استهدفت منزل نتنياهو.. وإعلام العدو وصفه بالإخفاق الأمني الخطير … المقاومة مستمرة في منع التوغل وتدك القواعد الإسرائيلية بأكثر من 200 صاروخ
| الوطن
ردّ حزب اللـه سريعاً على اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار، وأرسل وللمرة الأولى في التاريخ رسالة «انقضاضية» إلى منزل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، متجاوزة طبقات الدفاع الجوي الصهيونية والطيران المروحي وصولاً إلى قيسارية، في تطور دراماتيكي قرئت تداعياته جيداً في الأوساط الدولية المعنية.
وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن الطائرة المسيّرة حققت إصابة مباشرة، فيما اعترف جيش الاحتلال بأن الدفاعات الجوية فشلت في التصدي للمسيّرة، وقال: إن «3 مسيّرات عبرت من لبنان إلى أجواء إسرائيل تم اعتراض 2 فيما أصابت الثالثة مبنى في قيسارية».
وأضاف جيش الاحتلال: إن صفارات الإنذار دوّت في قواعد عسكرية في غليلوت، شمال تل أبيب، بعد تسلل المسيّرة من لبنان، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب من دون تفعيلها على تطبيق الجبهة الداخلية على الهواتف.
بدوره اعتبر نتنياهو الذي وجه الاتهام لمن سماهم وكلاء إيران عقب استهداف منزله، أن لا شيء سيردع الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: «سنواصل حتى النهاية»!
ونفت بعثة إيران في الأمم المتحدة أي صلة لإيران بهجوم الطائرة المسيرة على مقر إقامة نتنياهو في قيساريا، وفي الإطار ذاته وتعليقاً على استهداف منزل نتنياهو، قالت قناة «كان» الإسرائيلية: إن «حزب اللـه يطوّر أسلوبه بإطلاق عدّة مسيّرات معاً لجعل الأمر صعباً على منظومات الاعتراض»، مؤكدة أن «حزب اللـه يرتقي في عملياته درجة إضافية، وما جرى حادث دراماتيكي جداً».
إذاعة جيش الاحتلال من جهتها نقلت عن مصدر عسكري قوله: «إن الأجهزة الأمنية ترى في وصول المسيّرة إلى قيسارية فشلاً أمنياً خطيراً جداً».
ورفع حزب اللـه أمس، من وتيرة نيرانه في اتجاه مستوطنات ومواقع وتجمعات جنود الاحتلال الإسرائيلي، واستهدف القاعدة العسكرية في ناشر شرق مدينة حيفا المحتلة ومستوطنة الكريوت في شمال المدينة بصلية صاروخية نوعية كبيرة، تزامناً مع مهاجمته مدينة صفد المحتلة بِصلية صاروخية قبل أن يدك مستوطنة روش بينا جنوب شرق المدينة بِصلية صاروخية مماثلة، ويحرق ويوقع طاقم دبابة ميركافا بين قتيل وجريح في مستوطنة زرعيت جراء استهدافها بصاروخ موجّه.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل ضابط برتبة لواء متأثرا بجراحه بعد إصابته الخطيرة في معركة جنوب لبنان، من جهتها أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن 6 طواقم إطفاء تحاول السيطرة على عدد من الحرائق الواسعة على سفوح صفد باتجاه عميعاد وفي منطقة روش بينا إثر سقوط صواريخ على المنطقة، تزامناً مع مقتل إسرائيلي جراء سقوط صاروخ في مدينة عكا المحتلة، وإصابة 4 آخرين، وفق ما ذكر الإعلام الحربي.
وقبل ذلك، أشارت تلك الوسائل الإعلامية إلى إصابة 21 إسرائيلياً جراء سقوط صواريخ في الجليل الغربي والكريوت، لتعاود وتؤكد في وقت لاحق من مساء أمس، إطلاق أكثر من 200 صاروخ من لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلة منذ صباح أمس.
بدورها المقاومة العراقية أعلنت من جهتها مهاجمتها هدفين حيويين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الجولان السوري المحتل بوساطة الطيران المسيّر، وقالت المقاومة في بيان لها: «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مقاتلو المقاومة في العراق صباح (أمس) السبت، هدفاً عسكرياً في شمال أراضينا المحتلة بوساطة الطيران المسيّر».
بالمقابل واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات نوعية على مختلف محاور القتال في قطاع غزة، ضمن معركة «طوفان الأقصى»، رداً على ارتكاب العدو الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة لليوم الـ379، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين، موقعاً عشرات الشهداء والجرحى، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من الأهالي.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعا الأمم المتحدة إلى إعلان شمال قطاع غزة منطقة منكوبة في ظل ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم قتل جماعية وفردية ممنهجة وواسعة النطاق، إضافة إلى تجويع متعمد وتهجير قسري جماعي وتدمير كامل لما كان متبقياً من مقومات الحياة في القطاع.
وفي بيان نشره على موقعه الإلكتروني قال المرصد: إنه «وثق جرائم مروعة بحق الفلسطينيين في مخيم جباليا وعموم شمال قطاع غزة مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن صم المجتمع الدولي آذانه وعجزه عن وقف ما يجري يجعلانه شريكاً في الإبادة الأكثر وحشية».
وأضاف «الأورومتوسطي»: إن «جيش الاحتلال يعمل بشكل منهجي على إخراج ما تبقى من المنظومة الصحية عن العمل بالكامل هناك، وهي التي تعمل أصلاً بشكل جزئي بعد أن عمل خلال الأيام الماضية على استهداف وتدمير آبار المياه المتبقية وقصف مقاسم الاتصالات والإنترنت، ما أدى إلى انقطاعها عن المنطقة».
في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المنطقة أصبحت كبرميل بارود، محذراً من أن تفجر حرب فيها بات «أمراً جدياً» بسبب الكيان الصهيوني، ورأى أن حل الدولتين لن يؤدي إلى إرساء سلام مستدام في المنطقة.
وخلال لقائه رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان في إسطنبول أكد وزير الخارجية الإيراني، ضرورة اتخاذ خطوة دولية عاجلة لوقف نزيف دماء الفلسطينيين الأبرياء، وعمليات الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، وأشار إلى ضرورة «تعزيز التنسيق بين إيران وتركيا وباقي دول المنطقة لاتخاذ قرارات فورية تضع حداً لآلة الحرب الإسرائيلية».