعض مناطق نفوذها ضد «القوة المشتركة»، وسقط جراء الاقتتال في صفوف الجانبين أكثر من 15 قتيلاً و10 جرحى، بالإضافة إلى 5 جرحى في صفوف مدنيي مخيمات النزوح المنتشرة في مناطق الاقتتال، ولاسيما بالقرب من كفر جنة الواقعة على الطريق الواصل بين إعزاز وعفرين.
وتوقعت صدور قرار مشابه قريباً بحل «الشامية»، الرافضة هي الأخرى لافتتاح «أبو الزندين»، ما يمهد الطريق لوضع المنفذ في الخدمة، وهو قرار تعتبره أنقرة أساسياً ويراعي مصالحها مع موسكو الساعية إلى خلق مجال من الثقة مع دمشق، لتنفيذ «تفاهمات» أخرى مع إدارة أردوغان، من بينها افتتاح طرق دولية في المنطقة، في مقدمتها طريق حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4».