إدانات لمجرزة بيت لاهيا.. ورام اللـه دعت لاجتماع طارئ للجامعة العربية … الفصائل: نزعة إرهابية لتطبيق مخطط التهجير و«الوطني الفلسطيني»: نتيجة التغطية الأميركية
| وكالات
أدانت رام اللـه والفصائل الفلسطينية المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليلة أول من أمس في بيت لاهيا شمال قطاع غزة وراح ضحيتها 87 شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين أغلبيتهم من الأطفال والنساء بعد قصف طيرانه أحياء سكنية مكتظة بالنازحين، حيث أكدت الخارجية الفلسطينية أن الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني بات غطاء تستغله حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ المزيد من الجرائم والإبادة، كما هو واضح في شمال القطاع.
وقالت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»: «إن الاحتلال ينفذ الإبادة الجماعية بأوضح صورة على سمع وبصر العالم، من حصار وتجويع وتهجير وتدمير ونسف للمباني وقصف بالطيران واستهداف لجميع المراكز الصحية وارتكاب المجازر، التي كان آخرها ما حصل في بيت لاهيا، لإجبار الفلسطينيين في الشمال على النزوح تحت القصف أو القتل الفردي والجماعي»، محملة المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه المجزرة المتواصلة، وطالبت مجدداً بصحوة دولية لفرض الوقف الفوري للعدوان وتطبيق قرار الجمعية العامة باعتماد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.
من جانبه، أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية مهند العكلوك، أن دولة فلسطين تقدمت بطلب عاجل لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في أقرب وقت ممكن، وذلك في ظل وحشية الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ودخول جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مرحلة أكثر وحشية يستهدف من خلالها العدوان الإسرائيلي إبادة الفلسطينيين وتنفيذ أبشع صور التهجير القسري والتدمير والتجويع، خاصة في شمال قطاع غزة في خطة ممنهجة لإفراغه تماماً من سكانه، وسط حالة العجز والصمت الدوليين.
ودعا العكلوك في تصريح لـ«وفا»، الجامعة العربية إلى تحمل مسؤولياتها «التاريخية» إزاء هذه الجرائم الإسرائيلية غير المسبوقة في التاريخ، وخاصة أن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وفظائع مروعة من الإبادة والتدمير والتجويع والتهجير القسري للشعب الفلسطيني تمثل تهديداً حقيقياً للأمن القومي العربي بمجمله وليس فقط للشعب الفلسطيني.
بدوره، أوضح رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، أن مجزرة بيت لاهيا هي «نتيجة طبيعية للضوء الأخضر من الإدارة الأميركية الشريكة مع الاحتلال في حرب الإبادة والتطهير العرقي اليومية، مشيراً إلى أن قيام جيش الاحتلال الفاشي بقطع الاتصالات، دليل يثبت أنه كان يخطط لهذه المجزرة الوحشية لاستكمال حرب التطهير العرقي والاستئصال، وإبادة ما تبقى من الفلسطينيين في الشمال، وهذه المجزرة المروعة تعكس دموية وحقد الاحتلال»، معبراً عن تنديده واستنكاره للمواقف الدولية التي تتفرج على إبادة واستئصال الشعب الفلسطيني، وطالب المجتمع الدولي بتبني موقف حازم وفرض عقوبات على كيان الفصل العنصري الإرهابي، لإجباره على وقف هذه الجرائم المستمرة منذ أكثر من سنة بحق النازحين من الأطفال والنساء.
من جهتها، طالبت حركة فتح العالم بالوقوف في وجه حرب الإبادة الإسرائيلية الممنهجة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول الماضي على الشعب الفلسطيني، مشددة على أن جريمة الاحتلال في بيت لاهيا جزء من مسلسل إجرامي صهيونيّ لتهجير الفلسطينيين، في حين حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، من مخطط تفريغ شمال قطاع غزة من خلال تهجير سكانه الذي ينذر بنكبة جديدة لا تحمد عقباها, ولفت في بيان له، إلى أن استمرار الصمت الدولي وانتهاج سياسة الإفلات من العقاب والدعم الأميركي تجاه المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، هو بمثابة ضوء أخضر لتمرير مخطط تفريغ شمال القطاع والتهجير القسري لسكانه.
حركة حماس من جانبها، أفادت بأن الصمت العربي والعجز الدولي شجع العدو الصهيوني الفاشي المجرم على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، لإفراغ شمال القطاع من سكانه، مطالبة بتحرك فاعل لوقف هذه المحرقة، وقالت في بيان نقلته وكالة «صفا»: «يسابق العدو الصهيوني المجرم الزمن في مجازره وفظائعه التي يرتكبها على مدار الساعة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها القصف الهمجي والعشوائي وارتكابه مجزرة وحشية استهدفت مربعاً سكنياً مكتظاً بالسكان والنازحين الآمنين في منطقة مشروع بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، ما أدى في حصيلةٍ أولية لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى».
بدورها، رأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن حجم الإبادة التي يجري تنفيذها شمال قطاع غزة، أمام مرأى العالم أجمع، هو أضعاف ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي خلال عام كامل من المجازر والجرائم بحق الإنسانية، ويهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء، مشيرة إلى أن الكيان الإسرائيلي يستمر منذ أكثر من أسبوعين، في فرض حصار قاتل على مناطق واسعة في شمال القطاع، حيث يحاصر نحو 400 ألف فلسطيني، من دون أدنى مقومات الحياة، ويتعمد قصف المستشفيات، وقتل الناس في الطرقات التي باتت تعج بالجثامين، ويحرق الخيام، ويرسل آلياته المسيّرة لتفجير المباني بمن فيها.
وأضافت إن هذا المستوى الجديد من الإجرام جاء متزامناً مع إعلان حكومة الكيان عمّا يسمى «خطة الجنرالات»، التي تهدف إلى قتل جميع مظاهر الحياة شمال القطاع، حيث ينفذ الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم ويرفضون التهجير، محملة الإدارة الأميركية المسؤولية، بصفتها من تدير هذه الحرب وتشرف عليها وتزود الكيان بكل أسلحة القتل الجماعي وتوفر له الغطاء السياسي والعسكري، وتمنحه الوقت الكافي للمضي في جرائمه من دون رادع.
المكتب الإعلامي في غزة أوضح أن هذه المذبحة الجديدة تأتي بالتزامن مع قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية شمال قطاع غزة، محملاً الدول المشاركة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية.